- مدفعية الاحتلال تقصف محيط دوار أبو شريعة في حي الصبرة جنوب مدينة غزة
هل كانت فلسطين معنا حتى نحزن أننا فقدناها؟؟ وهل كانت محررة بين أيدينا فاحتلها نتنياهو، واغتصبها ترامب؟؟.
فلسطين محتلة كانت ولا تزال، وما فعله ترامب أنه جدد الحلم للمشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي، ورسم له خارطة جديدة بقرار أميركي لاحق لقرار بريطاني، ولكن الاحتلال سيبقى على كامل فلسطين، باستثناء غزة التي سبق له وانحسر عنها مرغماً، وسيبقى الاحتلال على كامل فلسطين سواء بخارطة ترامب، أو بأقدام جيش الاحتلال وعنصريته واستعماره.
ما قدمه ترامب في حفل الفساد والاستهتار والجشع الصهيوني الإسرائيلي العبري اليهودي، قد يكون أيقظ الحلم الفلسطيني، وجدد النهوض الوطني، وأوضح أن لا حل إلا حل المشروع الوطني الديمقراطي، حل الدولتين والاستقلال بالقرار 181، وحق عودة اللاجئين واستعادة ممتلكاتهم في اللد والرملة ويافا وحيفا وعكا وصفد وطبريا وبيسان وبئر السبع بالقرار 194، أقول قد ولا أقول أنه فعل!!.
ردود الفعل على تطاول ترامب على حقوق الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته وعلى قرارات الشرعية الدولية إيجابية، بدأت من عمان، من الأردن من الحكومة والبرلمان وشارع الأحزاب، واتصالات العاهل السعودي وأمين عام الاتحاد الأوروبي مع الرئيس الفلسطيني، وتصريح الناطق بلسان الأمم المتحدة، والمؤكد أنها ستتوالى مع اجتماع الجامعة العربية الوزاري ومنظمة البلدان الإسلامية، ولكن الأساس هو إيقاظ الحلم والتطلع واللهفة الفلسطينية في رفض الواقع الاحتلالي على كامل خارطة فلسطين، وصياغة برنامج تحريرها بسواعد أهلها من الرجال والنساء، من الشبيبة، سواء في مناطق 48 أو مناطق 67، ومن فلسطينيي الشتات واللجوء، لكل منهم دوره وبرنامجه ونضاله.
الرد الفلسطيني يجب أن يكون بمستوى قوة وتفوق العدو الإسرائيلي، وإلا لن يتمكن الشعب الفلسطيني من هزيمته، الرد الفلسطيني يكون بقدر تجاوب الرئيس أبو مازن، رئيس فتح، رئيس السلطة، رئيس منظمة التحرير، وتكمن أهمية رده وتجاوبه مع رسالة محمد دحلان واتصال إسماعيل هنية، والباقي إضافي، لأن رسالة محمد دحلان تعني أنه يقر أن رئيسه أبو مازن، يقر بذلك ويخاطبه وهذا مهم، بل مهم جداً، واتصال إسماعيل هنية يعني أن الرئيس أبو مازن هو رأس الشرعية الفلسطينية، وهذا أهم.
حركة فتح ستقوى بعودة محمد دحلان ورفاقه أعضاء المجلس التشريعي 15 المفصولين معه، ومنظمة التحرير لن تقوى إلا بمشاركة حماس والجهاد والمبادرة لمؤسساتها، هذا هو الرد الطبيعي السوي على قوة مشروع العدو الإسرائيلي وتفوقه، هل تذكرون مبادرة الرئيس السيسي؟؟ هل تذكرون مبادرة الرباعية العربية: مصر والأردن والسعودية والإمارات، تلك هي قاعدة الوحدة والصلابة وتمتين الجبهة الداخلية لحركة فتح أولاً حتى تعود حقاً عموداً قائداً للشعب وللمنظمة وللثورة وللانتفاضة، ويتم تمتين جبهة الشعب بشراكة حماس والجهاد والمبادرة، هذا هو الإنجاز الذي يكون قد فعله ترامب لصالح الشعب الفلسطيني من المقولة المتداولة: رُب ضارة نافعة!!.
هل ما قلت وما أتمناه تغميس خارج الصحن؟؟ الجواب يكون بفعل فلسطيني يرتقي لمستوى التحدي، ويتفوق على تفوق العدو.. لننتظر!!.