اليوم الجمعة 26 إبريل 2024م
جيش الاحتلال يدمر مربعات سكنية ببلدة المغراقة وسط قطاع غزةالكوفية مستوطنون يقتحمون منطقة الكرمل الأثرية في يطاالكوفية الدفاع المدني: انتشلنا 110 شهداء في اللحظة الأولى من انسحاب الاحتلال من مجمع ناصر الطبي في غزةالكوفية بث مباشر.. تطورات اليوم الـ 203 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية تحذير من انتشار الأوبئة بمخيمات النزوح جراء موجات الحرالكوفية شهداء ومصابون في غارة شنها الاحتلال على عمارة سكنية في شارع الوحدة وسط مدينة غزةالكوفية استقالة متحدثة باسم الخارجية الأميركية احتجاجا على سياسة واشنطن بشأن غزةالكوفية كولومبيا.. انتفاضة الجامعاتالكوفية عودة خدمات الإنترنت الثابت في وسط وجنوب قطاع غزةالكوفية طيران الاحتلال يشن غارة على حي الزيتون جنوب مدينة غزةالكوفية مدفعية الاحتلال تستهدف مخيمي النصيرات والبريج وسط قطاع غزةالكوفية مدفعية الاحتلال تواصل قصف منازل منازل المواطنين في مخيم البريجالكوفية غارات إسرائيلية على عدة بلدات في جنوب لبنانالكوفية الاحتلال يواصل إغلاق مدخل قرية حوسان لليوم الثاني على التواليالكوفية الاحتلال يقتحم مدينة نابلس ويعتقل شابا في مخيم بلاطةالكوفية «بلديات الساحل» تعيد تشغيل المياه شمال قطاع غزةالكوفية سفينة أمريكية ترسو قبالة سواحل وسط غزةالكوفية إصابة شاب برصاص الاحتلال في شارع القدس بنابلسالكوفية جيش الاحتلال يقتحم مخيم بلاطة في مدينة نابلس ويحاصر أحد المنازلالكوفية اتساع دائرة التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على شعبنا في الجامعات الأميركيةالكوفية

عندما يختفي الداخل

11:11 - 30 نوفمبر - 2020
مأمون فندي
الكوفية:

 

ربما كانَ اختفاءُ الخارج هو الفكرةَ المعهودة في زمن العولمة، انكماش في الزمان أعطى إحساساً بقرب المكان فخلق حالة القرية الكونية، كانَ العالم كإطار السَّيارة في نسخته القديمة الذي يحوي أنبوبة داخلية تملأ بالهواء وإطاراً خارجياً خشناً يتحمل أعباء الطريق، ثم ظهرت فكرة الإطار المفرغ الذي لا يحتاج إلى أنبوبة داخلية، فأصبح الكل داخلياً وخارجياً في آن. اختفى الداخل، وكذلك تغيَّرت فكرة الخارج، فبدلاً من السفر إلى الخارج جاء الخارج إلينا. إلى هنا والأمر يكاد يكون واضحاً ومفهوماً، ولكنني هنا أطرح فكرة اختفاء الداخل بشكل مختلف.
اليوم نرى العالم من خلال نوافذ يطل بها الناس على بعضهم بعضاً من خلال الشاشات المختلفة التي تحمل إلينا عالماً افتراضياً، كله خارج فقط ومفرغ من الداخل، لا نعرف شيئاً عمن يحدثنا إلا ما هو معروض على الخلفية الخضراء التي تظهر عليها خلفيات افتراضية، ليس بداخلها شيء.
هذا الواقع الافتراضي الجديد والشبابيك المطلة على كل شيء وليس خلفها أي شيء، ومن دون دواخل لها تبعات على المجتمعات والدول والأفراد، إذن لا يمكن أن نتحدث عن مجتمع إلا عندما ينزل هؤلاء من الشبابيك والتواصل على أرض الواقع، وبناء مجتمعاتهم على أساس قيم تعمل على الأرض وليس على الشاشات الزرقاء.
إذا كانت السياسة والاجتماع في الأصل تنطلق من المحلية، فلا يمكن بناء مجتمعات تعتمد على شبابيك تطل على خارج متخيل ومن دون داخل حقيقي يتفاعل فيه الناس على الأرض، معبرين عن آمالهم وآلامهم والبحث عن حلول لمشكلات حقيقية لا مشكلات العالم الافتراضى المتخيل.
ظاهرة الشبابيك المطلة على شوارع الوهم الخارجي تكاد تجتاح منطقتنا العربية وتفترس ما تبقى من قيم.
ظاهرة موت الداخل في الغرب، جاءت في مجتمعات تدرَّجت في الانتقال من عالم الشفاهة لتمكث أكثر من ثلاثة أو أربعة قرون في عالم الكتابة، ثم قرن ونصف القرن في عالم الطباعة، ونصف قرن أو أقل قليلاً في عالم السوفت وير والشاشات، وتراكمت خبرات كثيرة نتيجة لهذا التدرج في رؤية الخارج وعلاقته بالداخل.
أما عندنا، فقبل أن نتمكن من الطباعة على ما كان يسمى الآلة الكاتبة، عاد بنا الترانزستور والتلفزيون إلى العالم الشفوي مرة أخرى، أي تضاعف عالم الشفاهة الذي هربنا منه قليلاً من خلال الطباعة والكتابة، ولم نبقَ كثيراً في هذا العالم حتى هجمت علينا الشبابيك الافتراضية بحدود الإطلال منها في 140 حرفاً في «تويتر» أو صورة في «إنستغرام» أو بوست في «فيسبوك»، شبابيك أخذتنا إلى خليط من الشفاهة والكتابة التي لم نتمكن من إتقان أي منهما.
تركنا الداخل وفرغناه تماماً من مضمونه من أجل خارج افتراضي ظنناه يمثل مجتمعاتنا.
مجتمعاتنا ليست هي فراغ الشبابيك وما تطل عليه من وهم، مجتمعاتنا في معظمها وباستثناءات قليلة يعيش الناس فيها تحت خط الفقر العالمي، ونسبة التعليم الجيد فيها تكاد تكون في ذيل قائمة دول العالم وكذلك جامعاتنا، ومع ذلك يصرُّ كثير منا على أننا لسنا أقل تقدماً من أميركا، ومن حقنا أن ننتقد ما حدث من تزوير في انتخاباتها الرئاسية، وذلك لأننا فقط نطل من الشبابيك الافتراضية على الخارج غير معترفين بالداخل الذي اختفى أو أخفيناه، لأنه ليس به من علامات تسمح بنا بنقد الديمقراطيات العريقة.
إن أزمة اختفاء الداخل التي نعاني منها تحتاج إلى نقاش طويل لأنَّنا لسنا طرفاً في معادلة الخارج الوهمي الذي نعيشه.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق