غزة: كشفت العملية العسكرية الإسرائيلية، الأحد الماضي، عن ضعف الإمكانات في رفح للتعامل مع أي حدث أو طارئ في وقت تستقبل فيه مئات آلاف النازحين وقد تحولت المدينة خلال مدة العملية العسكرية التي استمرت نحو ساعة إلى منطقة مشتعلة تأثرت فيها مختلف الخدمات الطبية وتلك الخاصة بالإسعاف والإنقاذ.
ويمر المواطنون في مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، بظروف إنسانية ومعيشية صعبة تتفاقم يوما بعد آخر بسبب الأعداد الهائلة للنازحين وانعدام مقومات الحياة كافة ونفاد المواد الغذائية الأساسية، وغياب مختلف أشكال الخدمات التي يمكن أن تحسن الواقع المأساوي.
وتتعرض رفح لتهديدات إسرائيلية متواصلة بتنفيذ عملية عسكرية واسعة واجتياح بري في إطار العدوان المتواصل للشهر الخامس على التوالي ما ينذر بكارثة إنسانية وبيئية وصحية، في ظل غياب الخدمات والإمكانات المطلوبة للتعامل مع سكانها في الأصل الذين تناهزت نسبتهم الحالية خمسة عشر في المائة من إجمالي عدد النازحين إليها هربا من الحرب، والاستهداف المباشر لهم، وارتكاب مجازر جماعية في حقهم.
وتشهد شوارع رفح وأسواقها ازدحاما شديدا غير مسبوق في ظل تفاقم الواقع الميداني، وغياب قدرة البلديات على تصريف مياه الصرف الصحي التي تغرق الطرقات، ما بات يهدد بكارثة إنسانية وبيئية وانتشار الأمراض المعدية والفيروسية وسط نفاد الأدوية والمستهلكات الطبية، بسبب استمرار إغلاق المعابر.
وتزداد المعاناة في قطاع غزة شيئا فشيئا في ظل إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية التي يعتمد عليها أكثر من ثمانين في المئة من المواطنين في ظل تفاقم معدلات الفقر التي وصلت إلى سبعين في المائة قبل الحرب، ومعدلات البطالة التي تخطت خمسة وستين في المائة بين الفلسطينيين، وخمسة وسبعين في صفوف الشباب.