الكوفية:في مثل هذا اليومِ افتتح الرئيسُ الراحلُ الشهيدُ ياسر عرفات في قطاعِ غزة أولَ مطارٍ فلسطينيٍ يضمُّ مدرجا رئيسيا بطولِ ثلاثةِ آلافٍ وثمانين مترا، بعرضِ ستين مترا... المزيدُ في التقريرِ التالي.
في العامِ ـلفٍ وتِسعِمِائةٍ وثمانيةٍ وتسعين أي قبل اثنين وعشرين عاما افتتح الرئيسُ الراحلُ الشهيدُ ياسر عرفات في قطاعِ غزة أولَ مطارٍ فلسطينيٍ إلا أن الحلمَ الذي انتظره الجميعُ تلاشَى بعد أن كان واقعا.
وصُمم المطارُ لاستيعابِ سبَعِمِائةٍ وخمسين ألفَ مسافرٍ سنوياً، على مساحةٍ تُقدرُ الفين وثمانِمِائةِ دونمٍ بكلفةِ اثنين وعشرين مليون دولار، وبتمويلِ دولٍ عديدةٍ في العالمِ، كان يعملُ فيه قرابةُ ألف ومائتيْ موظفٍ مدنيٍ وأمنيٍ واستضاف المطارُ أولَ شركةِ طيرانٍ فلسطينيةٍ كانت تملكُ طائرتيْن صغيرتيْنِ من نوعِ "فوكر" إضافةً إلى طائرةِ بوينغ سَبعِمِائةٍ وسبعةٍ وعشرين تتسعُ لمائةٍ وخمسةٍ واربعين راكباً.
وبعد اندلاعِ انتفاضةِ الأقصى في الثامنِ والعشرين من سبتمبر ألفين تعمد الاحتلالُ عامَ ألفين وواحدٍ قصفَ المطارِ ما ألحق به أضراراً جسيمةً، ثم قُصِف في عدوانِ ألفين وثمانية ألفين وتسعة وما تلاه، وتعرض بعدها مراراً للقصفِ الجويِّ والمدفعيِّ الإسرائيليِّ ودُمّر.
المطارُ كان رمزا من رموزِ الدولةِ الفلسطينيةِ ووسيلةَ اتصالِه بالعالمِ الخارجيِّ وبعدما كان يعُجُّ بآلافِ المسافرينَ، ويستقبلُ رؤساءَ الدولِ تحول بعد قصفِ الاحتلالِ إلى منطقةٍ مهجورةٍ لم يتبقَّ منها إلا هياكلَ خرسانيةٌ لبقايا قاعاتِ الوصولِ والمغادرةِ وأكوامٌ من الركامِ تتوسطُها حفرٌ كبيرةٌ، بفعلِ القصفِ الإسرائيليِّ، الذي استهدف المكانَ على مدارِ السنواتِ الماضية.