- الصحة اللبنانية: 4 شهداء و29 مصابا جراء غارة إسرائيلية استهدفت منطقة البسطة وسط بيروت
خاص: كان وسيبقى الشهيد ياسر عرفات، رمزًا للمقاومة وأيقونةً للنضال الفلسطيني، ويمثل الشهيد القائد أبو عمار لمعاصريه ومَن خالطوه كنزًا لا ينتهي ومعينًا لا ينضب من النضال والوطنية والشهامة والاعتزاز بالوطن والذات.. في هذه الحلقات نرصد شهادات حية لمعاصري الشهيد القائد على تفاصيل حياته ومواقفه النضالية..
أكد القائد السياسي والعسكري في حركة فتح، السفير منذر الدجاني، في حديثه عن الزعيم الراحل أبو عمار، أنه كانت تربطه علاقات سياسية وإنسانية بكل الشعوب، ويسعى من خلالها لدعم القضية الفلسطينية.
عرفات لا يترك الأمور هكذا
وأوضح الدجاني، أن "علاقته كانت مميزة ومليئة باللحظات الجميلة برفقة ياسر عرفات، وعندما عينت لقيادة قوات الثورة الفلسطينية في جنوب فلسطين عام 1967، حيث كنت متجها إلى جنوب الأردن في منطقة وادي عربة، لتأسيس مقر هناك والإشراف على العمليات في قطاع غزة وجنوب فلسطين والخليل، وكنا في الوقت نفسه في قرية ومخيم الكرامة للانطلاق إلى وادي عربة، وعند تحركنا من المخيم إلى وجهتنا، فوجئت بأبو عمار يصعد معنا في الشاحنة ويلبس مثلنا الزي العراقي للتمويه، لأنه في تلك الفترة كان عملنا أغلبه سري، ونحن في طريقنا إلى وادي عربة، خشيت على أبو عمار من الاعتقال، وساعدنا الضابط العراقي في إقناع الجنود الأردنيين، بأننا أضعنا الطريق، وأكملنا رحلتنا، وبقي أبو عمار معنا يوما كاملا في وادي عربة، ثم عاد في اليوم التالي إلى قرية الكرامة، وتابع، تلك اللحظات شعرت أن ياسر عرفات لا يترك الأمور هكذا وعند تكليفه لشخص بتنفيذ مهمة، كان يشرف بنفسه عليه ويتابعه".
إعلان عرفات الدولة الفلسطينية في الجزائر
وقال الدجاني، "عند تكليفي بإدارة العمل السياسي والتنظيمي والإعلامي في أوروبا وأمريكا اللاتينية والبرتغال، حيث كانت أول زيارة أتى فيها أبو عمار إلى إسبانيا بدعوة رسمية عام 1978، قال، لن أنسى تلك اللحظات وأنا أستقبله بشكل رسمي مع وزارة الخارجية الإسبانية".
وأضاف، "من أجمل اللحظات، عند إعلان ياسر عرفات الدولة الفلسطينية في الجزائر عام 1988، حيث كانت لحظة مميزة وفارقة في حياة الشعب الفلسطيني".
وذكر الدجاني، أن "أثناء قيامي بتنفيذ مهمة في الأراضي المحتلة، وقبل أن يتم تعييني بشكل رسمي قائدا لقوات الثورة الفلسطينية في لبنان على كل الفصائل الفلسطينية، جاء قرار من ياسر عرفات بتعييني قائدا لقوات الثورة".
تجييش كل القوى لخدمة القضية الفلسطينية
وأضح الدجاني، "كان دائما يتابع الجميع، ويقول لا بد من كسب أشقائنا في العالم العربي والأوروبي، ونحاول اكتسابهم كأصدقاء وداعمين للقضية الفلسطينية، ورافقته عام 1969 خلال جولة للعالم العربي، زرنا خلالها السعودية والكويت وقطر، وتباحثنا حول أوضاع القضية، وكان أبو عمار يتمتع بقدرة على كسب الطرف الآخر لا تتوفر في كثير من الناس".
وقال الدجاني، إنه "في أوروبا كان يحاول أن يربط علاقات إنسانية بالإضافة للعلاقات السياسية، ويوظفها لخدمة القضية الفلسطينية بشكل أو بآخر، ويضغط على بعض فصائل منظمة التحرير الذين لهم مواقف متمادية، ويقول لهم نحن يهمنا من يقف معنا سواء كان فكره يمينيا أو يساريا أو وسطي، فهذه مرحلة الاصطفاف وحل بالقضية، وبعد حل القضية من يحكم في فلسطين يختار النظام الذي يريده ويقيم علاقات مع الدول التي يريدها، أما هذه المرحلة لتجييش كل ما نستطيع من القوى في الداخل على المستوى الوطني أو المحيط على المستوى العربي والإقليمي والدولي".
مرحلة التحرر الوطني
ولفت إلى أن " سياسة أبو عمار كانت تتماشى مع منطق حركات التحرير، والتي تنص على أنه طالما أمامك عدو قوي فأنت لا تستطيع وحدك بوسائلك البسيطة إلا أن تستفيد بأوراق القوة على جميع المستويات، فكان يعتب كثيرا على من يحاول أن يفسر علاقاتنا مع الآخرين بوصفه يمينيا أو يساريا، ويجيب عليه بأننا في مرحلة تحرر وطني وتقتضي منا تجميع الأوراق، ومن يقف معنا لا نضع عليه شرط أن يكون يمينيا أو يساريا".
يومًا بعد يومًا تتكشف حقائق جديدة وتظهر وثائق مكنونة في صدور وقلوب وذاكرة معاصري أبو عمار، تضيف رصيدًا جديدًا لهذا الخالد دومًا، فلروحه السلام.