اليوم الاثنين 17 مارس 2025م
لماذا ماتت راشيل؟.. قصة الجرافة التي سحقت جسداً أمريكياً لتدفن معه ضمير العالمالكوفية يديعوت أحرونوت: وفد المفاوضات الإسرائيلي يصل القاهرة وسط تعثر اتفاق وقف النار في غزةالكوفية مراسلنا: مروحية "أباتشي" لجيش الاحتلال تقصف منزلا متنقلا في وسط بلدة يارون جنوب لبنانالكوفية نتنياهو يقيل رئيس الشاباك رونين بار من منصبهالكوفية المبعوث الأمريكي: فرص حماس تتلاشى وأنصحهم أن يشاهدوا ما الذي فعلناه للحوثيين في اليمنالكوفية مكتب رئيس وزراء الاحتلال: نتنياهو يتجه لإقالة رئيس جهاز الأمن الداخلي «الشاباك»الكوفية الحوثيون يعلنون استهداف حاملة طائرات أمريكية بالبحر الأحمرالكوفية الاحتلال يصدر أوامر اعتقال إداري بحق 25 أسيراالكوفية أكسيوس: مسؤولون مصريون سيتوجهون إلى واشنطن خلال الأيام القادمة لبحث اتفاق غزةالكوفية 3 إصابات ومعتقل بمواجهات بيت فوريك شرق نابلسالكوفية وزير الخارجية الأمريكي: لم يكن بوسع الحوثيين مهاجمة السفن دون دعم إيرانالكوفية هيئة البث الإسرائيلية: آيزنكوت ونواب بالكنيست وأعضاء بلجنة الخارجية والأمن يدعون لاجتماع طارئ مع نتنياهوالكوفية إذاعة جيش الاحتلال: إطلاق نار على سيارة في بلدة أفيفيم قرب الحدود مع لبنان دون إصاباتالكوفية وزير الدفاع الأمريكي: الضربات على الحوثيين ستستمر لحين وقف إطلاق النار على السفن والأصول البحريةالكوفية وزير الدفاع الأمريكي: لا يهمنا ما يحدث بشأن «الحرب الأهلية اليمنية» وإنما وقف استهداف «ممر مائي حيوي»الكوفية مدير عام الطب الشرعي: الاحتلال طمس أدلة تثبت ارتكابه جرائم حرب بغزةالكوفية جيش الاحتلال يجبر مئات الأسر على النزوح من مخيمي نور شمس وطولكرمالكوفية البيت الأبيض: الولايات المتحدة قتلت "عددا من القادة الحوثيين الرئيسيين" في ضربات جويةالكوفية كارثة إنسانية في غزة.. الغذاء مقطوع منذ 2 مارسالكوفية وليد جنبلاط: نحذر من استخدام بعض الدروز «إسفينا» لتقسيم سورياالكوفية

طولكرم والأغوار: صمود في وجه التحديات

16:16 - 15 مارس - 2025
رامي مهداوي
الكوفية:

