واشنطن: أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) أن قمرها الاصطناعي "تيس" المطارد للكواكب، رصد كوكبا جديدا بحجم الأرض قد تتوافر فيه المياه لأنه يقع على مسافة ليست ببعيدة وليست بقريبة من نجمه.
وسمي الكوكب "تي أو آي 700 د" وهو قريب نسبيا من الأرض إذ يقع على مسافة مئة سنة ضوئية على ما أوضح مختبر "جيت بروبالشن لابوراتوري" التابع لـ"ناسا" خلال المؤتمر الشتوي لجمعية علم الفلك الأميركي في هونولولو في هاواي.
وقال بول هيرتس مدير دائرة الفيزياء الفلكية في "ناسا"، "صمم تيس وأطلق خصيصا لإيجاد كواكب بحجم الأرض وفي مدار حول نجمات قريبة".
وكاد "تيس" لا يرصد الكوكب إلا أن علماء فلك هواة من بينهم خصوصا الطالب الثانوي ألتون سبنسر اكتشفوا خطأ في التصنيف منذ البداية، ما سمح بفهم طبيعة الكوكب الفعلية. وأكد تلسكوب "سبيتزر" الفضائي الاكتشاف بعد ذلك.
وكانت تلسكوبات أخرى لا سيما "كيبلر"، رصدت كواكب أخرى كهذه، لكنه أول اكتشاف لـ"تيس" الذي أطلق العام 2018. ويراقب "تيس" جزءا من السماء لرصد مرور محتمل لكواكب أمام نجوم الأمر الذي يتسبب بتراجع مؤقت في بريقها.
ويسمح ذلك لـ"تيس" باستنتاج وجود كوكب وتقدير حجمه ومداره وغير ذلك. ونجم "تي أو آي 700" صغير ويشكل حوالي 40% من حجم الشمس وكتلتها مع حرارة على سطحها أقل بالنصف.
واكتشف "تيس" ثلاثة كواكب حول هذا النجم سميت تي أو آي 700 (ب). و(س). و(د).. وحده "د" يقع في منطقة قابلة للسكن وهو بحجم كوكب الأرض تقريبا (+20%) ويدور حول نجمه في غضون 37 يوما. ويحصل على 86% من الطاقة التي توفرها الشمس والأرض.
ويبقى الآن معرفة ما يتشكل منه الكوكب. وقد وضع الباحثون نماذج استنادا إلى حجم النجم ونوعه لتوقع ما يتكون منه الغلاف الجوي ودرجات الحرارة على السطح.
وأوضحت "ناسا" أن إحدى عمليات المحاكاة أظهرت كوكبا تغطيه محيطات مع "غلاف جوي كثيف يهيمن عليه ثاني أكسيد الكربون شبيه بما كان عليه المريخ عندما كان فتيا بحسب افتراضات العلماء".
وتوقعت محاكاة أخرى أن يكون نسخة عن الأرض من دون محيطات تهب الرياح فيها من الجانب الخفي إلى الجانب المضاء. وسيعكف الكثير من علماء الفلك الآن على مراقبة الكوكب بواسطة أدوات أخرى للحصول على بيانات جديدة.