نشر بتاريخ: 2020/08/26 ( آخر تحديث: 2020/08/26 الساعة: 04:17 )
بقلم: ايال زيسر

شمولية التطبيع.. التحدي الأكبر أمام إسرائيل

نشر بتاريخ: 2020/08/26 (آخر تحديث: 2020/08/26 الساعة: 04:17)

تل أبيب: في سبتمبر/أيلول 1967، في أعقاب الهزيمة العربية في حرب «الأيام الستة»، انعقد في الخرطوم، عاصمة السودان، مؤتمر قمة للزعماء العرب للبحث في نتائج الحرب. واشتهر المؤتمر بلاءاته الثلاث التي بثت لإسرائيل وللعالم رسالة رفض وعداء: لا اعتراف بإسرائيل، لا تفاوض معها، ولا صلح معها.

منذئذ تدفقت مياه كثيرة في نهر النيل الذي يقطع المدينة، ولم تعد الخرطوم رمزاً للعداء. في فبراير/ شباط الماضي التقى رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، حاكم السودان، عبد الفتاح البرهان، في عنتيبة في أوغندا، واتفقا على العمل على تطبيع العلاقات بين الدولتين.

من السابق لأوانه تقدير إذا ما كان سينجح وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، الذي يزور السودان بعد زيارته إسرائيل، في أن يضم هذه الدولة إلى القائمة الممتدة من الدول العربية المستعدة لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل أو حتى للتوقيع معها على اتفاق سلام. ولكن يبدو أن الاختراق في علاقات إسرائيل والسودان هو في أساسه مسألة صبر ووقت.

لكل دولة عربية جدول أعمال خاص بها، وبالتالي ينبغي الافتراض بان القرار بإقامة علاقات مع إسرائيل سيتخذ على انفراد من كل دولة في التوقيت المناسب لها، سواء أكانت هذه السودان، موريتانيا، المغرب، البحرين، أو عُمان. ولكن الاتجاه واضح: التطبيع والسلام يقفان بحد ذاتهما ولم يعودا مشروطين بشيء، وبالتأكيد ليس بنزوات الفلسطينيين.

يخيل أن التحدي أمام إسرائيل والولايات المتحدة التي تساعدها هو في أساسه كيفية التأكد من ان يكون المجموع اكبر بكثير من كل أجزائه، بمعنى انه كيف يمكن أن نجعل من خطوات التطبيع والسلام التي تعمل عليها مع إسرائيل كل واحدة من الدول العربية على انفراد، خطوة شاملة وجارفة تؤدي الى تغيير حقيقي في الواقع الشرق أوسطي.

لهذا السبب تعود لتطرح فكرة المؤتمر الإقليمي الذي يبث بعد اكثر من 50 سنة من لاءات مؤتمر الخرطوم الثلاث، رسالة واضحة من الصلح والسلام وكذا رص الصفوف المشترك حيال المشاكل الحقيقية للمنطقة وعلى رأسها بالطبع التهديد الإيراني على الاستقرار والسلام في كل أرجاء الشرق الأوسط.

لفكرة المؤتمر فضائل عديدة، ولا سيما في كل ما يتعلق بالدبلوماسية العلنية، ولكن توجد لها نواقص إذ إن العالم العربي يفتقد اليوم إلى الوحدة، وتوجد بين الدول المختلفة منافسة بل خصام. دول سلام قديمة مثل مصر أو الأردن غير متحمسة لمنح الصدارة والأفضلية لدول انضمت لتوها إلى معسكر السلام.

ولكن مهما يكن من أمر، فان هذه المعزوفة لا يمكن وقفها، حتى لو شهدت مسيرة السلام صعودا وهبوطا، فان قطار السلام انطلق على الدرب وسيصل غايته أقرب مما كان متوقعا.

 

 عن «إسرائيل اليوم»