الكوفية:القاهرة _ محمد جودة: أجواء من الحرب والذعر تحاوطه فى كل مكان يتحرك فيه، جملة أخبار عن الشهداء والمصابين يسمعها يوميًا الطفل الفلسطينى، أجواء لم تكن سهلة على الإطلاق على أى طفل صغير، فطفولته وبراءته تتأثر كثيرًا بما يحدث حوله، لكن ليست كل الآثار التى تتركها أجواء الحروب داخل نفس الطفل وعقله سلبية، فهناك أشياء إيجابية كثيرة تتركها تلك الظروف العصيبة فى شخصية الطفل الفلسطينى، ويوافق يوم 5 إبريل من كل عام يوم الطفل الفلسطينى، لذا فإن هناك عدة صفات توجد فى الطفل الفلسطينى دون غيره من الأطفال حول العالم، وذلك حسبما قال الدكتور جمال فرويز أستاذ الطب النفسى.
الإصرار على الهدف
نتيجة أنه منذ ولادته وهو فى حالة حرب ودمار نشأ فى نفسه هدف لا يقبل هذا الطفل الصغير أن يتراجع عنه، وهو تحرير أرضه، ولم يكن هدف تحرير أرضه هو الهدف الذى يُصر عليه فقط، بل أن الطب النفسى أكد أن الطفل الفلسطينى يظل هكذا فى أهداف حياته كافة.
الطموح فى المستقبل
توجد لدى الطفل الفلسطينى منذ صغره عقيدة وهى أنه فى المستقبل سيتم تحرير الأرض عاجلا أم أجلا، لذلك فإن هذا الطموح فى المستقبل ينعكس على كافة جوانب حياته، فتجد لديه طموح فى المستقبل بشكل أكثر من الواقع، حتى إذا كان الواقع لا يدفعه للطموح.
العناد فى مواجهة الصعاب
نظرًا للصعوبات التى يقابلها الطفل الفلسطينى فى حياته فإنه اعتاد أن يقف فى مواجهة الصعاب شامخًا، معاندًا تلك الصعاب بعزيمة قوية، فهو لا يعرف اليأس طيلة حياته فى أى جانب من جوانب الحياة.
تمسكه بالعادات والتقاليد
رُسخّت لدى الطفل الفلسطينى مجموعة من القيم والعادات والتقاليد التى يحفظها عن ظهر قلب ولا يحاول أن يخالف تلك العادات والأعراف بأى شكل من الأشكال، لذا فإنه يظل متمسكًا بهذه العادات والتقاليد حتى الموت.
تفاؤلهم بالمستقبل
رغم أن الواقع لا يدفع إلى التفاؤل مطلقًا إلا أن الطفل الفلسطينى تجده متفائلا بكل شئ يحدث حوله، حتى إذا استشهد والديه تجده متفائلا أيضًا، فهو يتعلم منذ صغره أن لا يبكى على الأطلال مهما حدث.
القدرة على المذاكرة وسط الصعاب
بينما تجد الأطفال فى الدول العربية الخالية من الحروب يذاكرون دروسهم بصعوبة بالغة، إلا أن الطفل الفلسطينى تجده حريصًا جدًا على مذاكرة دروسه أول بأول والاجتهاد حتى فى أحلك الظروف كاحتلال جزء من أراضيهم.
الافتخار بذاته
لديه دائمًا اعتزاز بنفسه بشكل غير عادى، فهو يفتخر بنفسه أمام كل الناس وفى كل الأوقات والأماكن، كما أنه لم يرى نفسه طفلا، بل يرى نفسه رجلا من صغره، وفى هذا افتخار بذاته بشكل يعجز الطب النفسى عن تحليله.
معرفته للتاريخ
منذ ولادته وتقوم أمه بإخباره وتلقينه بكل ما حدث لدولته منذ البداية، لكى يعرف من العدو ومن المظلوم، كى لا يترك أرضه مهما حدث، ولم يقتصر ما يعرفه الطفل الفلسطينى على تاريخ بلده فقط، بل أنك تجده يعرف تاريخ الدول العربية كافة، كما يكون لديه بعض المعلومات السياسية الخاصة على سبيل المثال بأمريكا.
الذاكرة الجيدة
ذاكرة الطفل بطبعها تكون جيدة، لكن إذا شهد هذا الطفل مجموعة من الصراعات والحروب تُصبح ذاكرته أقوى بكثير، فهو لا ينسى مطلقًا أى شئ، مهما كان الحدث صغيرًا.
تمسكه بعروبته
بينما تجد الطفل الذى يعيش فى سلام لا يعرف عدد الدول العربية تجد على الجانب الآخر الطفل الفلسطينى ليس على علم فقط بالدول العربية بينما تجده متمسكًا أيضًا بعروبته ولا يتحمل أن يرى أمامه شخصًا يسئ إلى الدول العربية أو العرب.