- إطلاق نار من طائرات الاحتلال "الأباتشي" شمال شرق البريج وسط قطاع
المصالحة الفلسطينية بين الفرقاء المتخاصمين تتعدى حدود الخلافات والنزاعات بين الأشقاء الفرقاء ، ولا بد أن لا تحشر في زاوية محددة عنوانها إلغاء الاخر، وكأن المصالحة شأن يخص فريقاً بذاته ، وهذا هو الخطأ الذي وقعت به المصالحة منذ بدء جولاتها وصولاتها في العديد من اللقاءات.
برغم حضور وتمثيل الفصائل الفلسطينية التي تعتبر نفسها خارج نطاق الشقاق والنزاع ، وهذا الأمر المرفوض وطنياً من منطلق ان الكل الوطني هنا مسؤول وشريك لإدارة ملف المصالحة وايجابية التحريك في ملفاته وكافة مفاصله ، التي تحتاج فعلاً إلى موضوعية ومصداقية المفهوم الوطني للشريك البعيد عن التشكيك في أي رؤية أو مبادرة أو برنامج تم أو سيتم طرحه من خارج نطاق الفرقاء المتخاصمين.
المصالحة الفلسطينية وضمن المفهوم الانساني والأخلاقي قبل الوطني ، تحتاج إلى صدق الذات مع الذات، وليس إلا مزيداً من التلميحات والتشكيكات والتشنجات، التي لا تنم عن صدق النوايا والاخلاص في الجهود ، واطلاق العنان الأرعن إلى ادخال شعبنا الفلسطيني في مستنقع التشكيك بالرؤى والمواقف والمبادرات التي مهدت طريق المصالحة هذا من جانب ، وإلى ادخال شعبنا بأكمله في بحر المصطلحات الطارئة والتصريحات الرديئة التي تنفر وتبعد واقعنا العربي عن قضيتنا وطهارة عدالتها ، وخصوصاً من الدول العربية الشقيقة التي لها امتداد عربي فلسطيني يعتز ويفتخر به من كافة الفلسطينيين الأحرار.
ادخال المصالحة الوطنية وجموع شعبنا في تشعبات وتكهنات لا أساس لها من الصحة، من بعض الشخصيات ذات المزاج الموسمي المتقلب التي تتبع في وجهتها محاور اقليمية وأجندات خارجية متنفذة لا تفيد المصالحة بشيء ، لانها تمثل فقط وحدها القطب المتنافر مع المجموع الفلسطيني والواقع العربي الذي يتطلع كلاهما إلى مصالحة فعلية جادة تنهي الانقسام وتزيل كافة شوائبه التي احتلت عقول ونفوس شعبنا جميعاً ، وجعلته يفقد الثقة من انجاز المصالحة التي هي هدف كل انسان وطني حر غيور.
المفهوم الوطني للمصالحة والشريك ، يجب أن يحتضن في طياته وتحت مظلته كافة الفصائل والأحزاب والشخصيات الوطنية دون استثناء ، من أجل طي كافة الخلافات والنزعات بشكل واحد وموحد دون رجعة ، وذلك من خلال التفعيل الصادق والايجابي لمفهوم المصالحة في اطار الشراكة الوطنية للكل الفلسطيني ، التي يجب أن تتعدى حدود الفريقين المتخاصمين ، لأن الوطن ملكاً للجميع والمشروع الوطني قابل للتفعيل والانتاج وأبوابه يجب أن تكون مفتوحة ومشرعة لكل انسان مخلص و يستطيع .
ختاماً ... المصالحة والشريك يجب أن تبتعد عن المهاترات وفقاعات التشكيك من الذي يعتبر نفسه عنوةً أنه صاحب القرار في انجاز ملف المصلحة واغلاق الاطار على مفهوم المصالحة الوطنية عبر إلغاء الشريك الوطني ، وكأن الاطار للتصالح لا يقبل القسمة إلا على فريقين متنازعين باختصار ، فتوسيع دائرة المصالحة فلسطينيا وعربياً هو العنوان الصواب في حسن الاختيار وتفعيل وحدة الخيار.