القدس: أكد عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح ديمتري دلياني، أن التحركات الإسرائيلية الأخيرة، التي تستهدف توسيع الاستيطان الاستعماري في الأراضي السورية واللبنانية، فضلاً عن التصريحات العلنية لوزراء الحكومة الإسرائيلية بشأن نوايا الاستيطان في قطاع غزة، تعكس تصعيداً خطيراً يهدد بخلق واقع كارثي على مستوى فرص تحقيق استقرار المنطقة مستقبلاً ويمثل عدواناً على سيادة الدول المجاورة.
هذه السياسات، وفقاً لدلياني، تأتي في سياق مشروع توسعي يسعى لتكريس الهيمنة العسكرية الإسرائيلية وإعادة تشكيل الخارطة السياسية للمنطقة عبر وسائل عدوانية وغير شرعية.
وأضاف دلياني أن ما يجري ليس سوى تنفيذ عملي لمشروع استعماري إسرائيلي يتخذ من التحريف الديني والادعاءات الأمنية الكاذبة غطاءً لإعادة رسم الجغرافيا السياسية للمنطقة.
وأوضح قائلاً: "ما نشهده اليوم ليس مجرد تعدٍ على حقوق الشعوب، بل هو سياسة مبرمجة لإلغاء الحدود الدولية وتدمير مفاهيم السيادة، كما نراه حالياً في الجولان السوري المحتل والمناطق الحدودية اللبنانية."
وأكد دلياني أن هذه الاعتداءات تمثل استهتاراً صارخاً بالقوانين الدولية، مشيراً إلى أن التنظيمات الاستيطانية الإرهابية الإسرائيلية، مثل "نحالا" و"أوري تصافون"، تلعب دوراً محورياً في تنفيذ هذه المخططات.
وأوضح أن هذه التنظيمات لا تكتفي بالتحرك داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، بل تنفذ مشاريع تهدف إلى استبدال السكان الأصليين في جنوب لبنان والأراضي السورية بمستوطنين اسرائيليين، في محاولة واضحة لطمس الهوية الوطنية والتاريخية لشعوب المنطقة.
وتابع دلياني: "ما يحدث هو جزء من مشروع صهيوني استعماري مستمر منذ نكبة عام 1948، يقوم على الإبادة والتطهير العرقي، بهدف القضاء على الوجود العربي في فلسطين والمنطقة المجاورة.
والآن، يمتد هذا المشروع ليشمل أراضي عربية جديدة، تحت مسمى ’حدود إبراهيم‘ التي تصل نظرياً إلى الفرات، في محاولة لإضفاء شرعية توراتية خرافية على طموحات دولة الاحتلال الاستعمارية".
وفي عرضٍ للوقائع، وقدم دلياني أرقاماً تعكس حجم الخطر المتصاعد، موضحاً أن منظمة "نحالا" قد حشدت أكثر من 700 عائلة استيطانية اسرائيلية لإقامة مستوطنات غير قانونية في غزة، فيما جمعت منظمة "أوري تصافون"، التي تأسست تخليداً لذكرى مجرم الحرب الإسرائيلي "يسرائيل سُكول" الذي قُتل اثناء مشاركته في حرب الابادة في غزة بداية العام، آلاف المؤيدين لأنشطتها الاستيطانية غير القانونية في لبنان وسوريا.
وأكد دلياني أن هذه التنظيمات الإرهابية الاستيطانية تتحرك بسرعة، وغالباً ما تسبق الموافقة الرسمية، لكنها تحصل في النهاية على دعم سياسي وعسكري كامل من حكومة الاحتلال.
وشدد دلياني على أن هذه السياسات تشكل تهديداً مباشراً لاستقرار العالم، داعياً المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في مواجهة هذه الجرائم.
وقال إن "العدوان الاستيطاني الإسرائيلي ليس مجرد تحدٍ لفلسطين أو الدول المجاورة، بل هو اعتداء على منظومة العدالة والسلام العالمي. المجتمع الدولي مطالب بتحرك عاجل لوضع حد لهذه السياسات الاستعمارية التي تنتهك القوانين الدولية وتهدد الاستقرار الإقليمي".
وفي ختام حديثه، حذر دلياني من أن استمرار هذه السياسات سيقود المنطقة إلى أزمات إنسانية وجيوسياسية أعمق بكثير مما نشهده اليوم، مؤكداً أن تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح سيبقى في طليعة النضال ضد هذه المشاريع التوسعية.
وأضاف: "شعبنا الفلسطيني، مع أشقائه وحلفائه في المنطقة والعالم، سيواصل التصدي لهذا المشروع الاستعماري، دفاعاً عن السيادة والعدالة وحق تقرير المصير."