غزة: بإبداع وإتقان، يرسم الفنان التشكيلي جهاد الشرافي (48 عاماً) لوحته الفنية التي تعبر عما في داخله من مشاعر وطنية جياشة، بمرسمه الخاص في مدينة غزة.
يقول الشرافي، إن يبدع بمجال الفن التشكيلي منذ أكثر من 30 عاماً، حيث كرس حياته لإيصال صوت القضية الفلسطينية بالريشة والألوان.
وبدأ الشرافي مسيرته الفنية مع بداية الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987م، حيث كان يعبر عن مشاعره بالرسم على الأوراق البدائية والباستيل وألوان الشمع والمائية، للتعبير عن حالته النفسية آنذاك.
وأضاف "كنت أنقل مشاهد الانتفاضة من خلال الرسم، فرسمت العديد من اللوحات التي يظهر فيها الفلسطينيون يدافعون عن حقهم بالحجارة".
ويرى الشرافي أن الفن وسيلة أساسية في الدفاع عن القضية الفلسطينية، حيث يتم نقل المعاناة إلى العالم الخارجي عن طريق اللوحات الفنية.
واستدرك "شاركت بالعديد من اللوحات الفنية في المعارض الدولية، للتأكيد على المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون باعتبارهم الشعب الوحيد الذي بقي محتل في العالم".
وأشار الشرافي إلى أن الفن لغة صامته تستطيع الوصول لكافة أنحاء العالم بمختلف اللغات، حيث يعبر الفن عن ذاته دون الحاجة إلى التوضيح، منوهاً لاستخدامه جميع الدلالات الفلسطينية في لوحاته الدولية.
ولفت إلى أهمية دلالة الكوفية الفلسطينية والعلم الفلسطيني والأواني الفخارية والثوب التراثي في إضفاء اللمسات الوطنية التي تساعد بإيصال الرسالة إلى مختلف أنحاء العالم.
وأكمل الشرافي "التمسك بالدلالات الفلسطينية تثبت أحقية الشعب الفلسطيني بالأرض المحتلة، بالرغم من محاولات الاحتلال الإسرائيلي بالاستيلاء على التراث الوطني العريق".
وبين أنه استطاع إيصال لوحاته الفنية الوطنية إلى عدد كبير من الدول الأوروبية، وكذلك روسيا، وأيضاً في العديد من الدول العربية مثل الأردن ومصر ودول الخليج.
ونبه إلى أهمية مواكبة التطور والتعليم في الفن التشكيلي، حيث اختلفت الأدوات المستخدمة بشكل كامل، وانتقل من استخدام الألوان الزيتية والمائية وأقلام الفحم، إلى الخامات الحديثة.
وتحدث الشرافي عن أهم لوحاته الوطنية "رسمت مشهد لشاب فلسطيني ثائر في الضفة الغربية، يدافع عن الأرض الفلسطينية من خلال تكسير جدار الفصل العنصري الذي يمنع الوصول لتأدية الصلاة في المسجد الأقصى".
وتطرق إلى إحدى اللوحات الفنية التي عبر من خلالها عن مشاعر الشعب الفلسطيني المتغرب عن أرضه ووطنه بعد النكبة عام 1948م، وأصبحوا مشتتين في أنحاء مختلفة من العالم، وينظرون إلى وطنهم وبلداتهم من بعيد بكل حسرة وألم.
وختم الشرافي حديثه "أنا الآن مسؤول عن أكثر من 250 فنان تشكيلي، ولا زالت الجهود متواصلة لغرس أهمية الدفاع عن الوطن من خلال الفن والرسم عن معاناة الشعب الفلسطيني، دون الخروج إلى الأسلوب الغربي الفني".