خاص: شكّل الرئيس الشهيد ياسر عرفات، رمزا للنضال الوطني الفلسطيني، فلقد استطاع بنضاله إلى جانب رفاقه استنهاض وخلق أول حركة تحرر وطني فلسطيني مستقلة من ركام النكبة التي عاشها أبناء شعبنا الفلسطيني.
وعشية الذكرى الـ15 لاستشهاد الرئيس الرمز، أجرت "الكوفية"هذا الحوار مع مسؤول حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية في قطاع غزة، عائد ياغي..
منذ رحيل الشهيد ياسر عرفات لم يعد للوحدة الوطنية وجود بين الفلسطينيين، هل عامود الخيمة كما يقال رحل ويصعب على شعبنا أن يرى قائدا يجمع الخصوم قبل الرفاق تحت مظلة مشروع التحرر والوحدة؟
أولًا، نود التأكيد أن الرئيس أبو عمار تحول خلال سنوات نضاله الطويلة من قائد فلسطيني إلى قائد عربي، بل تحول إلى قائد أممي حظي باحترام ومحبة وتضامن الجميع.
دفع ياسر عرفات حياته ثمنا من أجل شعبه ومن أجل الثوابت والحقوق الوطنية الفلسطينية مرددا "شهيدا شهيدا شهيدا".. برأيكم هلى حافظ الجميع على إرث عرفات ورفاق دربه من كافة الشرائح الوطنية؟
إن رحيل القائد الرمز أبو عمار يمثل خسارة فادحة للشعب الفلسطيني، وإن ما حلم بتحقيقه يجب أن نعمل على تحويله إلى واقع، وهذا يتطلب الحفاظ على استمرارية نضالنا وكفاحنا الوطني من أجل أن يتمتع الشعب الفلسطيني، كبقية شعوب العالم، بالحرية والاستقلال، وهذا لن يتأتى إلا باستعادة وحدتنا الوطنية، للأسف الشديد وفي ظل حالة الانقسام الفلسطيني نفتقد لقائد يجمع الكل الوطني كالشهيد ياسر عرفات، ونفتقد أيضا قادة فلسطينيين آخرين مثلوا حالة إجماع وطني، وعلى رأسهم رجل النزاهة والوحدة الوطنية د. حيدر عبد الشافي رئيس ومؤسس حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية.
الانتخابات: كيف ترون جولات اللجنة المركزية للانتخابات بين رام الله وغزة والاجتماعات مع الفصائل الوطنية ؟ ما هي ضمانات أطراف الانقسام لإنجاح الانتخابات وتسلم السلطة ؟
بداية دعني أشير إلى أن الانتخابات هي حق للمواطن الفلسطيني وهي مطلب شعبي ووطني، وللأسف الشديد هذا الحق سلب من المواطن نتيجة للانقسام، وأن إجراء الانتخابات ليس منة من أي طرف كان، إذ نقدّر الدور الذي تقوم به لجنة الانتخابات المركزية ورئيسها د. حنا ناصر، عبر زياراتها واجتماعاتها المتتالية في غزة، والذين يبذلون جهودا كبيرة من أجل احداث اختراق والوصول إلى الحد الأدنى من التوافق المطلوب لإجراء الانتخابات، فإننا نود التأكيد على أن الدور الرئيس للجنة الانتخابات المركزية، هو دور فني يتمثل بالتحضير والإشراف على إجراء الانتخابات، وما تقوم به اللجنة الآن من جهد بناء على تكليف الرئيس الفلسطيني أبو مازن هو جهد مقدر ومثمن، ولكننا نرى أن هذا الجهد كان من المفترض أن يتم عبر كيانات وطنية أخرى، وأن يتم عقد اجتماع وطني مخصص لنقاش جميع القضايا المتعلقة بالانتخابات.
وإن ضمانات إجراء الانتخابات، تتمثل في الرغبة والإرادة الوطنية لدى جميع الأطراف وتوقيع ميثاق شرف من الكل الوطني، بحيث يشمل هذا الميثاق العمل على تهيئة المناخ لإجراء الانتخابات وضمان حرية العمل السياسي والتنظيمي في الضفة وغزة، والاتفاق على قانون لتمويل الحملات الانتخابية وضمان عدم استخدام المقدرات الحكومية العامة لصالح طرف دون الآخر، وبالطبع الضمانة الأهم هي الضمانة الشعبية عبر تشكيل حاضنة شعبية للانتخابات.
هل سيخوض الدكتور مصطفى البرغوثي انتخابات الرئاسة حال إجرائها قريبا؟
كما ذكرت مسبقا، فإن الانتخابات هي حق لكل مواطن فلسطيني، ويستطيع كل مواطن تتوفر فيه الشروط المطلوبة لممارسة هذا الحق أن يمارسه ترشحا أو انتخابا أو كلاهما معا.
وبالنسبة لسؤالكم هذا، فإنه من المبكر التطرق إلى هذا الموضوع ولكن تجدر الاشارة إلى أن د. مصطفى البرغوثي له الحق أن يرشح نفسه للانتخابات كأي مواطن فلسطيني، ولكن قرار ترشيح د. مصطفى البرغوثي لانتخابات الرئاسة تقرره الهيئات القيادية للمبادرة الوطنية الفلسطينية، والتي ستتخذ القرار المناسب بناء على دراسة متأنية، وذلك بعد إصدار المرسوم الرئاسي والذي يتطلع الكل الوطني لإصداره ضمن توافق وطني.