في مفاجأة "عسكرية"، أقدمت بعض من "فرق حماس" المسلحة، بإطلاق "صاروخين" نحو بلدات جنوب إسرائيل.
مبدئيا، لا يوجد أي عائق للقيام بمواجهة شاملة مع دولة الكيان، شعبية ومسلحة، في سياق حماية المشروع الوطني العام، أمام حركة التهويد المتسارعة في الضفة والقدس، لإقامة "دولة اليهود"، ومنع قيام "دولة فلسطين" بعد ان كادت ترى النور، نتيجة فاعل ومفعولين سياسيين.
وفي آخر مواجهة عسكرية، كان القول أنه حق مطلق لحركة الجهاد الرد على اغتيال أحد قادتها العسكريين، بعيدا عن التوقيت والشكل والمظهر، فتلك تخصهم، والثغرة الرئيسية كانت في التخلي عنهم من "تحالفهم" لحسابات تنظيمية ضيقة جدا، لتكريس نظرية "هيمنة الحزب القائد"، بدونه لا قرار ولا يحزنون، فالمبدأ في صوابية الرد.
لكن، ما حدث ليل 26/ 27 نوفمبر 2019 من عملية إطلاق صواريخ نحو إسرائيل، يثير كثيرا من "شبهات سياسية"، قبل ان تكون أمنية، حيث انها جاءت بعد أن خبر استشهاد (اغتيال) الأسير سامي أبو دياك الخبر الأبرز إعلاميا، رغم الغصة السخيفة التي نفذتها أجهزة أمنية في رام الله ضد معتصمين من أجل إعادة حقهم الوطني بالراتب، لكن تلك الحركة الغبية، لم تحاصر خبر الشهيد أبو دياك.
وكان الأصل، ان تتكاف حركة الإعلام الفلسطيني ليصبح "أبو دياك" ايقونة لمطاردة القاتل، وتحويلها الى أداة فعل مع مجزرة "السواركة" لترسيخ عناصر جرائم حرب الكيان في العقل العام، ليس فلسطينيا، وربما ليس عربيا، لكن عالميا، فلا يحق لأحد ان يستخف بتلك الأحداث التي تترك اثرا على الوعي الإنساني.
مطلقي "صواريخ غزة"، قدموا لنتنياهو والمجرم قاتل أبو دياك وقبله قاتل السواركة، هدية ليقلب الحدث من ملاحقة مجرم، الى رد فعل على وهم...فبات الرد والقصف الأبرز إعلاميا...
مطلقي "صواريخ غزة"، قدموا هدية خاصة لنتنياهو، وهو يعيش تحت مقصلة اتهام صريح بفساد لن ينجو منه، بأن يتيحوا له "التمرجل" عسكريا قصفا وكلاما.
مطلقي "صواريخ غزة" قدموا هدية لنتنياهو، الذي دعا أنصاره للقيام بمظاهرة تمثل أول فضيحة سياسية في الكيان، بالخروج رفضا لسلطة القانون والقضاء، تعتبر شكلا من اشكال "الانقلاب"، الذي لم يسبق في تاريخ الكيان حدوثه منذ 1948، فكانت الصواريخ مساعدا لتحويل الاهتمام من فضح نتنياهو وأهدافه الى المطالبة بالرد الفوري.
كان غريبا جدا، أن "تتمرجل" بعض من "فرق حماس" لقصف صاروخي، دون ذريعة مباشرة تستوجب تلك "الفعلة"، في حين ان "صواريخها" أصابها عماء وخرس بعد إعلان بومبيو – بلفور 2" الرامي لتهويد ما يقارب 15 – 20 % من الضفة والقدس، ولم نسمع رصاصة طائشة نحو بلدات إسرائيلية، رغم ان المبرر هنا أكثر قيمة وطنية.
المفارقة "اللطيفة"، ان ترسل "فرقة حماس" صاروخين نحو إسرائيل، وهي تعلن استسلامها الكامل لشروط رئيس السلطة محمود عباس، حول الانتخابات، بعد ان جاءها "هاتف" من بعيد، وكأن الصواريخ رسالة تعلن أن الانتخابات لن تلغي "السيادة الأمنية الحمساوية" على قطاع غزة.
تلاعبوا كما تحبون فيما بينكم، لكن حاذروا التلاعب بمصير قضية..."الولدنة السياسية -الأمنية ليست خيارا وطنيا يا سادة".
ملاحظة: تثير إنسانية الرئيس محمود عباس نحو "غير الفلسطيني" الحسد السياسي...تقدم بمساعدات لشعب ألبانيا بعد زلزال اصابهم...الغريب ليش ألبانيا طيب...معقول في "...."!
تنويه خاص: مبروك لمصر، الشقيقة الكبرى، فتحها الفضائي الجديد، تأخرت كثيرا لكنها أقدمت...مصر رافعة العرب معها نعلو وبدونها نصر لغير العرب!