الأسبوع الماضي، زرت محافظتي طولكرم وأيضاً أريحا والأغوار، لم يكن المشهد أقل من صورة مكثفة لتحديات الواقع الفلسطيني تحت الاحتلال. طولكرم، المدينة الحدودية التي تعيش على خط التماس مع المستوطنات الإسرائيلية، تواجه يوميا قيودا خانقة تفرضها الحواجز العسكرية والجدار الفاصل. أما الأغوار، فتعكس نموذجا صارخا لسياسات الضم والتهجير، حيث تُصادر الأراضي ويُحاصر السكان في محاولة لاقتلاعهم من جذورهم.
 عند مدخل المدينة، بدا واضحا حجم التوسع الاستيطاني في محيطها، حيث زادت أعداد المستوطنين خلال السنوات الأخيرة، ما عمَّق الخناق على الفلسطينيين. الحواجز العسكرية التي تفصل المدينة عن محيطها ليست مجرد نقاط تفتيش عابرة، بل أدوات ممنهجة لعرقلة الحركة الاقتصادية والاجتماعية. كان واضحا من خلال لقاءاتي مع الأهالي كيف تؤثر هذه القيود على حياتهم اليومية؛ طلاب جامعيون يضطرون لعبور عدة حواجز للوصول إلى جامعاتهم، ومزارعون يكافحون للوصول إلى أراضيهم التي تحيطها المستوطنات والأسلاك الشائكة.
في أحد اللقاءات، تحدث أحد التجار عن التأثير السلبي للحواجز على التجارة المحلية، حيث تستغرق الشاحنات المحملة بالبضائع ساعات طويلة لعبور مسافات قصيرة، ما يؤدي إلى خسائر مالية كبيرة. وفي المستشفيات، يروي الأطباء قصصا عن حالات طبية تتدهور بسبب التأخير عند الحواجز، ما يجعل من الرعاية الصحية تحديا يوميا.
أما الأغوار، التي تُعدّ واحدة من أكثر المناطق استهدافا من قبل الاحتلال بسبب موقعها الاستراتيجي وخصوبتها الزراعية فالطريق إلى هناك كشف عن سلسلة من البؤر الاستيطانية الجديدة التي تُقام على أراضٍ فلسطينية مصادرة، وهو ما يترافق مع عمليات هدم مستمرة لمنازل الفلسطينيين بحجة عدم الترخيص.
التقيت عددا من المزارعين في المنطقة الذين تحدثوا عن صعوبة الوصول إلى مصادر المياه، حيث يُمنع الفلسطينيون من حفر الآبار أو استخدام الموارد الطبيعية بحرية، بينما تُوفَّر المياه بكثافة للمستوطنات القريبة. في إحدى القرى، شاهدت آثار هدم حديثة لعدة مساكن زراعية، حيث تقف العائلات أمام أنقاض بيوتها في مشهد يعكس أقسى معاني التهجير القسري.
واحدة من أكثر اللحظات تأثيرا خلال الزيارة كان لقائي مع أحد كبار السن الذين رفضوا مغادرة أرضهم رغم الضغوط. قال لي بحزم: «هذه أرضنا، هنا وُلدنا وهنا سنبقى، حتى لو هدموا بيوتنا ألف مرة.» كلماته تعكس روح الصمود الفلسطيني التي لا تنكسر رغم القمع والتنكيل.
وفي لغة الأرقام وبحسب التقرير السنوي لهيئة الجدار والاستيطان، تحتوي الضفة الغربية على: 898 حاجزا وبوابة تعيق حركة الفلسطينيين، 180 مستوطنة قائمة، 256    بؤرة استيطانية جديدة، 770 ألف مستوطن، أغلبهم يحملون أسلحة ويتجولون بها علنا، 94 موقعا عسكريا للاحتلال الإسرائيلي على أراضي الضفة الغربية.
بات من الواضح أن سياسة الاستيطان ليست مجرد توسيع للمستوطنات، بل هي عملية إحلالية تستهدف تفريغ الأرض من سكانها الأصليين. إن استمرار هذا الوضع سيؤدي إلى مزيد من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، خصوصا في ظل غياب أي تدخل دولي فعّال لكبح هذه السياسات.
لكن رغم كل هذه التحديات، فإن الفلسطينيين في طولكرم والأغوار كما باقي المدن والقرى والمخيمات يواصلون التشبث بأرضهم، مؤمنين بحقهم في البقاء والوجود. من خلال تعزيز الدعم للمزارعين، وتوثيق انتهاكات الاحتلال، والعمل على فضح هذه السياسات في المحافل الدولية، يمكن تعزيز صمود الفلسطينيين في مواجهة المخططات التهويدية.
ما رأيته في طولكرم والأغوار كان شهادة حيّة على معركة البقاء التي يخوضها الفلسطينيون يوميا، معركة تتطلب دعما وتضامنا أكبر من الجميع. فالقضية ليست فقط قضية احتلال، بل قضية إنسانية تتعلق بحق شعب في العيش بحرية وكرامة على أرضه.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق