- إطلاق نار من طائرات الاحتلال "الأباتشي" شمال شرق البريج وسط قطاع
غزة – عمرو طبش: "محمد، عبد الله، مجد"، ثلاثة أطفالا اختفت برائتهم مع الوجع والالم المتواصل بعد اصابتهم بمرضي الفشل الكلوي والتليف الكبدي، فوجوههم تبدو شاحبة لكن ابتسامة الطفولة لا تغادرهم وهم ينظرون لكل سليمٍ يمر عليهم يتمنون أن يصبحوا مثله.
نتيجة العامل الوراثي
تتحدث بحرقة والدة الأطفال المرضى الثلاثة ولاء دياب لـ"الكوفية"، عن معاناة أطفالها في مرضهم، وأن "أطفالها الثلاثة مصابين بمرضي الفشل الكلوي والكبد الوبائي منذ صغرهم نتيجة العامل الوراثي وزاوج الأقارب".
وتوضح والدة الأطفال، أن بداية المرض كان بوجود حصاوي في الكلى، مؤكدةً على الرغم من التزامها في تناولهم للأدوية ومتابعتهم في المستشفى بشكل ملتزم الا أن وضعهم الصحي ازداد سوءا.
وتتابع دياب، أن أبنائها الثلاثة تحولت حياتهم من مصابين بالمرض الى حامليه، بدايةً في الطفل الأكبر محمد "12 عاما" يعاني بتليفا في الكبد ومن الفشل الكلوي والصعوبة في المشي، أما عبد الله "7 سنوات" يعاني من ضمور في الكلية اليسرى وتوقفها نهائيا، بينما مجد "4 سنوات" فيعاني من الفشل الكلوي والتليف الكبدي اذ أنه لا يستطيع القدرة على المشي نتيجة غسيل الكلى.
وجع وألم لا يفارقان العائلة
وبحزنٍ عميق سالت على إثره دمعة من وجنتيها وتضيف أن ابنها الأصغر "مجد" عاني الويلات في اجراء عدة عمليات له بتركيب "اللاين" في جسمه ليتم غسيل الكلى عن طريقه، ولكن في كل مرة يتم تسديده وتركيب لابن اخر.
لم تستطع ولاء أن تحبس دموع القهر والألم عندما ترى أفلاذ كبدها وهم يموتون بالبطيئ فتقول "أنا في معاناة كبير مش واحد ولا اثنين أنا عندي ثلاثة، أنا بدي ولادي يتعافوا يصيروا زي باقي الأولاد، أنا بتوجع وبتألم عليهم مش عارفة ايش أسوي".
ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة ومأساوية
وتشير والدة الأطفال، إلى أنها تعيش ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة ومأساوية نتيجة مرض أطفالها الثلاثة، فمحمد ومجد بحاجة الى زراعة كلى وكبد وعلاجات كثيرة في مستشفيات خارج فلسطين، بينما عبد الله فهو يعاني ضمورا في الكلى، وتوقفت كليته اليسرى عن العمل وهو بحاجة لزراعة كلى وكبد.
وتواصل دياب حديقها لـ"الكوفية"، "أولادي الاثنين محمد ومجد بيذهبوا الى المستشفى ثلاثة أيام في الأسبوع لعملية غسيل الكلى التي تستغرق أربعة ساعات بالمعاناة والالم والوجع، بينما عبد الله يتناول علاجات كثيرة بسبب الضمور".
وتوضح، أن عملية الغسيل ليس سهلة ولا العلاج الوحيد لهم، فبكل مرة يدخلون في موت بطيئ، أثناء العملية يحدث معهم تشنج في الجسم وضيق بالتنفس مما يحتاجون الى أكسجين.
بحاجة إلى العلاج بالخارج
وأشارت دياب، أن أطفالها يحتاجون الى العلاج بالخارج و زراعة كلى وكبد ومصاريف للعلاج، مبينةً أنه تراكم عليهم الديون في الصيدليات والمختبرات لعدم قدرتهم على الشراء نظرا لوضعهم الاقصادي الصعب.
وناشدت والدة الأطفال المسؤولين وأصحاب القرار بالنظر اليهم بعين الرحمة من أجل أطفالها بتقديم المساعدة في سفرهم وعلاجهم بالخارج وإنقاذ حياتهم التي ممكن أن يفقدوها بأي لحظة، وتوفير العلاجات اللازمة لهم لعدم قدرتهم على التوفير نظرا لوضهم الاقتصادي.