أنظر من شرفة البيت قبل قليل ونسيم الصباح ينعش الفؤاد، فجأة تلفت إنتباهي شجيرات الجوري المنتشرة بجانب السور تورق بخضرتها إستعدادا لتزهر ورودها الجميلة مختلفة الألوان
التينة بقرب البيت التي كانت جرداء عندما كنا لم ننشغل بعد بأخبار ومشاهد الكورونا أراها مراهقة تتجمل بمكياجها الأخضر تنبعث حيويتها مهملة ما يشغلنا نحن البشر
بساط أخضر يكسي الأرض في موعده دون تأخير يزيد المنظر حيوية وروعة وعصافير تغرد وتتنقل بحرية بألوانها الجميلة
الحياة مستمرة في مواعيدها وأشجارها وطيورها خارج بيوتنا ونحن فقط البشر مسجونين
ننام ونصحوا بقلق وسماع إحصائيات الإصابات وعدد الوفيات وننشغل طوال الوقت بغسل الأيدي وتعقيم كل ما يأتي من خارج البيت بهلع غير مسبوق
في البيت ننتظر بشغف فك أسرنا من إعتقال كورونا المستبد
كل المخلوقات بالخارج تتمتع بحريتها كالعادة ..
أغبط تلك المخلوقات التي لا تحمل عقلا لتنشغل بالحذر والخوف وتناقل الإشاعات وتهويل المشاهد عبر وسائل الإعلام فتجلب لنا الحزن والقلق وتمنعنا من التفكير إلا بكورونا وخوفنا على أحبتنا وكيف لو أصاب الوباء من نحب ونشعر بالتضامن مع من أصابهم المرض والحزن على من غادروا أحبتهم بعد أن فتك بهم الفيروس خلسة ...
هل ما نراه حلماً أم حقيقة؟
ما يشعرك بنوع من طمأنينة إستمرار الحياة على الأرض أن ربيعا جميلا يزهر على الأرض والحياة تتجدد كعادتها في مثل هذه الأيام من السنة
فقط هو الإنسان يتراجع ويتوقف عن عادته في هذا الوقت الذي كان يملأه صخبا وحركة وملابساً زاهية الألوان ويبتسم للربيع ويغني الدنيا ربيع
قال لك و صفة بلدية للصحة و طولة العمر ..
خد شمس و هوى على مية بلا دوا بلا عيا بلا مر ..
الدنيا ربيع والجو بديع
قفل لي على كل المواضيع
وكفاية يا كورونا مع السلامة