متابعات: يمكن للأعراض المتنوعة على نطاق واسع والمرتبطة بـ"كوفيد-19" أن تجعل من الصعب تمييز الفيروس عن الأمراض الأخرى التي تنتشر خلال فصل الخريف.
وقالت سافانا غاردينر، وهي أم لأربعة أطفال في ليهي بولاية يوتا، إنه بعد أقل من أسبوعين على بدء الدراسة، عانى ابنها، البالغ من العمر 8 أعوام، من أعراض تشمل اضطراب في المعدة، وغثيان، والتهاب في الحلق. وبحلول صباح اليوم التالي، فقد طفلاها الصغيران، البالغان من العمر 3 و 6 أعوام، صوتهما. ".
وأوضحت غاردينر، أن جميع الأسر تعاني من الأمراض في بداية أي عام دراسي، إلا أن ظروف هذا العام تبدو مختلفة، إذ عليك أن تشك في جميع الأعراض.
وقررت غاردينر إبقاء أطفالها في المنزل وعدم إرسالهم إلى المدرسة قائلة: "لا يمكنك إرسال طفلك إلى المدرسة مع ظهور أي أعراض على الإطلاق، حتى وإن كانت أعراض الحساسية".
وأضافت، "أعتقد أن هذا سيكون مجرد الوضع الطبيعي الجديد. وسيتعين علينا التكيّف مع طريقة تعلمهم، وعدد المرات التي سيتمكنون فيها من الذهاب إلى المدرسة".
وترى كريستال فينجولين، ممرضة في مدرسة غلينريدج المتوسطة في أورلاندو بولاية فلوريدا، أن غاردينر اتخذت القرار الصحيح، مشيرةً إلى أن رعاية الأطفال الذين تظهر عليهم الأعراض في المنزل يساعد في ضمان سلامتهم، كما أنه أحد أكثر الإجراءات تاثيراً التي يمكن أن يتخذها أولياء الأمور للحفاظ على سير العام الدراسي بسلاسة.
وعندما يتعلق الأمر بصحة الطلاب، تعتمد ممرضات المدارس في الولايات المتحدة على إرشادات من المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها حول "كوفيد-19".
وتطلب المنطقة التعليمية في الولايات المتحدة من مقدمي الرعاية إبقاء الأطفال في المنزل إذا كانوا يعانون من أي أعراض متعلقة بمرض "كوفيد-19"، والتي يمكن أن تشمل الحمى، والسعال، وضيق التنفس.
وإذا حدث ذلك، فاستعد لإبقاء الطفل في المنزل لفترة من الوقت.
وأوضحت فينجولين أنه سيضطر الأطفال الذين يعانون من أعراض، البقاء في المنزل لمدة 10 أيام، أو سيتعين عليهم الحصول على نتيجة فحص "كوفيد-19" سلبي للعودة إلى المدرسة.
ويعكس هذا الإجراء أحدث البيانات من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، والتي تشير إلى أنه يمكن إيقاف العزل المنزلي بعد مرور 10 أيام من ظهور الأعراض لأول مرة.
ويمكن للأعراض المتنوعة المرتبطة بـ"كوفيد-19" أن تجعل من الصعب تمييز فيروس كورونا المستجد عن الأمراض الأخرى التي تنتشر خلال فصل الخريف.
وأظهرت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها التداخل الكبير بين أعراض "كوفيد-19" ونزلات البرد، والإنفلونزا، والربو، والحساسية الموسمية، والتهاب الحلق، وهو أمر يدعو لتوخي الحذر.
ومن جانبها، قالت الدكتورة أليسون توثي، أخصائية طب الطوارئ للأطفال بجامعة شيكاغو إنه "في الوقت الحالي، يخطئ الجميع في جانب توخي الحذر الشديد"، موضحةً أنه إذا ظهرت على الطفل بداية جديدة من الأعراض الشبيهة بالبرد، بما في ذلك سيلان الأنف والسعال، فإنه يحتاج إلى المتابعة مع طبيب الأطفال.
ومن المحتمل أن يوصي طبيب الأطفال بإجراء فحص "كوفيد-19" للطفل المصاب بالأعراض.
وأكدت توثي أنهم يطلبون إجراء فحص "كوفيد-19" للأطفال الذين تظهر عليهم أي من الأعراض المصاحبة لـ"كوفيد-19".
وأشارت توثي إلى أن عامل الوقت غالباً ما يوفر القليل من الوضوح بشأن السؤال عما إذا كانت هذه أعراض الحساسية أم أعراض" كوفيد-19"، قائلة إنه بعد مرور يومين، ستتطور الأعراض بسرعة كبيرة وستكون لديك فكرة أفضل عما يجري.
وأثناء رعاية طفل مريض في المنزل، من المهم تقليل مخاطر انتقال العدوى إلى البالغين والأطفال الآخرين في المنزل.
ونصحت توثي بأنه حتى تعرف ما يجري مع طفلك، يجب أن تحاول تجنب الاختلاط الوثيق معه بقدر المستطاع، وإذا كنت بحاجة إلى الاختلاط الوثيق معه، فعليك ارتداء قناع خلال ذلك.
ويمكنك أيضاً التحكم في انتشار الجراثيم من خلال غسل اليدين بعناية، والتنظيف المنتظم في المنزل باستخدام مناديل مطهرة، أو المبيض.
وبينما لا يمتلك الجميع القدرة على توفير حمام منفصل للطفل المريض في الأسرة، ترى توثي أنها فكرة جيدة إذا كان بالإمكان تحقيق ذلك.
ومن المهم أيضاً أن تراقب عن كثب أعراض طفلك، مشيرةً إلى أن "معظم الأطفال سيتحسنوا، بينما سيزداد وضع بعض الأطفال سوءاً قبل أن يتحسنوا".
وفي ظل جائحة "كوفيد-19"، أكدت توثي، أنه من المهم الاتصال بطبيب الأطفال إذا كان طفلك يعاني من المرض.
وتوصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بالاتصال بالطبيب إذا استمرت الحمى لأكثر من 72 ساعة لدى طفل يبلغ من العمر عامين أو أكثر.
وإذا استمرت الحمى بعد مرور 5 أيام، فإن العديد من الأطباء سيفكرون بإجراء تقييم أكثر شمولاً.
ويمكن أن يشكل الجفاف مشكلة خطيرة أيضاً، ويجب الانتباه جيداً إذا كان طفلك ليس لديه القدرة على الحفاظ على السوائل في جسمه، أو يعاني من إسهال حاد، أو يعاني من التعب بشكل متزايد، وتعد قلة التبول علامة أخرى على الجفاف.
ويعد تداخل أعراض "كوفيد-19" مع أعراض الأمراض مشكلة بحد ذاتها، ومع ذلك فإن الخطوات المتخذة لمكافحة الجائحة تؤدي بمثابة واجب مزدوج عندما يتعلق الأمر بالحماية من الأمراض المعدية الأخرى. وهذا بدوره يمكن أن يساعد في التخلص من الأعراض المشابهة التي يمكن أن ترسل الأطفال إلى المنزل من المدرسة.
ويُعتبر غسل اليدين والحفاظ على مسافة التباعد الاجتماعي، وارتداء الأقنعة أمراً ضرورياً للحد من انتشار "كوفيد-19"، ومن المحتمل أن تقلل هذه الإجراءات من انتشار نزلات البرد الموسمية أيضاً.
وأكدت توثي أن الأطباء شهدوا حالات نزلات برد وأمراض أقل بكثير من المعتاد بين الأطفال الذين التزموا بإجراءات السلامة الصارمة منذ الربيع الماضي.
واقترحت الدراسات أيضاً أن ارتداء الأقنعة يمكن أن يساعد في الحد من انتشار الإنفلونزا، والتي ربما تكون قد ساهمت في موسم الإنفلونزا الخفيف نسبياً الذي شهده النصف الجنوبي من الكرة الأرضية هذا العام.
وإذا اتبع النصف الشمالي من الكرة الأرضية هذا النهج، كما يحدث غالباً، فسيكون ذلك بمثابة إرجاء مرحب به، ومن المرجح أن ينقذ الأرواح.
ولهذا السبب، أشارت توثي إلى أنه من المهم بشكل خاص الحصول على لقاح الإنفلونزا هذا العام.
وقالت توثي: "تأكد من تحديث تطعيمات أطفالك، وأن جميع أفراد الأسرة حصلت على لقاح الإنفلونزا أيضاً، مضيفةً أنه بذلك، سيتوجب علينا فقط أن نكون أكثر حذراً".