الزعتر فلسطيني المنشأ ذو فوائد علاجية

تتميز فلسطين بموقع جغرافي متميز، حيث تتنوع تضاريسها، ومناخها، وتربتها، ويعتبر الزعتر من أعز النبات على الفلسطينيين وواحدًا من أبرز رموزهم الوطنية على مستوى الغذاء والتراث والثقافة.
ويطلق عليه اسم السعتر في العديد من المناطق المحلية في فلسطين، بحيث أن الجزء الذي يؤكل منه الورق، ويتم قطفه من شهر مايو/أيار- أغسطس/آب،  ويتم زراعته سنويًا.
ويعتبر تصريف التربة هو المفتاح لنمو هذا النوع من النبات جيدًا، وهو عبارة عن عشبة الزعتر وهي عشبة قديمة جدًا،  تنتشر في منطقة بلاد الشام وحوض البحر الابيض المتوسط ، فيما يعد هذا الزعتر هو النوع الاساسي لأنواع الزعتر.
وينتشر نبات الزعتر في الجبال والتلال و عند نضوجه في بداية الربيع وهو نبات معمر يصل ارتفاعه إلى 50-80سم، أوراقه خضراء يميل إلى الرمادي وتغطيها بالتناوب شعيرات دقيقة ومرتبة على الساق الطويل دائرية الشكل بيضاوية يتراوح قطرها بين 2-5سم، ويتم عقد البذور في الربيع والصيف و يتكاثر بواسطة البذور وينمو غالبا في التربة الثقيلة الكلسية.
ومن استخدامات الزعتر المشهورة، شربه بهدف طرد البلغم خاصة عند المدرسين والمدخنين، وفي العادة تكون نكهة الأوراق أفضل قبل أن تتفتح الأزهار وغالبًا هذا النوع لا يظهر في الشتاء جيدًا.
فوائد الزعتر
العودة للطبيعة هو اتجاه بات الإقبال عليه يزيد في السنوات الأخيرة، أدى إلى توجه الجمهور العام للبحث عن العلاج والأدوية الطبيعية، فمن أهم فوائده:
1-  مضاد حيوي طبيعي
ظهر من نتائج إحدى الدراسات أن المواد المسؤولة عن الطعم في النبات، "تيمول وكربكرول"،  لديهم القدرة على التعامل مع البكتيريا والفطريات على نحو أكثر فعالية من المضادات الحيوية.
2- علاج أمراض الجهاز التنفسي
من فوائد الزعتر أنه يحتوي على المزيد من المواد مثل: العفص، البورنيول "Borneol"، توجون "Thujone"، لينالول "Linalool"، هذه المواد عموماً تعتبر مفيدة جداً في علاج ظواهر فصل الشتاء وحل مشاكل الجهاز التنفسي، خاصة  تلك الناتجة عن فيروس مثل: السعال الرطب، الربوّ، التهاب الشعب الهوائية المزمن، ويعمل الزعتر على تخفيف الانسداد وموازنة فائض أو نقص المخاط، وهو أمر مهم جداً في حالات نزلات البرد.

3- علاج مشاكل الجهاز الهضمي

من فوائد الزعتر أنه يعالج المشاكل والتلوث في الجهاز الهضمي "غازات، إسهال، طفيليات، الفلورا- المسببة للأمراض وهو مضاد للبكتيريا-"، ويعتبر مفيداً في عميلة تنظيف الدم والالتهابات في المسالك البوليّة.
4- مكافحة الامراض السرطانية
بالإضافة الى فوائد الزعتر العديدة في علاج ظواهر فصل الشتاء المختلفة، فإن لهذا النبات الرائع مكونين فعاليين إضافيين وهما: مروبين وحمض أورسليك.
هذان المكونان يحظيان اليوم بالكثير من الاهتمام من قبل المجتمع البحثي، فمؤخراً اكتشف أن هذه المكونات الفعالة قد تمنع نمو الأورام السرطانية وفيروس نقص المناعة " HIV ".

الاستخدامات القديمة للزعتر
 ينتمي الزعتر لعائلة الشفويات، وهي عبارة عن شجيرة رمادية اللون وتتميز برائحة قوية كما انها تستخدم كتوابل.
 وكبار الأطباء من العصور الوسطى استندوا كثيراً على الأعشاب الطبية عموماً وعلى الزعتر خصوصاً، مما له من قدرات وخصائص علاجية كثيرة منها:
- تعقيم الجسم، تخفيف ألام الرأس، تقوية الذاكرة والذكورة.
- علاج الإستسقاء، الوذمة، الالتهابات والتبول المفرط بالإضافة الى تنظيم الحيض.

الطب الشعبي
الزعتر هو أحد النباتات الأكثر أهمية فهو يستخدم لعلاج ألآم البطن، الغثيان، نزلات البرد، ألآم الأذن، السعال، ألآم الرأس، الديدان في المعدة، الأكزيما، التهابات اللثة وغيرهم.
وفي عصرنا الحديث بدأ الطب التقليدي "الغربي" باحتواء الأعشاب للاستخدام الطبي واحيانا يستخدم المشتقات الكيميائية المستخلصة من النباتات، فهو أحد أشهر الأعشاب المستخدمة في عالم المضادات الحيوية وتقوية الذاكرة وعلاج مشاكل عسر الهضم.

أنواع الزعتر في فلسطين:

زعتر سبلة

يتم قطفه من شهر أبريل/نيسان - شهر يونيو/حزيران، وهو عبارة عن نبتة برية خضراء اللون تنمو حتى 0.5 متر تقع في اليونان، ويحتوي هذا الزعتر على 7 أنواع ونوع فرعي واحد وموطنه الأصلي في منطقة البحر الأبيض المتوسط وشمال أفريقيا والشرق الأوسط، وهذا النوع من الزعتر يحبه النحل جدًا.
استخدامات زعتر السبلة
تستعمل اوراقها المدقوقة كبهار للطبخ، وتستعمل أيضا لطرد الديدان والروائح الكريهة.

زعتر رومي

بحيث يطلق عليه العديد من الأسماء المحلية في فلسطين وهي: زعتر رومي أو زعتر حمير أو زعتر بيض أو ندغ البساتين ، بحيث ان الجزء الذي يؤكل منه الورق ويتم قطفه من شهرمارس/ أذار - شهر أيار/مايو.
يستخدم زيت الزعتر الر ومي في الطعام لإعطاءه نكهة لذيذة، ويمكن استخدام اوراقه المجففة أو الطازجة لوحدها أو مع خلطة من الاعشاب كتتبيلة للحم أو للدجاج أو للأسماك وخصوصًا في أنواع اللوبياء والفاصولياء.
استخدامات الزعتر الرومي
يستخدم الزعتر الرومي بشكل أولي ورئيسي لأوجاع الامعاء والمعدة والنفخة، ويعمل الزعتر الرومي على إثارة الشهية ووقف الإسهال وقتل الديدان الموجودة في الأمعاء، ويمكننا صناعة سائل ذو فاعلية للغرغرة، ويستعمل الزيت العطري في الاطعمة لإعطائها نكهة زكية،ويمكن استعمال الأوراق الطازجة أو المجففة .
زعتر فارسي
يطلق على الزعتر الفارسي اسم "مفرح الجبال" والسبب في ذلك أنه يقوم في تعطير الجبال في الرائحة الجميلة، ويتم زراعته في منطقة البحر الابيض المتوسط وهو له فائدة كبيرة ومتعدد الاستخدامات ومن أشهر استخداماته أنه بهار للطبخ، وكان يستخدم الزعتر الفارسي قديمًا في الحضارات القديمة بهدف استخدامات طبية، ومن أشهر الحضارات "الحضارة الفرعونية"، حيث تم ايجاد نسبة منه في قبر توت عنخ أمون.
والزعتر في أول ظهوره قد يكون ذو ملمس طري ويتم عمله مخلل مع الفلفل والشطة و الجزر، حيث  يتم تقطيع المكونات وكبسها مع الزعتر، وفي شهرفبراير/ شباط ، لا ينفع استخدامه للمخلل،  وعندما يصبح خشنًا يتم استخدامه للدقة.
الفوائد الطبية للزعتر الفارسي
يعمل الزعتر الفارسي على طرد الغازات من المعدة والقولون، كما يقوم الزعتر الفارسي في تنبيه الذاكرة بدلًا عن مشروبات الطاقة المضرة جدًا لجسم الانسان .
والزعتر الفارسي يقوم في طرد الجراثيم والبكتيريا من جسم الإنسان، ولذلك السبب يعد دواء فعال لنزلات البرد التي تصيب البطن والمعدة، وقد تستعين شركات العطور والتجميل في الزعتر الفارسي بسبب الفائدة المتعددة للشعر، فالزعتر يعمل على زيادة لمعان الشعر ويقوم في تقوية بصيلات الشعر.
ويستخدم في تخفبف الشد العضلي عند لاعبي الرياضة، فالزعتر الفارسي يقوم في تقليل مادة البروستاغلاندين في العضلات، و له فائدة مهمة وهي إزالة السعلة وشفاء القصبات الهوائية الملتهبة.
ويزيد الزعتر الفارسي الشهية لتناول الطعام، فهو يحتوى على مادة الثيمول التي تعمل على قتل الميكروبات وتطرد الطفيليات من المعد،ة إضافة إلى ذلك مادة الكارف كرول وهى مطهرة ومسكنة وطاردة للبلغم ومضادة للإسهال والنزيف.