منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة التي قادتها حركة "فتح " على طريق الحرية والاستقلال ، استطاعت أن تتخذ من محتواها الوطني ومضمونها الفكري ورؤيتها السياسية نموذجاً تنظيمياً فلسطينياً مستقلاً في الرؤية والهدف، من خلال المبادئ التنظيمية العريضة التي جمعت في طياتها كافة التوجهات الفكرية الوطنية من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين.
استطاعت حركة "فتح " أن تصنع نموذجاً تنظيمياً منفرداً ومختلفاً تماماً عن باقي تنظيمات العمل الفلسطيني وحتى العربي ، من خلال استقلاليتها وتميزها بالانفتاح العام على الجماهير الفلسطينية في فكرها المرن المتوازن البعيد عن الانغلاق الفكري المقيد بأيدلوجيات ومعتقدات لا تتوافق مع رؤية وتوجهات شعبنا وأمته العربية.
حركة فتح وفي بيان انطلاقتها الأول في العام 65 ، استطاعت أن توضح الخطوط العريضة للنشأة والتأسيس في رسالتها السياسية التي وصلت مشارق الأرض ومغاربها من خلال عنوانها الأهم أن هناك شعباً عربياً فلسطينياً أحتلت أراضيه وطرد سكانه ومواطنيه ، ولا بد للمجتمع الدولي بأكمله أن يكون شريكاً منصفاً للدفاع عنه وحمايته، والتي كان منها سن وصياغة القوانين الدولية التي تكفل لشعبنا استعادة حقوقه المشروعة في الحرية واقامة دولته المستقلة.
رغم المعيقات وحجم المؤامرات استطاعت حركة "فتح " أن تعبر بشعبها وليس بتنظيمها وحده فقط إلى بر الأمان ، من خلال الحفاظ على استقلالية الهدف السياسي للمحتوى الفكري ذات الخطوط المستقلة التي تقوم في جوهرها على كيفية تحقيق الثبات وتحقيق المكاسب والإنجازات في ظل الطوارئ والمتغيرات سواءً كانت فلسطينياً أم عربياً أم عالمياً.
لقد عملت حركة "فتح " منذ النشأة والتأسيس على الاهتمام والتركيز على القدرات التنظيمية للفرد والمؤسسة داخل الاطار التنظيمي على حد سواء ضمن منهجية متكاملة الجوانب والأبعاد ، من أجل الوصول لحالة تعبوية شاملة تقوم على تعزيز القدرات الفكرية في اطار الهوية التنظيمية ، حتى يكون كل انسان تنظيمي ينتمي إلى صفوفها بمثابة عنوان لها وناطقاً بلسانها ومعبراً عن حالها بكل ثقة وانتماء ، في واحة العمل التنظيمي المتواصل القائم على الانجاز والعطاء ، تحت راية ومع فتح سنواصل.