خاص|| "فتح".. قيادات تاريخية صنعت الحركة

زينب خليل: تحتفل حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح  في الأول من كانون ثاني/ يناير الجاري، بالذكرى السنوية السادسة والخمسين لانطلاقتها، فبعد سبعة عشر عاما من الضياع الذي عاشه شعبنا في أعقاب نكبة عام 1948، جاء اليوم الأول من يناير/ كانون الثاني 1965، ليكون نقطة البداية في أول تحرك جماهيري فلسطيني على الطريق السليم.
أعلنت انطلاقة حركة فتح في 1 يناير/كانون الثاني 1965، وتعد من أولى حركات النضال الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي، ارتبطت حركة فتح بقائدها ياسر عرفات حتى وفاته عام 2004.

تعتبر حركة فتح إحدى أبرز حركات الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، حيث لعبت دورا رئيسيا في أحداث أيلول الأسود والحرب الأهلية اللبنانية، كما أنها خاضت محادثات السلام في أوسلو وواشنطن.
انطلاقة من رحم النكبة

يمثل العام 1957 نشأة حركة فتح التي أتت في الحقيقة من تلاقي الأفكار الثورية لعدد من البؤر التنظيمية المنتشرة منذ عام 1948، هذه الأفكار التي مثلت لدى أعضائها، رداً على النكبة وعلى العدوان الثلاثي 1956، حیث عقد لقاء ضم ستة أشخاص ھم: یاسر عرفات، وخلیل الوزیر، وعادل عبد الكریم، وعبد الله الدنان، ویوسف عمیرة، وتوفیق شدید، وهو اللقاء التأسیسي الأول لحركة فتح، رغم انقطاع الأخیرین عن التواصل بعد فترة وجیزة، وصاغ المؤسسون ما سمي "ھیكل البناء الثوري" و"بیان حركتنا"، واتفقوا على اسم الحركة من الأحرف الأولى للتنظیم مقلوبة (حركة التحریر الوطني الفلسطیني)، من «حتوف» ثم «حتف» إلى «فتح»، وتبع ذلك انضمام أعضاء جدد منذ 1959 كان أبرزھم صلاح خلف، وخالد الحسن، وعبد الفتاح حمود، وكمال عدوان، ومحمد یوسف النجار.
ويسجل تاريخ الحركة أن «رابطة الطلبة الفلسطينيين في الجامعات المصرية» لعبت دورا هاما في تأسيس فتح، وخاصةً منذ تسلم یاسر عرفات رئاسة الرابطة ( 1952 – 1956 ) والدور العربي والعالمي، الذي لعبته الرابطة في بعث القضیة الفلسطینیة، فمنذ العام 1954 ابتدأ خلیل الوزیر"أبو جھاد"، أحد أبرز مؤسسي حركة فتح العمل المسلح ضمن مجموعات فدائیة صغیرة.
مؤسسو فتح:
- الزعيم الراحل  ياسر عرفات "أبو عمار"
- سياسي فلسطيني ورمز لحركة النضال الفلسطيني من أجل الاستقلال.
- اسمه الحقيقي محمد ياسر عبد الرؤوف عرفات القدوة الحسيني وكنيته "أبو عمار" - ترأس منظمة التحرير الفلسطينية سنة 1969 كثالث شخص يتقلد هذا المنصب منذ تأسيس المنظمة عام 1964، وهو القائد العام لحركة فتح أكبر الحركات داخل المنظمة التي أسسها مع رفاقه عام 1959.
- كرس معظم أوقاته لقيادة النضال الوطني الفلسطيني، قاد الكفاح الفلسطيني من عده بلدان عربية بينها الأردن ولبنان وتونس.
- دخلت قوات المنظمة مع القوات الأردنية في حرب أهلية داخل المدن الأردنية، وبعد خروجه من الأردن أسس له قواعد كفاح مسلح في بيروت وجنوب لبنان، وأثناء الحرب الأهلية في لبنان إنضم إلى قوى اليسار في مواجهه قوى لبنانية يمينية. وخرج من لبنان إلى تونس بعد أن حاصرته القوات الإسرائيلية في بيروت الغربية بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان.

