- إطلاق نار من طائرات الاحتلال "الأباتشي" شمال شرق البريج وسط قطاع
- جيش الاحتلال يطلق قنابل إنارة بالأجواء الجنوبية لمدينة غزة بالتزامن مع إطلاق نار من آلياته العسكرية
غزة – عمرو طبش: الكثير من الصحفيين والمهنئين التقوا طلاب الثانوية العامة الذين حصلوا على معدلات عالية من 90% فما فوق، ولكن "الكوفية" كان لها لقاء آخر، من نوع خاص مع إحدى الطالبات اللواتي حصلن على 60%، وهو المعدل الذي يعد إنجازاً كبيراً، كونها قدمت امتحانات الثانوية العامة بعين واحدة.
كان قدر الله أن تولد الطالبة هديل عبد العال "19 عاماً" من سكان حي الصبرة وسط مدينة غزة، بتشوهات خلقية أوجعتها منذ الطفولة، نتيجة حالة التنمر التي كانت تتعرض لها.
تروي الطالبة هديل عبد العال تفاصيل قصتها الممزوجة بالفرح والحزن لـ"الكوفية"، موضحة أنها وُلدت بتشوهات خلقية، بنصف وجه وبدون عين يمنى وتشوه في الأنف، وأنها عانت الويلات منذ طفولتها، خاصةً عند خروجها من المنزل كانت تتعرض لحالة كبيرة من التنمر، حيث أنها كانت تتألم بصمت ولا تشعر أحدًا.
وأوضحت، "أنا راضية بحكم ربنا، والحمد لله على كل حال، طفولتي كلها كانت وجع، ولكن بعزيمتي وإصراري بالحياة قدرت أواجه كل الناس يلي بتشوفني بنظرة سلبية، ولكن أنا إنسانة باتوجع من الداخل".
وقالت عبد العال، "في الفصل الأول بمرحلة التوجيهي، ما كان عندي أي حاجة للدراسة لغاية شهر 11 من العام الماضي لعام 2020، حصلت على جوال تابلت قمت بالدراسة عليه، وما كان معي أي طالبة تساعدني وتقف معي ولا حد ساعدني في المدرسة، فقط كنت أذهب الى المدرسة كمستمعة".
وتابعت، أنها واصلت الدراسة على جهاز التابلت حتى شهر مارس/آذار من العام الجاري 2021، حتى بعد ذلك تمكنت من الحصول على كتب دراسية، لكي تدرس بشكل طبيعي ومنتظم كباقي زميلاتها.
وأضافت عبد العال، أن لحظات ما قبل إعلان نتائج الثانوية العامة، كانت الأصعب في حياتها، نظراً لأنها كانت متخوفة من عدم الحصول على المعدل التي تريده، وأنهاحصلت على معدل 60%، رغم أنها كانت تحلم بالحصول على معدل أعلى.
ونوهت إلى أن الوزارة عاملتها أثناء تقديم الامتحانات على أنها طالبة مبصرة، على الرغم من أنها لديها عينًا واحدة وترى بها بشكل ضعيف، مضيفة "لو عملولي الامتحان على طريقة برايل كان قدرت أجيب معدل أعلى بكثير، لأنه أنا متعودة على حالي انه احل الامتحان لحالي لانه بشعر لحالي بأجيب المعلومة أكتر".
وأكدت أنها على الرغم من المعيقات التي واجهتها، وحصولها على معدل مقبول، إلا أنها شعرت بالفرحة والسعادة، خاصةً أن عائلتها صنعت لها أجواء الفرحة احتفالاً بنجاحها في الثانوية، وعوضتها عن كل شيء مرت به.
وعبرت عبد العال عن حزنها الشديد بعدم قدوم الجامعات والمؤسسات لتهنئتها بالنجاح، كباقي الطلبة الذين نجحوا في الثانوية العامة.
وتحلم بتحقيق حلمها التي كانت تحلم به منذ الطفولة، بالتحاقها في الجامعة كأي طالب والطالبة لم يعانوا من أي شيء، لدراسة تخصص إدارة الأعمال باللغة الإنجليزية، مضيفةً أنها تحلم بإجراء لها عمليات تجميل لها، كي تستطيع بممارسة حياتها بشكل طبيعي، ودون التعرض لحالة من التنمر بشكل يومي.
ونوهت عبد العال إلى أنها لم تستطيع تحقيق حلمها والالتحاق بالجامعة، نظراً لعدم قدرتها على التسجيل، بسبب الأوضاع الاقتصادي الصعبة التي تعانيها عائلتها.
وطالبت أصحاب الخير والقلوب الرحيمة، بضرورة النظر لحالتها الصعبة، ومساعدتها في تحقيق حلمها بالتسجيل بالجامعة، بالاضافة الى مساعدتها في توفير العلاج اللازم لها وإجراء عمليات تجميل لها لممارسة حياتها بشكل طبيعي كأي فتاة.