- قوات الاحتلال تقتحم رأس شحادة بمخيم شعفاط شمال القدس المحتلة
جنيف: قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن "منع "إسرائيل" إدخال أدوات النظافة إلى قطاع غزة وسيلة إضافية لتكريس جريمة الإبادة الجماعية".
وأدان المرصد الحقوقي في بيان، اليوم الخميس، استمرار السلطات الإسرائيلية في فرض حصار تعسفي على قطاع غزة، ومنع دخول المساعدات والمواد الأساسية التي لا غنى عنها للبقاء على الحياة بما في ذلك منع إدخال أدوات التنظيف والنظافة الشخصية.
وأشار إلى أن ذلك يتم في خضم انتشار الأمراض المعدية والظروف المعيشية الصعبة لنحو 2.3 مليون فلسطيني في تكريس لجريمة الإبادة الجماعية الشاملة.
وأعرب المرصد عن قلقه إزاء التداعيات الوخيمة لاستمرار تعمد "إسرائيل" تأزيم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، ومنع دخول مواد التنظيف والنظافة الشخصية والأدوات الصحية ومواد التعقيم والكثير من الأصناف الضرورية ذات العلاقة.
وأضاف، "ما تدعيه إسرائيل من احتواء تلك المواد على مواد كيميائية تدخل في الصناعات العسكرية لا يبرر إخضاع السكان لظروف معيشية قد تؤدي بهم إلى الهلاك الفعلي من خلال تفشي الأمراض المعدية والجلدية الخطيرة ومرض الكبد الوبائي وغيره".
وأكد أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي بحرمان جميع سكان غزة بشكل تعسفي ومنهجي من أدوات ومواد النظافة يساهم في الانتشار السريع للكارثة الصحية الهائلة التي تفاقمت إثر النزوح القسري وواسع النطاق والمتكرر للسكان.
وأشار إلى أن الحصار الإسرائيلي التعسفي والمتواصل وإغلاق كافة المعابر المؤدية ومنع وعرقلة إدخال الإمدادات الإنسانية أدى إلى تراكم خطير لمجموعة من الأزمات التي تهدد بشكل مباشر حياة وصحة سكان قطاع غزة.
ولفت إلى أن نحو 680 ألف امرأة وفتاة في سن الحيض في قطاع غزة، لا تتوفر لهن بشكل كافٍ الإمدادات الضرورية الخاصة بالدورة الشهرية فضلًا عن عدم كفاية المياه ومستلزمات النظافة والمراحيض.
وأردف: "نساء وفتيات غزة يضطررن إلى استخدام مواد ملوثة أو غير معقمة مما يعرضهن لخطر الإصابة بالأمراض، بما في ذلك سرطان الرحم، والتهابات الجهاز التناسلي والمسالك البولية والعقم".
وحذر المرصد الأورومتوسطي من تفاقم مخاطر غياب الأصناف الأساسية لمواد التنظيف الشخصية والأسرية في قطاع غزة في ظل الاحتياج الشديد للتنظيف والرعاية الشخصية، جراء إجبار أكثر من 2 مليون نسمة على النزوح القسري.
واستطرد، "مئات آلاف النازحين يتكدسون بمراكز إيواء وخيام تفتقر لأدنى مقومات الحياة والنظافة الشخصية والرعاية الصحية، إلى جانب مخاطر تراكم النفايات وغرق الطرقات والأسواق بطفح المياه العادمة نتيجة عدم القدرة على تصريفها".
ورصد "الأورومتوسطي" عرض كميات من مواد التنظيف البديلة والبدائية التي يتم تصنيعها محليًا في أسواق وسط وجنوب قطاع غزة، مشيرًا إلى أنها تعد غير آمنة، حيث يتم تصنيعها باستخدام صبغات الطعام كبديل عن الصبغات المستخدمة في تحضير الصابون السائل ومواد التعقيم.
وبيّن التقرير أن نقاطًا طبية في مراكز الإيواء وتجمعات النازحين في الخيام، سجلت عشرات آلاف حالات الإصابة بالأمراض الجلدية، وبالتحديد الأكزيما التي تظهر بشكل ملحوظ على أيدي النساء ممن يعملن على تنظيف أواني الطعام بمواد بدائية غير آمنة.
كما أن معدلات الإصابة بالطفح الجلدي والالتهابات الجلدية لا سيما بين الأطفال آخذة في الارتفاع بشكل حاد في قطاع غزة.
وأكد "الأورومتوسطي" أنه لا يمكن كفالة حقوق سكان قطاع غزة إلا من خلال وقف جريمة الإبادة الجماعية ورفع الحصار التعسفي وإنقاذ ما يمكن إنقاذه في القطاع الذي بات غير قابل للحياة على كل الصعد.
وتتواصل حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة لليوم الـ 300، مخلفة 39445 شهيدًا و91073 إصابة، وفق آخر معطيات نشرتها وزارة الصحة في قطاع غزة.