اليوم السبت 23 نوفمبر 2024م
عاجل
  • الصحة اللبنانية: 4 شهداء و29 مصابا جراء غارة إسرائيلية استهدفت منطقة البسطة وسط بيروت
الصحة اللبنانية: 4 شهداء و29 مصابا جراء غارة إسرائيلية استهدفت منطقة البسطة وسط بيروتالكوفية تطورات اليوم الـ 414 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية دلياني: جرائم إبادة أطفالنا في غزة وصمة عار تُلطخ جبين الإنسانيةالكوفية فيديو | 6 شهداء و24 مصابا جراء قصف الاحتلال منزلا في خان يونسالكوفية إطلاق نار من طائرات الاحتلال "الأباتشي" شمال شرق البريج وسط قطاعالكوفية حالة الطقس اليوم السبتالكوفية جيش الاحتلال يطلق قنابل إنارة بالأجواء الجنوبية لمدينة غزة بالتزامن مع إطلاق نار من آلياته العسكريةالكوفية تطورات اليوم الـ 414 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية الصحة اللبنانية: 4 شهداء و23 مصابا بغارة إسرائيلية عنيفة على منطقة البسطا في بيروتالكوفية شهيد ومصابون جراء قصف الاحتلال منزلا شرق خان يونسالكوفية مصابون جراء غارة إسرائيلية على منطقة البسطة بوسط العاصمة اللبنانية بيروتالكوفية أنباء عن استهداف مركبة بالعاصمة اللبنانية بيروت من قبل مسيرة "إسرائيلية"الكوفية طائرات الاحتلال تشن غارة على مخيم البريج وسط القطاعالكوفية دمار واسع في المباني جراء الغارة الإسرائيلية على منطقة البسطا في العاصمة بيروتالكوفية دوي 10 انفجارات في أجواء مدينة حيفا بعد رشقة صاروخية من لبنانالكوفية صافرات الإنذار تدوي في مدينة "حيفا" ومحيطها شمال فلسطين المحتلةالكوفية 4 صواريخ على الأقل أطلقت في هجوم جوي إسرائيلي على وسط بيروتالكوفية شهيد ومصابون جراء قصف الاحتلال منزلا لعائلة أبو عاصي بمنطقة الشيخ ناصر شرق مدينة خان يونسالكوفية 7 شهداء جراء قصف الاحتلال منزلا في حي الزيتون جنوب مدينة غزةالكوفية مصابون جراء قصف الاحتلال منزلا لعائلة أبو عاصي بمنطقة الشيخ ناصر شرق مدينة خان يونسالكوفية

الجولة التالية من الحرب العالمية ضد "كورونا"

08:08 - 26 مايو - 2020
رجب ابو سرية
الكوفية:

بعد أن استفاق العالم قليلاً من صدمة تلقي الضربة الأولى الساحقة لفيروس كورونا المسبب لمرض كوفيد-19، والذي كانت حصيلته خلال نصف عامه الأول خمسة ملايين ونصف المليون إصابة، مع نحو ثلاثمائة وخمسين ألف حالة وفاة، وبعد أن تباينت ردود الفعل الأولى تجاه تفشي الفيروس الذي أعلنت عنه منظمة الصحة العالمية، فوراً كوباء، حيث إن الدول الفقيرة، التي تفتقر للبينة الصحية التحية القوية، تشددت في إجراءات التباعد الاجتماعي، فيما تراخت الدول الكبرى، ما أوقع فيها معظم الضحايا، رغم هذا التباين في حجم الخسائر البشرية، كذلك الخسائر في الاقتصاد، إلا أن صوت التعايش مع "كورونا" بدأ يرتفع منذ وقت، حتى بات معظم الدول في العالم، على وشك الانتقال للمرحلة التالية من التعامل مع الوباء.

قبل كل شيء لا بد من الإشارة، إلى أن مواجهة المرض قد تباينت بين الدول، ارتباطاً، بإمكانياتها الصحية، كما أشرنا أعلاه، كذلك استناداً إلى أيها تمنح الأولوية بين الاقتصاد، وتحقيق أرباح الأثرياء، أم أرواح الناس، وما تحقق من تجربة يشير إلى أكثر من شكل للتعامل مع الوباء، ففي الصين التي واجهته أولاً، كانت الضربة الأولى موجعة، حيث أصيب نحو ثمانين ألف إنسان في بلد تعداده يبلغ ملياراً ونصف المليار تقريباً، وقضى أكثر من ثلاثين ألفاً نحبهم، لكن البلاد التي فرضت حجْراً صارماً على "ووهان" المقاطعة التي شهدته، نجحت في منع تفشي الوباء في كافة أنحاء البلاد، وسرعان مع عادت الحياة الاقتصادية خاصة إلى طبيعتها، فيما تعاملت الولايات المتحدة باستخفاف، وكأنها في كوكب آخر، لذا فإن الوباء حين ظهر فيها ضربها بقوة كاسحة، لدرجة أن تسجل نحو مليون ونصف المليون إصابة، مع مئة ألف حالة وفاة.

ما فرض وجهة النظر التي تقول بضرورة "التعايش" مع الوباء لعدم التوصل إلى مصل أو لقاح معالج له سريعاً، بل إن التقديرات بالتوصل لذلك أجمعت على أنه لن يكون على الأغلب خلال هذا العام، ما يعني عدم قدرة العالم كدول منفردة، أو كمجتمع كلي، على الإبقاء على حالة الطوارئ أو التباعد والحجْر المنزلي، إلى حين اختراع العلاج، رغم استنفار العالم كله في البحث عن ذلك العلاج السحري، بما يعيد إلى الأذهان ظروف وأحوال الحروب العالمية الأولى والثانية اللتين نشبتا في القرن العشرين الماضي، واستمرت الأولى أربع سنوات والثانية ست سنوات، وكأن العالم كله اليوم يواجه حرباً عالمية لكن ليس بين دوله المتقاتلة على السيطرة على العالم، بل هي حرب يواجه فيها العالم عدواً خارجياً هو خفي أكثر منه ظاهراً للعلن.

لكن مع توالي تحذيرات منظمة الصحة العالمية، ومع ملاحظة تراجع قوة الوباء في بعض المناطق، مع استمراره في مناطق أخرى، كذلك مع ظهور موجة تالية له في أميركا اللاتينية، حيث يضرب الآن بقوة في البرازيل وأخواتها من دول أميركا اللاتينية، فإن الدول التي بدأ ينحسر فيها الوباء، بدأت في إتباع سياسة الانتقال التدريجي للحياة الطبيعية، ولعل مثال ألمانيا الدولة القوية والمنظمة والتي ظهرت فيها إصابات كثيرة مع وفيات أقل بالنسبة لحالات الإصابة، بسبب متانة البنية الصحية، يعتبر نموذجاً، حيث كانت ألمانيا أول دول أوروبا التي شهدت أكثر عدد من الإصابات بعد الولايات المتحدة، في إعادة مسابقة دوري كرة القدم، وهي مجال لعجلة الاقتصاد مهمة جداً في أوروبا خاصة، ولكن مع عدم وجود جمهور، أي الاستمرار في عدم الزج بالتكدس البشري في الملاعب ومحطات القطارات والمواصلات العامة، وخلال أسابيع قليلة قادمة، ستحذو حذوها كل من بريطانيا وأسبانيا، اللتين تمتلكان مع ألمانيا أقوى دوريات كرة القدم في العالم .

أما ما يخص العالم العربي، خاصة فلسطين والدول المحيطة بها، وبالتحديد كل من الأردن ومصر، فإن الخطة السياسية التي اعتمدت على التباعد الاجتماعي والحجْر المنزلي الصارم، كانت أداته لكبح جماح تفشي الوباء، وقد نجحت هذه السياسة إلى حدود بعيدة، ثم كانت مناسبة شهر رمضان ومن ثم عيد الفطر، من أسباب وصول سياسة الحجْر إلى ذروتها، ذلك أن مواطني هذه الدول عادة ما يكون رمضان مناسبة لتجمع المصلين بأعداد هائلة، كذلك تكون أيام العيد مناسبة للتواصل الاجتماعي بشكل غير محدود، لذا فقد كانت أجواء رمضان والعيد مختلفة تماماً عما هو معتاد في السنوات العادية، لكن هذه الدول تستعد لما هو بعد العيد، أي منذ بداية الشهر القادم، ومع مطلع الأسبوع المقبل، سيبدأ في الانتقال للمرحلة التالية.

الحذر سيكون بالطبع سمة هذه المرحلة، التي ستبدأ بفتح بعض مجالات العمل الاقتصادي، لكن بمتابعة ومراقبة، حيث بناء على النتائج التي ستتحقق مع الأيام والأسابيع الأولى سيتم التعامل مع إجراء التخفيف، فإن استمرت حالة السيطرة بمنع تفشي الوباء، ستجري زيادة إجراءات التخفيف، أما في حالة الانتكاسة، فإن انكماشاً سيحدث، كل هذا والجميع يترقب ويتابع ما يجري ليس في بلاده وحسب، ولكن في كل أنحاء العالم.

في بلادنا فلسطين، أعلن رئيس الحكومة أنه سيتم فتح المساجد والكنائس وعمل المنشآت التجارية، ابتداء من اليوم مع مراعاة إجراءات الوقاية، وأنه سيتم رفع كافة الحواجز بين المحافظات، لكن مع إتباع إجراءات السلامة التي تتضمن التعقيم التام للأمكنة وارتداء الكمامات للمواطنين، وهناك تفاصل كثيرة بالطبع، لكن استحقاقات عامة، فرضت على الحكومة التحرك المسؤول، وجعلتها تواجه تحديات لا تحسد عليها، منها استحقاق الثانوية العامة، الذي بات على الأبواب، كذلك استحقاق المواجهة السياسية، بعد الثانوية، بعد أن أعلن أكثر من مصدر إسرائيلي أن إعلان الضم الفعلي سيكون في مطلع تموز المقبل.

لقد كان ظهور جائحة "كورونا" في العالم مناسبة لظهور تعاضد دولي من جهة، مع تناحر اقتصادي كوني خاصة بين الصين والولايات المتحدة من جهة ثانية، أما في فلسطين فقد ظهرت أهمية وجود السلطة كدولة تقاتل من أجل الحفاظ على أرواح الفلسطينيين، مقابل احتلال لا يعبأ بتلك الأرواح، وأكد الحاجة القصوى لتحرير دولة فلسطين من الاحتلال بكل مظاهره وأشكاله، وهذا يعني أن دولة تحت الاحتلال وعلى الرغم منه تنجح في مواجهة الحرب ضد "كورونا"، ستنجح أيضاً في مواجهة الضم من قبل إسرائيل، وهي على هذا الطريق ستعرف كيف تجتاز مراهنة العدو على أن كورونا ستكون سبباً في عدم نزول مئات آلاف الفلسطينيين لمواجهة المستوطنين وجنود الاحتلال على الأرض، لكن الحرب ليست مواجهة أيام قليلة فقط، بل هي مواجهة بعيدة المدى والأمد، يكسبها من يستند إلى شعب صبور وعنيد ومثابر ومكافح.

 

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق