غزة – عمرو طبش: توافد الآلاف من سكان قطاع غزة على منطقة الكورنيش الواقعة غرب مدينة غزة، أمس السبت، التي تعد المتنفس الوحيد لسكان القطاع هربا من الضغوط النفسية وجحيم الحياة في المناطق السكنية، وقضاء أجواء العيد في تلك المنطقة.
ولم يمنع حلول الظلام، العوائل من البقاء طوال ساعات المساء في صورة تعكس حالة القهر التي تعتريهم بسبب التحديات الكبيرة التي تواجههم، وفي مقدمتها انقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمر.
قال المواطن تامر سرور لـ"الكوفية" إنه يعتبر منطقة الكورنيش هي المتنفس الوحيد لسكان في قطاع غزة خلال أيام عيد الأضحى المبارك، خاصةً في أزمة الكهرباء والأوضاع المعيشية الصعبة التي يمر بها القطاع، معتبراً أنها "منطقة مريحة نفسياً وتعم فيها أجواء الفرحة والسرور على الرغم من بساطة المكان".
وأوضح، أنه يأتي من مخيم جباليا شمال غزة إلى الغرب بالقرب من الميناء حتى يجلس هو وأصدقائه في منطقة الكورنيش، مشيراً إلى أن الكورنيش يمتاز بتكلفة بسيطة ورخيصة الثمن، فضلًا عن المطاعم والفنادق التي تكون فيها التكلفة غالية.
في السياق ذاته، قالت المواطنة أم فيصل، إنها جاءت إلى الكورنيش برفقة أطفالها للترفيه عنهم وتغيير الأجواء الروتينية التي اعتادوا عليها، خاصةً أنهم يقضون إجازتهم الصيفية في المنزل بعد انتشار فيروس كورونا في القطاع، الذي حرمهم من اللعب، والذهاب إلى الأماكن العامة ومناطق الترفيه.
وأكدت، أن منطقة الكورنيش هي الوحيدة في قطاع غزة، التي يلجأون إليها بشكل دائم وخاصة في أيام العيد، لأنها رخيصة الثمن وتراعي الأوضاع الاقتصادية، بالإضافة أنه لا يوجد مكان آخر في القطاع يراعي الظروف الاقتصادية للمواطنين.
ونوهت أم فيصل إلى أنها عندما تذهب إلى أي مكان آخر تجد أن البلدية تستولي عليه وتزيد من تكلفة المكان، وأن أيضاً منطقة الكورنيش لم تسلم من البلدية في رفع التكلفة التي كانت في السابق بسيطة لا تتجاوز الشيقل الواحد لكل طاولة واحدة، ولكن في الوقت الحالي أصبح الدفع 10 شواقل بشكل إجباري، لحجز الطاولة فقط، فضلا عن ثمن المشروبات.
من جانبه، أوضح المواطن فادي أبو الجديان، أنه جاء هو وأصدقاؤه إلى منطقة الكورنيش لأنها تعتبر المتنفس الوحيد للمواطنين، خاصة في ظل فرض البلدية رسوما وضرائب الأماكن العامة، مما زاد من الأعباء الملقاة على كاهل المواطن، وأجبرته على البحث عن أماكن رخيصة الثمن.
وفي السياق ذاته، أكد المواطن بهاء اللداوي، أن الكورنيش هو المكان الوحيد في القطاع الذي يلجأ له المواطنون في الأعياد، على الرغم من أن البلدية فرضت على هذا المكان رسوما باهظة، إذ تجبر المواطنين على دفع مبلغ لا يقل عن 10 شواقل عن كل طاولة.
وأوضح، أن الـ10 شواقل تمثل مبلغا كبيراً للمواطنين خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
من جانبه قال المواطن حامد طلبة، إنه من الطبيعي في ظل الأزمات الاقتصادية التي يعيشها سكان قطاع غزة، أن كورنيش غزة يعتبر المتنفس الوحيد لكل العائلات والشباب والأطفال، وخاصة في أيام العيد لأنه يمتاز بتكلفته البسيطة مقارنة بالأماكن الأخرى.