اليوم الجمعة 03 مايو 2024م
عاجل
  • مراسلنا: طائرات الاحتلال تشن غارة قرب مسجد أبو الخير في جباليا شمال القطاع
  • سماع دوي انفجارات داخل قاعدة حقل العمر النفطية الأميركية في ريف دير الزور الشرقي في سوريا
مراسلنا: طائرات الاحتلال تشن غارة قرب مسجد أبو الخير في جباليا شمال القطاعالكوفية سماع دوي انفجارات داخل قاعدة حقل العمر النفطية الأميركية في ريف دير الزور الشرقي في سورياالكوفية أردوغان: تعليق المبادلات التجارية مع إسرائيل يهدف إلى "إجبارها على وقف النار في غزة"الكوفية خارجية الاحتلال: نبحث فرض عقوبات على تركياالكوفية نقابة الصحفيين: جائزة "اليونسكو" تُنصف تضحيات الصحفيين في غزة وعموم فلسطينالكوفية الاحتلال يجبر عائلة مقدسية على هدم محلاتها التجارية في سلوانالكوفية الاحتلال يعتقل شابا من قرية أودلا جنوب نابلسالكوفية مراسلنا: طائرات الاحتلال تقصف منزلا في مدينة الزهراء شمال النصيرات وسط القطاعالكوفية مراسلنا: شهيد ومصابون في قصف الاحتلال مجموعة من المواطنين بمنطقة البصة غربي دير البلحالكوفية مجموعة من موظفي شركة ميتا: نعرب عن خيبة أملنا إزاء التحيز في الشركة ضد المحتوى الداعم للفلسطينيينالكوفية مراسلنا: طائرات الاحتلال تشن غارة على حي البرازيل جنوب شرق مدينة رفحالكوفية نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة: اليونيسف حذرت من أن عملية برية برفح تمثل كارثة لـ600 ألف طفلالكوفية مراسلنا: طائرات الاحتلال تشن غارة قرب صالة أمواج غرب رفح جنوب قطاع غزةالكوفية مراسلنا: مصابون في قصف الاحتلال قرب مسجد عليين في حي الزيتون جنوب غربي مدينة غزةالكوفية بث مباشر|| تطورات اليوم الـ 210 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية مراسلنا:: شهيد ومصابون إثر سقوطهم من مبنى مدمر أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات أسقطت جوا شمال غربي غزةالكوفية أميركا توقف مؤقتا بناء الرصيف العائم بغزة وتنقله لأسدودالكوفية مراسلنا: اندلاع مواجهات بين شبان وقوات الاحتلال في بلدة أودلا جنوب نابلسالكوفية مراسلنا: طائرات الاحتلال تقصف منزلا في الأطراف الشمالية للمخيم الجديد في النصيراتالكوفية مراسلنا: شبان يلقون قنبلة يدوية الصنع تجاه قوات الاحتلال في قرية جلبون شرق جنينالكوفية

النكبة وأخواتها!!

22:22 - 16 مايو - 2020
أكرم عطا الله
الكوفية:

أحيا الفلسطينيون للمرة الثانية والسبعين الذكرى الكئيبة لطردهم من مدنهم وقراهم، ولم يكن أحد من جيل أولئك الذين ظلوا يحتفظون بمفتاح الدار يتخيل أن يطوى سنوات العمر الطويل ولا يعود إلى البيت الذي نسي أن يغلقه لسرعة الرحيل الفزِع، فقد ظل الباب مفتوحاً... وظل يحمل المفتاح كي يغلق البيت عندما يعود.

أحيا الفلسطينيون الذكرى هذه المرة بلا صخب وبأنين خافت نظراً للوباء الذي حرمهم من تجمعاتهم السنوية، أحيوها على الصفحات الزرقاء والعالم الافتراضي كقضية هي الأكثر واقعية في التاريخ الحديث، فقد تم استعمار دول ولكن لم يطرد أهلها، جاء المهاجرون اليهود ليعيشوا في فلسطين لا ليطردوا الفلسطينيين، هكذا اعتقدوا حين بدأت أولى الهجرات ولكن التاريخ كان مخادعاً.

منتصف ستينيات القرن الماضي وبعد عقدين من السواد، رفع ياسر عرفات صولجان الأمل من جديد بعد أن توزع الفلسطينيون على كل المنافي كأن القضية تبددت في كل العواصم، فقد جاء الرجل من بعيد معلناً تحدي التاريخ والجغرافيا ليبدأ رحلة الألف ميل من لا شيء، ويستولد من العدم قضية شعب ملأت الدنيا ضجيجاً.

الرحلة لم تنته بعد والنكبة لم تنته، ونحن بعد أكثر من سبعة عقود لسنا أقرب للحلم، بل أكثر يأساً وإحباطاً مما مضى، فقد جرت في نهر المشروع مياه كثيرة وحجارة كثيرة كأنها سقطت على رأس الفلسطينيين واحدة تلو الأخرى تضربهم، وما أن يرفعوا رؤوسهم حتى تأتي الأخرى. وتباعد حلم العودة أكثر وتباعدت المسافة التي اعتقدوا في البداية أنها ستكون قصيرة فقد تمددت على امتداد الكرة الأرضية وزاد تفتُّت الفلسطينيين الذين حاولوا جاهدين أن يتجمعوا في حركة وطنية واحدة نحو الحلم وإذ بهم يتصارعون في منتصف الطريق قبل بلوغه.

