غزة: وسط سوق فراس الشعبي في مدينة غزة، يقع محل "المملوك" لصاحبه أشرف المملوك البالغ 44 عاماً الذي يختص فقط في بيع القطع التراثية الفلسطينية القديمة.
وذكر محمد المملوك الابن الأكبر لصاحب المحل، "يبلغ عمر هذا المحل 25 عاماً، ولكن والدي كان يجمع قطع الأنتيكا منذ صغره، حباً وشغفاً بها".
وأضاف، أن والده كان يجمع القطع التراثية لديه في المنزل، ويذهب لشرائها من الأسواق الشعبية قديماً، ومن الناس الذين يمتلكونها، وبعد أن أصبح لديه عدد كبير من هذه القطع، افتتح محله الخاص.
وقال، "كبرت بين هذه القطع، وأعرف قيمتها وقيمة التراث الفلسطيني جيداً، وأحاول جاهداً أن أجعل الجميع يعرف قيمة هذه القطع القديمة النادرة التي تعود إلى الزمن الجميل".
واشتكى المملوك قلة الإقبال على شراء قطع الأنتيكا القديمة، مبينا أن الأسباب تعود لعدم إدراك البعض لقيمتها المعنوية، فضلا عن الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الشعب الغزي.
وأشار محمد إلى أن السياح الأجانب كانوا يأتون إلى محل والده المتواضع، للتعرف على التراث الفلسطيني، ولكن في السنوات الأخيرة لم يشهد المحل وجود أي سائح من الخارج.
ويعاني قطاع غزة من حصار إسرائيلي مشدد منذ أكثر من 14 عام، مما أدى إلى قلة دخول السياح الأجانب إلى القطاع.
ويحتوي محل "المملوك" على آلاف القطع القديمة الثمينة، مثل الأحجار الكريمة، وبكارج القهوة التي كانت تستخدم منذ مئات السنين، وتحف أثرية وفقاً للمملوك.
ولفت المملوك إلى أن ما يميز المحل وجود القطع النادرة، مثل الرحاه التي كان يُطحن بها القمح قديماً، والتلفاز القديم الذي يعود للإصدار الأول، والراديو والمدراة والمُعلقات، ومفاتيح العودة، وغيرها من قطع الأنتيكا.
وبين أن أسعار القطع تختلف بحسب نوع النُحاس المطلي عليها، ونوعية وحجم القطع، فالقطع التراثية السورية يُقدر ثمنها ب 60 شيكل، والمكاوي (يعود تراثها لمدينة مكة المكرمة) 120 شيكل، منوهاً إلى أن المحل يحتوي على قطع تراثية لعدة دول، وليس فقط القطع التي تعود للتراث الفلسطيني.
وأوضح محمد أن بعض القطع يتم صناعتها يدوياً، والأخرى تُصنَع بواسطة آلات خاصة، ويعد ذلك من مُحددات السعر أيضاً.