- قامت إسرائيل بمنعه من مغادرة رام الله لذلك لم يحضر عرفات مؤتمر القمة العربية في بيروت في 26 مارس/آذار 2002 خشية ألا يسمح له بالعودة إذا غادر الأراضي الفلسطينية وفي 29 مارس/آذار من نفس السنة حاصرته قوات الاحتلال داخل مقره في المقاطعة مع 480 من مرافقيه ورجال الشرطة الفلسطينية وهكذا بدأت حالة من المناوشات التي يقتحم خلالها جيش الاحتلال ويطلق النار هنا ويثقب الجدار هناك بينما كان عرفات صامدا في مقره متمسكا بمواقفه في تلك الفترة بدأ يتقاطر عليه في مقره بالمقاطعة مئات المتضامنين الدوليين المتعاطفين معه.

-في يوم 12 أكتوبر/تشرين الأول 2004 ظهرت أولى علامات التدهور الشديد لصحة ياسر عرفات، فقد أصيب كما أعلن أطباؤه بمرض في الجهاز الهضمي، وقبل ذلك بكثير، عانى عرفات من أمراض مختلفة، منها نزيف في الجمجمة ناجم عن حادثة طائرة، ومرض جلدي (فتيليغو)، ورجعة عامة عولجت بأدوية في العقد الأخير من حياته، والتهاب في المعدة أصيب به منذ أكتوبر/تشرين الأول 2003، وفي السنة الأخيرة من حياته تم تشخيص جرح في المعدة وحصى في كيس المرارة، وعانى ضعفا عاما وتقلبا في المزاج، فعانى من تدهور نفسي وضعف جسما.

تدهورت الحالة الصحية للرئيس الفلسطيني عرفات في نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2004، قامت على إثره طائرة مروحية بنقله إلى الأردن ومن ثمة أقلته طائرة أخرى إلى مستشفى بيرسي في فرنسا في 29 أكتوبر/تشرين الأول 2004.

-تم الإعلان الرسمي عن وفاته من قبل السلطة الفلسطينية في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2004، وجرى دفن جثمانه في مبنى المقاطعة في مدينة رام الله بعد تشيع جثمانه في مدينة القاهرة، وذلك بعد الرفض الشديد من قبل حكومة الاحتلال لدفن عرفات في مدينة القدس كما كانت رغبه عرفات قبل وفاته.

الشهيد خليل الوزير أبو جهاد

-من مواليد الرملة عام 1936 حيث بدأ الشهيد القائد حياته معلما ومربيا لأجيال من شبابنا العربي حيث عمل قبل ان يلمع كقائد في صفوف الثورة الفلسطينية معلما في الجزائر الشقيقة.
- كان أحد مؤسسي حركة فتح حيث شغل منصب عضو لجنتها المركزية ونائب القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية الأخ الرمز أبو عمار ومسؤولا للقطاع الغربي.
-انضم لجبهة التحرير الجزائرية، حيث كان قائدا لإحدى الوحدات العسكرية برتبة كوماندوز وهي أعلى الرتب في الثورة وكان من المؤسسين الأوائل لحركة فتح ثم عين كنائب للقائد العام لقوات الثورة الفلسطينية وكان مهندسا للانتفاضة وعضوا في اللجنة المركزية لحركة فتح من تأسيسها وعضو لجنة تنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية التي تضم كل الفصائل الفلسطينية.
- سقط شهيدا على أرض تونس الخضراء على يد الموساد الصهيوني في 16 أبريل/نيسان 1988 بعملية اغتيال حقيرة كلفت اليهود ملايين الدولارات.
-آخر كلمة خطتها يده هي (لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة) فرفع مسدسه وذهب ليرى ما يجري من مداهمة منزله كما تروي زوجته، لتخترق سبعين رصاصة حاقدة جسده الطاهر ويصبح في لحظات في عداد الشهداء، ليلقب بأمير شهداء فلسطين.

الشهيد العميد سعد صايل أبو الوليد

-عضو اللجنة المركزية لحركة فتح لقب بمارشال بيروت كان مديرا للعمليات المركزية لقوات الثورة الفلسطينية.
- ناضل من أجل فلسطين والحق بالأعداء خسائر فادحة بعد عجزهم عن مواجهته واستشهد بعملية مخابراتية في 29 سبتمبر/أيلول 1982 في البقاع.

الشهيد صلاح خلف

من مواليد سافا عام 1933، كان نائبا لرئيس اتحاد الطلبة الفلسطينيين في القاهرة (رئيس الاتحاد كان ياسر عرفات أبو عمار).
 -كان من المؤسسين الأوائل للحركة عضوا في لجنتها المركزية منذ بدايتها انتخب كمسؤول عن الأمن المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية ارتبط اسمه بعمليات أيلول الأسود سقط شهيدا في تونس في 15 يناير/كانون الثاني 1991 مع أخويه الشهيدين هايل عبد الحميد وفخري العمري.

الشهيد أبو يوسف النجار

هو محمد يوسف النجار من مواليد غزة شارك في قيادة انتفاضة 1955م في القطاع واعتقل في أعقابها 15 شهرا، كما انتخب عضوا في لجنة مركزية لحركة فتح.

في 10 أبريل/ نيسان 1973 في حي الفردان سقط شهيدا مع  أخويه كمال عدوان وكمال ناصر بالإضافة لزوجته.

الشهيد كمال عدوان

من مواليد غزة انضم لحركة فتح منذ تأسيسها، وهو مثقف وواسع الاطلاع، وهو عضو لجنة مركزية لحركة فتح وعضو لجنة تنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية.

سقط مع أخويه كمال ناصر وأبو يوسف النجار في حي الفردان في 10 أبريل/نيسان 1973 على يد الموساد الإسرائيلي.

الشهيد أبو الهول هايل عبد الحميد

من مواليد صفد عام 1935 عين مندوبا لحركة فتح عقب استشهاد الكمالين والنجار عام 73 ثم استلم مفوض الأمن في فتح تعانقت روحه مع أرواح الشهيدين أبو اياد وفخري العمري.

الشهيد أبو علي اياد

من مواليد قلقيلية انضم لفتح منذ تأسيسها عضو للجنة المركزية كان مسؤولا عن العاصفة في الساحتين السورية والأردنية سقط على يد السلطات الأردنية في أحراش جرش عام 71 وقبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، قال حطمنا جهاز اللاسلكي والموقف جيد نموت واقفين ولن نركع.

الشهيد احمد موسى سلامة

الشهيد الأول لحركة فتح حيث سقط على يد دورية أردنية في 7 يناير/كانون الثاني 1965 أثناء عملية عودته من عملية الانطلاقة عيلبون على الحدود الأردنية.

الشهيد عبد الفتاح عيسى محمود

عضو اللجنة المركزية للحركة منذ انطلاقتها كان المهندس العربي الأول الذي يقف على باب بئر للبترول تنقل بين لبنان وقطر والسعودية فالأردن.

سقط شهيدا في السلط إثر غارة جوية على المواقع الفلسطينية في  28 فبراير/شباط 1969.

الشهيد ممدوح صبري صيدم (أبو صبري)

عضو للجنة المركزية للحركة منذ الانطلاقة عرف عنه مشاركته الفدائيين كهوفهم قاد العمليات الفدائية بنفسه عبر نهر الأردن متوغلا لعمق العدو، وتشهد على ذلك المعارك الطاحنة التي قادها في بيت فوريك قضاء نابلس وبيت دجن وعزون وعقربا وغيرها من قرى نابلس وكان قائدا للحركة الطلابية في مصر ثم مناضلا بالعمل السري في غزة اشترك بمعارك جبهة التحرير الجزائرية وحصل على رتبة كوماندوز اغتيل عام 68 على يد المخابرات الأردنية.

قائمة القادة المؤسسين لحركة فتح طويلة ولا سبيل لحصرهم، إلا أننا نذكرهم هنا في ذكرى الانطلاقة لنرصد بعض من فضلهم على فلسطين باعتبارهم من مهدوا لنا الطريق نحو النضال ومقاومة المحتل، فكانوا خير من رسم طريق الثورة الفلسطينية.