متابعات: نصح خبراء الصحة، مرضى السكري باتخاذ مزيد من التدابير والإجراءات الاحترازية لوقاية أنفسهم من فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وذلك في بيان نشر على موقع المؤسسة.
وفي هذا الإطار دعا البروفيسور عبد البديع أبو سمرة، مرضى السكري في دولة قطر إلى عدم القلق، ولكنه في الوقت نفسه يجب اتخاذ تدابير وقائية إضافية لمكافحة انتشار فيروس كورونا وحماية أنفسهم من مخاطر عدوى الإصابة به.
وقال أبو سمرة -في البيان المذكور- إن أصحاب الأمراض المزمنة خاصة مرضى السكري تكون مناعتهم أقل من الأصحاء، لذلك يجب عليهم اتخاذ المزيد من الاحتياطات والتدابير الوقائية لحماية أنفسهم من الإصابة بالعدوى، خاصة المحافظة على النظافة الشخصية، كغسل اليدين بالصابون باستمرار وعدم التشارك مع الآخرين في أطباق الطعام وأكواب الشراب والمناشف والمناديل والأدوات الشخصية، وتجنب مخالطة من تبدو عليهم أعراض أمراض الجهاز التنفسي، كما "ننصح أن يسارعوا إلى طلب الرعاية الصحية في حال شعورهم بالمرض".
وأضاف، أن فيروس كورونا (كوفيد-19) "ينتقل كباقي الفيروسات التي تهاجم الجهاز التنفسي، من شخص مصاب إلى غيره على شكل رذاذ عندما يعطس أو يسعل أو يتكلم، خاصة إذا كان بقربه على مسافة أقل من متر أو مترين، كما يمكن انتقاله عن طريق المخالطة اللصيقة للشخص المصاب، كما ينتقل عن طريق ملامسة الشخص للأسطح الملوثة عن طريق قطرات الهواء ومن ثم ملامسته لأنفه أو فمه، ولهذا السبب نشدد على ضرورة المحافظة على نظافة اليدين والحذر في مخالطة الآخرين".
اتباع التعليمات
وشدد البروفيسور على ضرورة اتباع مريض السكري تعليمات الفريق الطبي المشرف على معالجته، والحرص على إعداد قائمة بالأدوية التي يتعاطاها ومقادير جرعاتها، وفي حال كان يعاني من السكري من النوع الأول فيتعين عليه الاحتفاظ بكميات كافية من دواء غلوكاغون وأشرطة الكيتون، بالإضافة إلى كميات من الإنسولين تكفي لمدة أسبوعين، لضمان الجاهزية وتوفر هذه الأدوية لديه في حال عدم تمكنه من الحصول عليها بسبب المرض.
وينصح أبو سمرة مريض السكري المعرض لنوبات الهبوط الحاد في سكر الدم بالمبادرة إلى قياس نسبة السكر لديه فور شعوره بأية أعراض، وفي حال كان مستوى السكر لديه منخفضا فإن عليه تناول كوب من عصير الفاكهة أو ثلاثة مكعبات من السكر.
كما نصح مريض السكري بعدم التردد في الاتصال بطبيبه للاستفسار عن أي من مسائل السكري، خاصة إذا ما شعر بأية أعراض مرضية غير مألوفة، والاتصال بالطبيب المعالج في حال كانت قراءة فحص سكر الدم لديه أكثر من 300 ملغم/ديسلتر (بعد فحصين متتاليين خلال فترة ساعتين إلى ثماني ساعات)، أو في حال وجود كيتونات في البول أو كان يشعر بالنعاس غير المألوف أو يجد صعوبة في التنفس، أو يشعر بالتشوش وعدم الوضوح في التفكير، أو يعاني من الإسهال، أو يعاني من عدوى أو التهابات، أو يعاني من مشاكل في الرؤية أو الكلام أو الاتزان الجسدي.