في منتصف الطريق ألقى لهم الإسرائيلي برشوة صغيرة أزاغت أبصارهم فتوقفوا عن السير. وبدأ صراع الإخوة الألداء بالدم وتأكد أن هذا الصراع ليس عابراً في تاريخنا، بل هو جزء من ميراثنا الشرقي الطويل، صراع على من يحكم هذا الشعب البائس الذي لم يكتمل حلمه بعد ومن يحكمه تحت الاحتلال وهنا اكتشفنا أن جيناتنا السياسية هي امتداد للثقافة العربية في الحكم والإقصاء حد الموت.

النكبة أن ننقسم تحت الاحتلال، النكبة أن نكتشف أن شهوة الحكم لدى الأحزاب أكبر من الوطن، النكبة أن نكتشف أننا لا نستطيع بناء مؤسسة، النكبة ألا نستطيع أن نجري انتخابات، والنكبة ألا نتمكن من تشكيل سلطة قانون، والنكبة حين يقارن الشعب بفقره بين الحكم الوطني والاحتلال، والنكبة أن يعرف أن بني جلدته يحاسبونه على الرأي وأن قواه وفصائله تحكم ولا تسمح بمعارضة حتى بأضعف الإيمان وتزجه في السجون لمجرد كلمة.

النكبة حين يكتشف الفلسطيني أن محيطه العربي ينهار زاحفاً كما رسومات ناجي العلي وكأنه تنبأ بمشهد كنا نعده ذروة خيال الهزيمة، فإذ بالهزيمة تصبح واقعاً وعلى الفلسطيني أن يفيق من أسوأ كوابيسه ليصدق أن هذا ما يحدث وأن الاندلاق العربي أبعد كثيراً مما تخيل وبلا ثمن حتى في حين كان يمكن أن يقايض.

منذ ربع قرن شكل الفلسطيني سلطته، وبدا كأنه قد بدأ بإزالة آثار النكبة ووضع قدمه على الطريق ليبدأ رحلة أخرى في سياق رحلاته التي لم تتوقف. أجرى انتخاباته وفرش بساطه أحمر اللون بدم الشهداء الذين صعدوا في معاركه الطويلة شكلوا سلطتهم التي كانت بداياتها متعرجة تغافل عنها لأن المؤسس كان أبو الفلسطينيين جميعاً، ولكن ما تراكم انفجر في وجوهنا فجأة.

وحين غاب الأب اكتشفنا أن الأبناء فشلوا في تقاسم سلطة لم تكتمل بعد، يتحكم الإسرائيلي بمنافذها ومعابرها وبنوكها وأموالها، وظهرت فاقعة أكثر وهو يؤمن للضفة وغزة ما يجنيهما الانهيار كي يستمرا، فالقتال الذي دار على أرض غزة قبل ثلاثة عشر عاماً تتضح معالمه الآن... أبعد الحلم أكثر وكشف عورتنا أكثر.. رفع الفلسطيني السلاح في وجه الفلسطيني كي يحكم شعباً من الفقراء، ويزيد فقرهم وهمهم وحزنهم حد الإفلاس.

النكبة استولدت أخواتها واستنسخت ذاتها بعد أول تجربة لحكم الفلسطيني، ما أن امتلك بدايات القوة وإذ به يستخدمها ضد نفسه بلا رحمة.

النكبة وأختها أن يكتشف الفلسطيني أن الفلسطينيين لن يتفقوا ويبشروننا بصراع إلى يوم الدين، وأن يكتشف أنهم لا يفهمون لغة الحوار ولا يجيدون التفاهم ولا التقارب، بل إن الانقسامات هي سمتهم وسياستهم وثقافتهم، وأن كل الشعارات التي قيلت لم تكن أكثر من كلام عابر منفصل عن واقع كان يبدد كل الإنجازات التي تحققت على امتداد عقود ماضية كان ثمنها كفيلاً بتحقيق الحرية والانعتاق، لا لإشباع غرائز السلطة تماماً كما المنطقة العربية وصراعاتها.

لقد داس الصراع بين الإخوة كل شيء، الحريات وحقوق الإنسان الذي ضحى بالكثير ليقام هذا الحكم وداس على القانون والنظام القضائي والشفافية، وداس معه أخلاق الخصومة لتنحدر إلى مستوى لا يليق بالسياسة ولا بالسياسيين ولكنه يليق بمن يتقاسمون طريدة، فالنهم الذي ظهر لا يشبه نزاع من يريدون بناء أوطان بل تدميرها. وها نحن نقف على الأطلال ولا شيء يسر صديقاً ولا يغيظ عدواً، أما الذين يروجون بأن الوضع بخير فهم في حالة انفصال عن واقع أخذ في الغرق. فالنكبة استولدت نكباتها الجديدة ولكن بأيدينا نحن، انظروا إلى ما تحقق...!!!

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق