غزة - عمرو طبش: لم يكن يوم الرابع عشر من مايو/ آيار لعام 2018 عاديا على عائلة الهور، فعندما ينتظر الأبناء والدهم أحمد والزوجة زوجها بكل لهفة ليأتي لهم بأبسط احتياجاتهم، ولكن بعد مغادرته من المنزل آتى اليهم خبراً لم يكن لهم بالحسبان أبدا.
خطوات أحمد أثناء خروجه من المنزل تسير ببطئ نحو باص خاص ينقل المشاركين في مسيرات العودة، ربما هو يعلم أن هناك أمرا سيئا سيحدث، واصل سيره حتى وصل مخيم العودة شرق البريج هاتفا "بالروح بالدم نفديكي يا فلسطين".
لوهلة خاطفة طلق ناري متفجر اخترق قدمه
ولكن لوهلة خاطفة إذ أن طلق ناري متفجر اخترق فخدة قدمه اليمنى لتتهتك عظامه ويفترش الأرض بامتزاج دماؤه عليها مناديا لأي شخص يقوم بإنقاذه من الموت.
الجريح أحمد الهور "31 عاما" أباً لثلاث أطفال، سكان النصيرات أحد جرحى مسيرات العودة يروي لـ"الكوفية" قصة معاناته، قائلا: "الي سنة و 8 شهور مصاب بطلق متفجر في الفخد اليمنى بالعظم، خسرت 10 سنتيمتر من العظم، وأوتاري متقطعة، وتضررت قدمي اليمنى بشكا كبير لدرجة لا أستطيع المشي عليها".
ويقول الهور، انه بعد اصابته مباشرة تم نقله الى المشفى ومكث 8 ساعات دون الكشف عن إصابته وإجراء اللازم من قبل الأطباء.
6 عمليات جراحية لم تنجح ضاعفت المعاناة
ويضيف الجريح أحمد أنه أجري له 6 عمليات جراحية في قدمه اليمنى في عدة مستشفيات في القطاع، ولكن لم تنجح أي عملية، وتم استئصال أوتار من الفخد الأيسر ورقعه في الفخد الأيمن بما يسمى "رقعة الأوتار".
ويتابع الهور لـ"الكوفية"، قائلا: "آخر مرة ذهبت إلى مستشفى دار السلام للمراجعة، حكولي انه عندي التهابات في 10 سنتيمتر في العظم وبدنا نقص من رجلك".
ويشير الى أن الأطباء في كل مرة يذهب إليهم من أجل إجراء عملية جراحية كانوا يضعون احتمال في نجاح أو فشل العملية، ربما يتم استئصال من العظم.
آلام شديدة.. ومساعي للعلاج بالخارج تبوء بالفشل
ويوضح الهور أنه حاول عدة مرات في مطالبة الأطباء بمساعدته بالسفر الى خارج قطاع غزة للعلاج بشكل أفضل، ولكن جميع محاولاته باتت بالفشل، ردوا عليه قائلين: "ما تقلق احنا بنعالجك عنا في الداخل بالمستشفيات".
ويتسائل الجريح أحمد دائما "أنا يا ربي مش عارف ايش أسوي الان، يا ربي رجلي بتروح مني وراح أفقدها وفشي حد مدور عليا، حسبي الله".
ويقول أنه يعاني من آلالام شديدة و ارتفاع في درجة الحرارة في جسده بشكل مستمر، وضمور في العظلات، ولا يستطيع النوم على الرغم من كمية المسكنات التي يتناولها ولا تجدي نفعا.
ويطالب الجريح أحمد أصحاب القرار والمسؤولين بالنظر اليه بعين الرحمة ومساعدته العاجلة في إجراءات علاجه في الخارج بسبب تدهور وضعه الصحي، وفي أي وقت يخسر قدمه بسبب الاهمال الطبي.