واختتم البروفيسور أبو سمرة حديثه قائلا "يعرف معظم مرضى السكري كيفية العناية بأنفسهم عند تعرضهم للوعكات الصحية، ولكن إذا كانت لديهم أية استفسارات فعليهم التوجه بها إلى الفريق الطبي المشرف على معالجتهم، خاصة إذا ما أصابهم المرض وتطلب الأمر إجراء تغيير في أدوية علاج السكري، كما يتعين عليهم الاستفسار عن أنواع الأدوية التي يمكنهم تعاطيها في حال أصيبوا بالإنفلونزا أو العدوى الفيروسية".
مرض استقلابي
والسكري هو مرض استقلابي يسببه نقص هرمون الإنسولين أو ضعف الاستجابة الطبيعية من خلايا الجسم للإنسولين الذي يُدخِل السكر الموجود في الدم (الغلوكوز) إلى الخلايا، وفي كلتا الحالتين تكون النتيجة متشابهة، إذ ترتفع مستويات الغلوكوز في الدم فوق الحد الطبيعي، ويؤدي ذلك إلى تأثيرات سلبية على الجسم عاجلا وآجلا.
والإنسولين هرمون تصنعه خلايا "بيتا" في البنكرياس الذي يفرز الإنسولين إلى مجرى الدم بعد تناول الطعام، وذلك استجابة لارتفاع السكر في مجرى الدم.
ويشكل الغلوكوز الطاقة التي يتحول إليها الغذاء الذي يأكله الإنسان، ويفرز في الدم فتأخذه خلايا الجسم وتحرقه لإنتاج الطاقة اللازمة لعملياتها الحيوية. ولفعل ذلك فإنها تحتاج إلى هرمون الإنسولين الذي يجعل الغلوكوز يتحرك من مجرى الدم إلى الخلايا.
وكلما ارتفع مستوى الغلوكوز في الدم أفرز البنكرياس كمية أكبر من الإنسولين لخفضه، أما إذا انخفض فإن البنكرياس يقلل أو يوقف إفراز الإنسولين، ويفرز الجسم في المقابل أربعة هرمونات أخرى لرفع مستواه في الدم، وهي: الغلوكاغون والكورتيزول والأدرينالين وهرمون النمو، مما يجعل الكبد يطلق الغلوكوز إلى مجرى الدم
في الأحوال الطبيعية يحافظ الجسم على مستوى الغلوكوز في الدم بنطاق يتراوح بين 70 و120 مليغراما لكل ديسيلتر، وذلك عبر آلية تضمن الحفاظ على مستواه حتى لو صام الشخص فترة طويلة عن الطعام، أو (بالعكس) تناول كمية كبيرة منه؛ أما في داء السكري فيرتفع الغلوكوز فوق الحد الطبيعي.
أنواع مرض السكري:
1- داء السكري من النوع الأول
يطلق عليه أيضا اسم السكري المعتمد على الإنسولين، وسكري اليافعين. وهو مرض مناعي ذاتي، إذ يقوم جهاز المناعة في الجسم بمهاجمة خلايا بيتا في البنكرياس ويدمرها، مما يؤدي إلى تراجع الكميات التي يفرزها البنكرياس من الإنسولين بشكل تدريجي.
2- داء السكري من النوع الثاني
يطلق عليه اسم السكري غير المعتمد على الإنسولين وسكري البالغين، وفيه تنخفض حساسية الخلايا للإنسولين، أي تقل درجة استجابة خلايا الجسم له، ويطلق على ذلك اسم "مقاومة الإنسولين"، فالخلايا تقاوم هرمون الإنسولين الذي وظيفته إدخال الغلوكوز إليها.
3- سكري الحمل
يسمى أيضا مرض السكر الحملي، وترتفع فيه مستويات الغلوكوز في الدم لدى بعض النساء الحوامل، ويعود عادة إلى مستواه الطبيعي بعد الولادة. ويكون النساء اللواتي أصبن بسكري الحمل أكثر عرضة للإصابة بالنوع الثاني من داء السكري في المستقبل