ثكلى العروبة ..
يا ابنًا رَمَاهُ أبُ
تَنْعِي الذي غَرَّهُ ..
الإطراءُ ..
واللقَبُ
ما أوجع الفقد ..
لو كان الفقيدُ ..
دَمَا
يجري بأوردةٍ ..
أجسادها صُلِبُوا
لو كلُّ نائبةٍ ..
للمرءِ صائبةٍ ..
صابتْ ..
ستتبعهُا الأهوالُ والنّوَبُ
فالويلُ مِن أخرسٍ ..
يحيا بأغنيةٍ
ألحانُها "عربُ" ..
والنصُّ ..
"قد غضبوا"
أبلى مِن الصَّمتِ ..
ثغرٌ لا لسانَ لهُ
تعلوهُ ألفُ شفاهٍ ..
دوْرُها ذَنَبُ
يُدمي الفؤادَ ..
كلامٌ ..
ذاكَ منطِقُهُ
في أمةٍ ..
خُتِمتْ في أرضِها الكتبُ
لو كلُّ ذي نعمةٍ ..
قد طالَهُ حَسَدٌ ..
أقسمتُ ..
أنعمُ كونٍ قشَّها العَرَبُ
تحتَ العباءةِ ..
يا حكَّامَ أُمَّتِنا
شحمٌ على جسدٍ ..
أولى به اللهبُ
عذرًا ..
أيا سادةً ..
فالهَمُّ يعصِرُني
والقلبُ في كفنِ الأبدانِ يلتهبُ
بغدادُ ..
أَمْ
ليبيا ..
أم
غزَّةٌ ..
وَجَعِي
أَم
شامُ ..
أم
يمنٌ ..
أم
كلُّهم سُلِبُوا
من ذا يلبِّي نداءً ..
"واهُ معتصِما" !؟
بل ..
مَن يُنادي ..
إذا مَن نودِي ..
الخُشُبُ !؟
يا هولَ أسئلةٍ ..
بل هولَ أجوبةٍ
مِن أجلِها ..
عُصِرَ التُّفاحُ .. والعنبُ
آهٍ ..
على تربةٍ ..
كم تحتوي رُسَلًا ..
يرعى على ظهرِها ..
الأشباهُ ..
والحطبُ
أبكيكَ ..
يا وطنًا ..
قادَ الدُّنا ..
زمنًا
أسلافُهُ ذهبٌ ..
أخلافهُ لُعَبُ
يا لعنةً ..
نزلتْ ..
في حاملي لغةٍ
اللهُ حافظُها ..
والذِّكرُ ..
والحِقَبُ ....
لو أنتِ باقيةٌ ..
في الأرضِ قاطبةً
باللهِ ..
أمتُنا ثكلى.. وتنتحبُ
يا نيلُ ..
لو تغتلي ..
في حِضنِ قاهرةٍ
هوْنًا ..
فمصرُ كذا ..
أمٌّ ..
بها غضبُ
أَمَّا أنا ..
فأنا ..
كلُّ الذين بكوا ..
فخرًا ..
ومُذْ عَزَّتِ الأفخارُ ..
والنَّسَبُ
بلْ ..
كلُّ مَن أنجبتْ مِن ظَنِّها أَمَلاً
حتى إذا فَطَمتْ أبناءها ..
اغْتُصِبوا
يا أمةً ..
فبحقِّ اللهِ ..
لا تَهنِي ..
تبقى السَّماءُ سما ..
مهما أبَتْ.. سُحُبُ
بِحقِّ .
هاجرَ أمِّ العُرْبِ ..
لا تهني ..
مازالَ في نُطَفِ الأحفادِ..
مُرتَقَبُ .