- مراسلنا: شهيد في قصف مدفعي إسرائيلي على حي الشعف شرق مدينة غزة
يبدو أن إعلان حقوق الطفل الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 20 نوفمبر عام 1959 خاص بأطفال العالم دون صغار فلسطين الذين يسلبهم الاحتلال أبسط حقوقهم منذ عقود.
كثير من كوابيس اليقظة يستخدمها الاحتلال مع أطفال القطاع، وشعارات المؤسسات الدولية بأن "لكل طفل حقوقه كاملة" مجرد خطابات رنّانة لا تطبق على الصغار هناك.
خسائر فادحة وأرقام مفزعة
ومنذ بدء حرب الإبادة الجماعية في السابع من أكتوبر 2023 تعمد الاحتلال ارتكاب مجازر بحق الأطفال أسفرت عن استشهاد 17 ألفًا و390 طفلًا وإصابة 22 ألفًا و100 آخرين.
ووفق ورقة حقائق صادرة عن تجمع المؤسسات الحقوقية "حرية" بمناسبة يوم الطفل العالمي، أوضحت أن 1250 حالة بتر للأطراف السفلية في صفوف الأطفال سُجلت منذ بداية الحرب نتيجة إصابتهم بشظايا مقذوفات وصواريخ إسرائيلية.
وأكدت جهات حقوقية وصحية مرارًا أنّ الأطفال منذ بداية الحرب، يخضعون مثل البالغين، لعمليات بتر أطراف لم تكن ضرورية، نتيجة انعدام العلاجات اللازمة للتعامل مع إصاباتهم، وفي حالات كثيرة يتم بتر الأعضاء بدون تخدير، نتيجة نقص مواد التخدير.
قتل بطيء
ووفق معطيات مؤسسات دولية وحقوقية، فقد استُشهد 55 طفلًا نتيجة سوء التغذية والجفاف بفعل سياسة التجويع التي تنتهجها قوات الاحتلال في حربها ضد المدنيين.
كما سجلت وفاة 217 طفلًا من حديثي الولادة "خدج" نتيجة انقطاع التيار الكهربائي عن الحضانات والنقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الصحية.
أخطر مكان بالعالم
وبحسب إحصائيات الجهات الرسمية في قطاع غزة، فإن 72% من ضحايا الحرب هم من الأطفال والنساء، يأتي ذلك في وقت تؤكد منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" أن قطاع غزة أصبح منذ شهر كانون أول/ ديسمبر 2023، أخطر مكان للأطفال في العالم.
ويعد الأطفال هم الفئة الأكثر تمثيلا من الوفيات التي تم التحقق منها، وتتركز الفئات العمرية الأكثر تمثيلا في الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 9 سنوات، والأطفال من 10 إلى 14 سنة، والرُضَّع، والأطفال من 0 إلى 4 سنوات.
موت وجوع وتداعيات نفسية
تعرض أطفال غزة لانتهاكات متعددة وخطيرة تشمل جرائم القتل، والاعتداء على السلامة الشخصية بالضرب، وأحياناً بالإهانة والمعاملة المهينة للكرامة، والاعتقال، والحرمان من الدراسة والعلاج، والتهجير القسري، والتجويع.
وتقول وزارة الصحة في غزة ومؤسسات حقوقية إن الاحتلال استهدف خلال الحرب "عمدا" غالبية المستشفيات والمراكز الطبية في قطاع غزة، وهو ما تسبب في إخراجها عن الخدمة.
وفي مناطق شمال قطاع غزة، تبدو مشكلة سوء تغذية الأطفال أكثر مأساوية، حيث يمارس جيش الاحتلال سياسة تجويع متعمدة، نددت بها منظمة الأمم المتحدة وانتقدتها العديد من دول العالم.
مصائر مختلفة بين الموت والاحتجاز
3500 طفل لا تتوفر لدى عوائلهم أي معلومات حول مصيرهم حتى اللحظة فيما يعيش 35 ألف طفل دون والديهم أو أحدهم.
وبين الحين والآخر، تنتشر منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تبحث عن مفقودين، بعضهم لأطفال فقدوا طريق العودة إلى خيمة النزوح.
وتشير تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) إلى أن ما لا يقل عن 17 ألف طفل في قطاع غزة غير مصحوبين بذويهم أو منفصلين عنهم.
متى ستتوقف الحرب؟
وتؤكد مؤسسات حقوقية ومتابعون أنّ استهداف الأطفال ليس جديدًا على "إسرائيل" فهو جزء من فكرٍ يرتكب جرائم حرب إبادة وجرائم ضد الإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني، منذ النكبة في عام 1948، وهذا الفكر قائم إلى اليوم، وهذا ما يحدث الآن في حرب الاحتلال على غزة.
ومع قرب انتهاء الشهر الرابع العشر من الإبادة الجماعية لا يملك أطفال غزة ما يدرؤون به العدوان ولا زالوا يناشدون ما بقي من ضمير لمن عنده بقايا ضمير إنهاء الحرب ووقف العدوان ومنحهم الحق في العيش والتعليم واللعب.