- قصف مدفعي يستهدف المناطق الشرقية لجباليا البلد شمالي قطاع غزة
مع دخول العام الجديد من وسط الدمار والحرب، يجد شباب غزة أنفسهم في مواجهة واقع صعب يختبر عزيمتهم وصمودهم ومستقبلهم.
ففي الوقت الذي كانوا يحملون فيه أحلامًا وتطلعات لمستقبل مشرق، تُثقلهم أعباء الحياة اليومية، ومعاناة النزوح وأصوات القصف والقنابل إلى صدمة الحرب.
كثير من الشباب في غزة كانت لديهم أحلاماً كبيرة تمتد من العمل في مجالات متقدمة مثل التكنولوجيا وريادة الأعمال إلى الدراسة في جامعات دولية وتحقيق استقلال اقتصادي. لكن الواقع عصف بهم إلى أزمات مركبة ومعاناة عميقة، في ظل حرب إبادة همجية لم ترحمهم".
" كان حلمي أن أصبح مبرمجًا عالميًا وأن أعمل على تطوير تطبيقات تفيد المجتمع،"يقول محمد (24 عامًا)، خريج تكنولوجيا المعلومات. "لكن أين أنا الآن بعدما فقدت والدي ومعظم أفراد أسرتي وبيتي.. كيف يمكنني تجاوز كل هذا.. أنا اسير نحو المجهول الآن".
مثل محمد، يعيش الآلاف من الشباب في غزة تحديات تجعل حتى الأحلام الصغيرة صعبة المنال.
حرب الإبادة الشعواء التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة لم تترك آثارها فقط على البنية التحتية، بل ضربت أيضًا النسيج الاجتماعي والنفسي للشباب، دمرت المدارس والجامعات والمستشفيات والمؤسسات والبنية التحتية، دمرت الحالة النفسية للسكان.
روان (21 عامًا)، طالبة جامعية، تصف تجربتها خلال الحرب "كانت أصوات القصف تجعلني أفقد التركيز تمامًا، أُرغمت على ترك الدراسة لأنني أشعر أننا عالقون في دائرة لا نهاية لها من الدمار."
ورغم كل الصعوبات، يصر كثير من الشباب على استخدام الإبداع كوسيلة للصمود فنانون شباب يرسمون على الجدران المهدمة رسائل أمل، ومبرمجون يعملون من منازلهم على مشاريع رقمية خارج حدود غزة.
يقول سامي (27 عامًا)، الذي يدير مشروعًا صغيرًا لتعليم البرمجة عبر الإنترنت: "رغم القيود، التكنولوجيا فتحت لي نافذة على العالم الخارجي. أحاول أن أساعد عائلتي في ظل هذا الغلاء الكبير."
ويؤكد الخبراء أن الشباب في غزة، رغم الظروف القاسية، يحملون في داخلهم طاقة وقدرة على التغيير لو أُتيحت لهم الفرص.
أحلامهم ليست مستحيلة، لكنها بحاجة إلى من يستمع إليها ويؤمن بها.
وفي ظل العام الجديد، يبقى الأمل في أن تتحقق هذه الأحلام، وأن يتحرر شباب غزة من قيود الحرب والدمار ليشاركوا في بناء مستقبل أفضل لأنفسهم ولأرضهم كباقي شباب العالم.