اليوم الخميس 06 فبراير 2025م
مقتل 40 عنصرا من تنظيم «داعش» في عملية عسكرية بالصومالالكوفية ترامب: إسرائيل ستسلم غزة إلى أمريكا في نهاية القتالالكوفية السعودية تعرب عن بالغ أسفها لإطلاق النار في أوربرو بالسويدالكوفية لبنان: اجتماع بين عون وبري وسلام... ولا حكومةالكوفية بالصور|| «تيار الإصلاح» يؤكد رفض خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزةالكوفية أنشيلوتي: علينا الاعتماد على اللاعبين الشبانالكوفية نيمار يستهل عودته لسانتوس بتعادل باهت مع بوتافوغوالكوفية مواجهة عدوانية ترامب على غزة وفلسطين بعيدا عن "ثرثرة الرعب"الكوفية ترامب يصرّ على فتح بوابات جهنمالكوفية سيناريو نهاية الحرب في عهد ترامبالكوفية مناقشة لأفكار حول حروب الإبادة وحروب التحرُّر الوطنيالكوفية «العدل الدولية» تسمح بمشاركة «التعاون الإسلامي» في دراسة التزامات إسرائيل في الأراضي الفلسطينيةالكوفية الرياح تقتلع الخيام والأمطار تغرق النازحين في خانيونس وتفاقم معاناتهمالكوفية الاحتلال يواصل حصار مخيم الفارعة وطمون ويفجر منزل شهيد في جنينالكوفية الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيمهاالكوفية عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى المباركالكوفية الاحتلال يشن حملة مداهماتٍ واعتقالات بالضفة الغربيةالكوفية مقبرة مخيم البريج تحت جرافات الاحتلال.. تجريف القبور واستهداف الأمواتالكوفية 3 مصابين جراء اعتداء قوات الاحتلال قرب طوباسالكوفية الهلال الأحمر : إصابة 3 مواطنين نتيجة ضربهم من قبل قوات الاحتلال عند حاجز الحمرا بالأغوار الشماليةالكوفية

الصين تصعد وأمريكا تنحدر وأوروبا على حالها

13:13 - 01 يوليو - 2021
جميل مطر
الكوفية:

ما زالت تتوالى وتتصادم أصداء مؤتمرات القمة في دول الغرب، بما فيها مجازًا أستراليا واليابان. راقب البعض منا باهتمام الأجواء التي عقدت فيها هذه المؤتمرات مزودًا بمعلومات أو تحليلات عن خلفيات قضايا معروضة سرًا أو علنًا على القادة المجتمعين. لم تفاجئنا، نعم وأنا من هذا البعض، المسارات أو وقفات التصعيد الخطابي والتسامح العلني التي اختارها الرئيس الأمريكي بايدن وزملاء له مشاركون في هذه القمم. لم يكن خافياً مثلاً أن عددًا من مواقف الوفود الأمريكية إلى هذه القمم خرجت من الولايات المتحدة متأثرة إلى أقصى حد ممكن بآثار الانسحابات المتكررة، والمهينة جداً، للولايات المتحدة من حرب في فيتنام وحرب غير متعادلة في شبه جزيرة كوريا، ومن حرب فاشلة توشك أن تنتهي في أفغانستان ومن حرب مشبوهة الأصل دمرت العراق ولم تغادر، ومن أشباه حرب عديدة ومتفرقة في نيكاراجوا وكولومبيا وجرانادا لم تسفر أي منها عن نتائج حاسمة أو مشرفة وأغلبها كان من تخطيط وتنفيذ أجهزة في الإدارة الأمريكية من خارج المؤسسة العسكرية. الانسحاب الأشد مهانة كان نتيجة سلسلة حروب غامضة الأطراف والأهداف والنتائج اجتمعت تحت عنوان الحرب "العالمية ضد الإرهاب".
كان مثيرًا للاهتمام الدولي الانشغال الرسمي الأمريكي بفكرة الحاجة إلى إعادة بناء القوات المسلحة بما يتناسب مع وضع دولي ناشئ. انتبهت النخبة الحاكمة في أمريكا إلى حقيقة جديدة سوف تفرض وضعاً مختلفاً في شرق آسيا وربما في العالم بأسره. دفعت إلى هذا الانتباه كتابات صحفيين وأكاديميين وشهادات كبريات المصارف والشركات الأمريكية العاملة في الصين عن النجاحات المتلاحقة في برامج الإصلاح في الصين منذ أواخر السبعينات من القرن الماضي. ساعدت الصين على تحقيق هذه النجاحات عوامل عدة لا تتكرر في التاريخ. منها مثلاً أن القطبية الأحادية ثبتت دعائم مرحلة مهمة في السلم الأمريكي أثمرت فرصة نادرة للصين لتصعد نحو القمة في هدوء.
ثم جاء العام 2010 يمثل علامة تحول الانتباه الأمريكي إلى حقيقة أن الصين خطت خطوات واسعة ترشحها لوضع المنافس القوي والأوحد للولايات المتحدة خلال العقود التالية. اتضحت بدايات هذا الانتباه الرسمي من تركيز دونالد ترامب المرشح عن الحزب الجمهوري لمنصب الرئاسة، على خطورة الصعود الصيني على سلامة ومصالح الولايات المتحدة. ومن هذه النقطة تطورت أو تدهورت آراء المحللين إلى حد توقع الصدام الحتمي بين دولة صاعدة بإمكانات هائلة ودولة عظمى قائمة وقائدة في مرحلة أخيرة من الأحادية القطبية.
شهدت هذه المرحلة الأخيرة في الأحادية القطبية تطورات، على الأقل فكرية في البداية، هدفها رفع مستوى القوات المسلحة الأمريكية بما يتناسب والصعود العسكري الصيني. قرأنا عن رغبة في تطوير شامل لكافة أفرع هذه القوات والأسلحة وسياسات التدخل العسكري، مثلاً دعت كاتبة أمريكية إلى انتهاج سياسة تتفادى الانحشار والامتناع عن الوقوع فيما أطلقت عليه إغراءات الانغماس في حروب صغيرة. هناك أيضاً دعوات بالامتناع عن مسايرة دول صديقة تسعى للدخول في حروب لا مصلحة لأمريكا فيها. من ناحية أخرى ظهر من يعرض فكرة استغناء أمريكا المتدرج عن الأحلاف الكبرى والثابتة والاكتفاء بتحالفات ثنائية مرنة.

