القدس المحتلة: يحيي تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح ذكرى جريمة التطهير العرقي الإرهابية التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ليلة 10-11 حزيران عام 1967، حيث قامت قوات الاحتلال بتدمير وارتكاب جريمة تطهير عرقي في حي المغاربة، في البلدة القديمة من القدس المُحتلة. وتعتبر جريمة الحرب هذه، فصلاً مظلمًا من فصول الإرهاب الاحتلالي، يرمز إلى انتهاك صارخ للقانون الدُّوَليّ ولكرامة الإنسان.
وقال المتحدث باسم تيار الاصلاح الديمقراطي في حركة فتح ديمتري دلياني، إن حي المغاربة هو حي مقدسي تاريخي يعود إلى القرن الثاني عشر، ازدهر داخل أسوار البلدة القديمة، بمحاذاة حائط البراق الذي يُشكّل جزء لا يتجزأ المسجد الأقصى المبارك، وكان، قبل تدميره، يحمل اهمية تراثية ثقافية كبيرة جداً.
وأضاف دلياني، انه وفي تحت غطاء الظلام وفي ظل الفوضى الناجمة عن حرب حزيران 67 وحظر التجول المفروض عسكرياً، اقتحمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي حي المغاربة. ومن خلال عملية ارهابية خاطفة، قامت قوات الاحتلال، بتهجير قرابة 135 عائلة فلسطينية، مكوّنة من أكثر من 650 فردًا، بالقوة من منازلهم. حينها، أضاف دلياني، تم اعطاء أهل الحي إشعارًا بالإخلاء مدته ساعتين فقط، بحيث تم منع السكان من الطعن في القرار قانونياأو حتى تنظيم احتجاجات.
ولفت دلياني، انه عندما رفض سكان حي المغاربة الفلسطينيين بشجاعة ترك منازلهم، لجأت قوات الاحتلال العسكرية الإسرائيلية إلى هدم المباني، حتى وإن كان السكان لا يزالون بداخلها. في هذه الجريمة الإرهابية، ارتقت أرواح شهداء أبرياء، بما في ذلك امرأة مسنة استشهدت في سريرها، مؤكداً انه بهذه العملية الإرهابية تم محو الحي بأكمله بلا رحمة عن الخريطة الجغرافية، ومحو قرونٍ من التاريخ والثقافة والهوية.
وأضاف دلياني انه لم تكن جريمة التطهير العرقي في حي المغاربة حادثة معزولة، بل كانت جزءًا من استراتيجية احتلالية أوسع تهدف إلى تغيير تركيبة السكان في البلدة القديمة بمدينة القدس. فبعد وقت قصير من تدمير حي المغاربة، هدمت الجرافات الإسرائيلية أيضًا حي الشرف المجاور، مسقط رأس الزعيم الراحل الشهيد ياسر عرفات. وبالمُجمل تم هدم أكثر من 700 مبنى، بما في ذلك 1840 شقة و 437 محلًا تجاريًا، مما أدى إلى تشريد أكثر من 6000 مقدسي فلسطيني. وألقى دلياني الضوء على انه تلى هذه الجريمة، إقامة مستوطنة غير شرعية يسكنها حصرًا يهود إسرائيليون، تم تسميتها " الحي اليهودي" في محاولة لتحريف الحقائق التاريخية وتعزيز السيطرة على الأراضي المحتلة.
وقال المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، انه حتى اليوم، وبعد مرور 56 عامًا، يواجه غالبية الأهالي الفلسطينيين المهجرين من حي المغاربة مشاق ومأساة اللجوء في مخيم شعفاط للاجئين، حيث يتعرضون لاضطهاد الاحتلال المستمر، والحصار، وظروف المعيشة الصعبة، فمحنتهم المستمرة تشكل تذكيرًا مؤلمًا بمأساة اللاجئين الفلسطينيين والظلم المُنظم الملقى على الشعب الفلسطيني.
ودعا تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح المجتمع الدولي للاعتراف بالظلم التاريخي الذي لحق بالشعب الفلسطيني من خلال تدمير حي المغاربة وغيره من الأحياء والقرى والمدن الفلسطينية. وحث جميع الدول الملتزمة بحقوق الإنسان والقانون الدُّوَليّ على إدانة جرائم الحرب الإسرائيلية والعمل نحو حل عادل ودائم للصراع الذي فرضه الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني. ويؤكد تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح التزامه الكامل بتحقيق العدالة والكرامة وتجسيد حق شعبنا الفلسطيني في تقرير مصيره والعيش بسلام وأمان على كامل ترابه الوطني.