لماذا أنتم الآن في رام الله؟ لماذا لا تجوبون الأرض ذهابا وإيابا؟ لماذا لا نراكم الآن في الإمارات والبحرين والكويت والسعودية والمغرب وتونس وكل البلاد العربية، عززوا علاقاتكم مع أشقاءكم العرب الذين أهملتوهم وجلستوا في المقاطعة تناحرونا وتبنوا أمجادكم وتزيدوا أموالكم، عاتبوهم بود واطلبوا منهم السماح لهذا الترك، ما الفائدة لو أشبعناهم شتما وما العائد من حرق الصور، أنا شخصيا تأكلني النار وفي داخلي غلٌ عليهم وعليكم، ولو انطلق لساني لشتمت كل وجوه الأرض التي ترى الجميع ولا ترانا، ولكن هذا لن يفيدنا بشيء.
أخرجوا من قوقعة المناحرات وادارة الانقسام وملاحقة المعارضين ولعبة تشكيل اللجان، اذهبوا الآن للعرب، وافهموا لماذا فعلوا هذا ولماذا لم يخجلوا من دماء شهداءنا ولماذا بصقوا في وجهنا وهم الذين لطالما كفكفوا جراحنا، قد تجدون إجابات تمكننا من قطع سلسلة التطبيع المستمرة ووقف هذا الجنون ولجم ما تم منه.
لا يجب مواجهة العرب بالشتم والسب وحرق الصور ونحن جالسين هنا ويملؤنا الغرور، لماذا لا نقول للعرب معاتبين ماذا فعلنا لكي تتركونا هكذا؟، وحينها قد يكون الرد بأنكم لستم أهل للقضية، ثلاثة عشر عاما والعرب يحاول إنهاء صراعنا وانقسامنا وخلافنا المزعوم ونحن نعطيهم ظهرنا، الإمارات مثلا نقاطعها منذ عام 2016، البحرين لا أذكر أننا عززنا معهم بزيارة رئاسية منذ لا أعلم متى، وغيرها، لما هذا الكبر وهذا التعالي.
الجنون لا يواجه بالجنون، والترك يواجه بالإلحاح، نعم أنفاس ترامب وكوشنير حاضرة في كل مكان ولكن لماذا تتركون الخليج للأمريكان والاحتلال يرتعون فيه بحرية وأنتم في رام الله تتفرجون، عشرات القيادات الوازنة من أعضاء مركزية فتح واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ورموز السلطة عليهم الآن وبشكل عاجل التحرك نحو الخليج وزيارة كل البلدان والعمل بكل قوة على لئم الجرح وجسر الهوة بيننا وبين أشقاءنا العرب.
يجب على الرئيس عباس أن يتحرك فورا ويذهب للامارات والبحرين والسعودية والكويت ومصر إلخ، ولا يفكر بمواجهة العرب بعناده المعهود أو بالتلويح بتحالفات هو ذاته لا يقدر على استحقاقاتها، وتكون نتيجتها خسارة كل العرب دفعة واحدة أو بالتدريج، أوقفوا هذا الجنون.