 الأهم من وجهة نظري هو تنبه النخبة السياسية الأمريكية إلى الفجوة المتزايدة الاتساع بين المدني والعسكري في النظام السياسي الأمريكي، وهو أمر له خطورة فائقة على برامج التخطيط والتطوير في عصر التحول نحو استخدام تكنولوجيات حديثة من نوع الذكاء الاصطناعي في الحروب والتجسس. لاحظنا في هذا الشأن كما في شؤون أخرى أن الدولتين -الأعظم-، أمريكا والصين، إن صحت تسميتهما بـ"أعظم"، تتقاربان تدريجياً في السلوك مثل اتباع نهج وأساليب معينة في إدارة مجتمع ما بعد الصناعة، مجتمع الإنتاج السيبراني. تتقاربان أيضاً في الموقف من دعم الدول النامية ودعوة الدول الحليفة وغير الحليفة لتقديم معونات تساعد على إقامة أو تطوير البنى التحتية.
نجحت القمم الأخيرة في تهدئة مخاوف الدول الأوروبية من سياسات التهور والمفاجآت التي انتهجتها أمريكا في عهد ترامب. ومع ذلك بقي في النفس الأوروبية الكثير من القلق من احتمال عودة ترامب أو من ينتهج سياساته. تردد أيضاً أن هذه القمم حاولت تبني توافق بين دول الغرب حول ضرورة السعي لاختطاف روسيا من براثن صينية محتملة في الحاضر أو المستقبل. المهم في هذا الصدد وفي غيره أن التطورات الأوروبية اللاحقة للقمم كشفت عن أن عودة أمريكا لم تؤد حتماً وبالضرورة إلى صنع إجماع غربي على الموقف من كل من الصين وروسيا ومنهما معاً مجتمعين أو متحالفين. الواضح حتى الآن هو أن أوروبا، ولا تزال تمثل في رأيي، القلب النابض للنظام الدولي الراهن أو حتى النظام الدولي الجاري التكون، هي أوروبا التي عرفها العالم منذ أسهمت في صنع عالم الدول، قارة تغلي بالانقسامات بين دولها وداخل كل دولة أوروبية على حدة.
لا أبالغ أو أتجاوز حين أقول إن أمل نهوض الغرب من كبوته معقود الآن وخلال العقدين القادمين على النجاح في إعادة بناء مؤسساته وفي صدارتها المؤسسة الأمريكية على أسس جديدة.

 

الخليج

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق