الدوحة: ينطلق مساء يوم غد الأحد، مشوار منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم في بطولة آمم آسيا، بلقاء صعب ومعقد ضد المنتخب الإيراني القوي وحامل لقب البطولة 3 مرات من قبل.
يسعى لاعبو الفدائي في مشاركتهم الثالثة في البطولة الآسيوية، لأفضل انطلاقة لرسم الفرحة على وجوه أبناء شعبنا في ظل الظروف الصعبة والعدوان الإسرائيلي على شعبنا في قطاع غزة والضفة منذ 100 يوم.
صحيح أن الظروف الحالية صعبة وتؤثر كثيرا على لاعبينا وعلى الجهاز التدريبي، لكنهم مطالبون بالتركيز ليكونوا على قدر المسؤولية وتحقيق أفضل بداية، أمام منتخب متمرس وقوي في هذه البطولة وهو المنتخب الإيراني.
الفدائي سبق أن شارك مرتين في البطولة خلال نسختي 2015 و2019، لكنه لم يحقق المطلوب، وتلقى 5 هزائم، وتعادل وحيد أمام منتخب الأردن، ونجح في تسجيل هدف وحيد خلال المشاركتين.
طواقم اتحاد الكرة والجهازين الفني والإداري، عملوا بكل إمكاناتهم لضمان الجاهزية والاستعداد للحدث، ومحاولة الظهور بأفضل صورة ممكنة، وأقاموا معسكرا تحضيريا في ولاية عنابة في الجزائر، تبعه معسكر آخر في مدينة أبها السعودية، وصولاً إلى قطر.
التحضير الأخير كان بإقامة مواجهتين وديتين في قطر، الأولى جمعت الفدائي بنظيره الأوزبكي، والتي انتهت بخسارة بهدف دون مقابل وسط أداء كبير لكتيبة مكرم دبوب، أما الثانية فكانت أمام السعودية انتهت على وقع التعادل السلبي.
منتخبنا الوطني بذل كل شيء لضمان الوصول والتأهل إلى نهائيات كأس آسيا للمرة الثالثة في تاريخه توالياً، وقدم أداءً استثنائياً لافتاً خلال مشوار التصفيات، ليتصدر الترتيب العام لمجموعته بالعلامة الكاملة، والتي ضمت منتخبات الفلبين ومنغوليا واليمن، لتأتي القرعة بعدها، وتضعه في المجموعة الثالثة، إلى جانب منتخبات إيران والإمارات وهونغ كونغ.
ويستهل الفدائي مشواره بمقابلة المنتخب الإيراني، ويدخل البطولة بعد مستويات جيدة نسبياً قدمها خلال المرحلة الأولى من التصفيات المزدوجة لكأس العالم 2026 وكأس آسيا 2027، رغم حصوله على نقطة من مواجهتين خاضهما أمام لبنان بنتيجة التعادل السلبي، أستراليا بخسارة بهدف دون رد.
المنتخب الإيراني، المتوّج بكأس آسيا ثلاث مرات في نسخ 1968 و1972 و1976، يعتبر ثاني أكثر من حمل اللقب إلى جانب السعودية التي تمتلك نفس العدد من الألقاب، وخلف اليابان المنفردة بصدارة القائمة بأربعة تتويجات.
وتضم تشكيلة الفدائي مجموعة مميزة من اللاعبين المحليين والمحترفين، أبرزهم عدي الدباغ المحترف في الدوري البلجيكي رفقة فريق تشارليروا، وتامر صيام المحترف في براشواب التايلندي، وعطاء جابر المحترف في نيفتشي باكو الأذري، وغيرهم من المحترفين واللاعبين المحليين مثل زيد القنبر ومحمود أبو وردة وقائد المنتخب مصعب البطاط.
وعلى الجانب الآخر، يعج المنتخب الإيراني بالمحترفين في أوروبا وكندا وآسيا، ويأتي على رأسهم مهدي طارمي هداف بورتو البرتغالي، واللاعب سردار أزمون لاعب روما الإيطالي، وسامان جودوس لاعب برنتفورد الإنجليزي، وعلي رضا جاهان لاعب فاينورد روتردام الهولندي، وغيرهم من المحترفين.
مدرب منتخبنا الوطني مكرم دبوب، قال في المؤتمر الصحفي الخاص بالمباراة، الذي عقد اليوم السبت في مركز الإعلام بالدوحة، إن مباراة الغد أمام إيران ستكون صعبة، ولكننا نطمح لتحقيق نتيجة إيجابية فيها، مؤكدا أن طموح منتخبنا هو التأهل للدور الثاني، وإسعاد شعبنا في ظل الظروف التي يعيشها جراء استمرار عدوان الاحتلال.
وأضاف أن المنتخب الإيراني من أفضل المنتخبات في القارة، ويمتلك العديد من اللاعبين الجيدين وهو مرشح للقب، لكنّ المنتخب الفدائي ولاعبوه جاهزون للمباراة ولهذه المشاركة الآسيوية الثالثة، رغم غياب نسق المباريات مؤخرا بسبب العدوان على غزة.
واعتبر أن الصعوبات ليست جديدة على منتخبنا، ولكننا عوّضنا ذلك بالمعسكرات الداخلية والخارجية وآخرها في الجزائر والسعودية، قبل الدخول في المعسكر الرسمي للبطولة بداية الشهر الجاري.
وأكد أن المجموعة الحالية من لاعبي منتخبنا أكثر نضجا وخبرة، وتستطيع تحقيق أول فوز لفلسطين في البطولة، والتأهل للدور المقبل.
وقال دبوب: إن حضورنا في البطولة هو رسالة لكل العالم أن فلسطين موجودة، وأن الشعب الفلسطيني يستحق الحرية.
وترحم دبوب على روح الشهيد هاني المصدر، المدرب العام للمنتخب الوطني الأولمبي، الذي استشهد في عدوان الاحتلال على غزة، مؤكدا أنه كان من الكفاءات الرياضية في فلسطين.
بدوره، عبّر قائد منتخبنا الوطني مصعب البطاط، عن فخره واعتزازه بأداء قسم بطولة كأس آسيا 2023، خلال مباراة الافتتاح أمس الجمعة، مقدما شكره لقائد منتخب قطر، حسن الهيدوس على هذه اللفتة الرائعة.
وأكد البطاط، أن المباراة مع إيران مهمة جدا، وأن تحضيراتنا كانت على مستوى عالٍ، ونحن على أتم الاستعداد والجهوزية.
وأضاف قائد "الفدائي": نريد أن نوصل رسالة لكل العالم، بأن من حقنا المشاركة في أي بطولة، وإسعاد أبناء شعبنا. مشيرا إلى أن الظروف الحالية هي حافز كبير للاعبين من أجل بذل أقصى جهودهم في البطولة.