خاص: بالتزامن مع الإعلان المفاجئ لمايك بنس، نائب الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، تأجيل زيارته المقررة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، إلى أجل غير مسمى، أعلن رئيس الوزراء في حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو تأجيل زيارته إلى البحرين، ما يفتح باب التكهنات حول الأسباب غير المعلنة لإلغاء كلا الزيارتين.
بنس، الذي كان يعتزم القيام بـ"زيارة الوداع" قبل مغادرة البيت الأبيض، ليقدم لنتنياهو الجزء الأخير من المكافأة والذي يدور حول زيادة العقوبات ضد إيران، وإعلان اتفاقيات تطبيع جديدة بين إسرائيل ودول عربية، ألغى الزيارة بشكل مفاجئ، أو –كما أعلن – قرر تأجيلها إلى أجل غير مسمى، ربما لأنه وجد من غير المناسب استكمال دعمه لنتنياهو الذي يواجه تحديات جمة قد تنتهي به خلف القضبان.
ونتنياهو، الذي يؤجل زيارته إلى البحرين، للمرة الثانية خلال شهر واحد، يحاول البحث عن مخرج من المأزق الداخلي الذي يكاد يعصف به، فما بين تداعيات الأحداث الداخلية التي أوشكت أن تقصف مستقبله السياسي بعد إعلان شريكه في الحكم بيني غانتس ورئيس حزب "امل جديد" جدعون ساعر أنهما لن يشاركا في أي حكومة يترأسها "بيبي"، وبين فقدانه للظهير الأمريكي المساند لسياساته التوسعية ومطامعه اللامحدودة في التهام مزيد من الأراضي الفلسطينية، ومحاولاته لتوسيع نطاق تحالفاته على الصعيد العربي من خلال ًصفقات مشبوهة للتطبيع مع أقطارٍ عربية.
فساد "بيبي"
ويواجه رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اتهامات بالفساد والاحتيال وخيانة الأمانة في ثلاثة ملفات، "الملف 4000"، و"الملف 2000" و"الملف 1000".
ربيع عبري
تقود "حركة العلم الأسود"، منذ عدة أسابيع مظاهرات للمطالبة برحيل نتنياهو، ويواصل الآلاف تجمّعهم على الجسور والتقاطعات، وأمام منزل رئيس الوزراء، داعين وزير الدفاع بيني غانتس إلى الإطاحة برئيس الحكومة الذي يواجه اتهاماتٍ بالفساد، مرددين هتافات "إسرائيل بحاجة إلى رئيس وزراء جديد، نحتاج شخصا سيسمح لنا بالخروج من أزمة فيروس كورونا، إسرائيل تستحق شخصا يتوقف عن تقسيمنا باستمرار".
ويقول المتظاهرون "لقد وصلنا لرسم خط أحمر ونحتج على التأجيل المستمر لمحاكمة نتنياهو، لن نظل صامتين في وجه الفشل والتحريض".
الضربة القاضية
ولا تمثل لوائح الاتهام قلقًا لنتنياهو، طالما كان باقيًا في منصبه، غير أن الضربة القاضية التي تهدد بقصف مستقبله ونسف ماضيه في آن واحد، تتمثل في إقصائه عن مقعده برئاسة الحكومة، وهو ما أصبح قاب قوسين أو أدنى، بعد إعلان شريكه في الائتلاف الحاكم بيني غانتس، والمنشق عن "الليكود" جدعون ساعر مؤسس حزب "أمل جديد" أنهما لن يشاركا في أي حكومة برئاسة نتنياهو.