- مصابون جراء قصف الاحتلال منزلا لعائلة نصار في مخيم 2 بالنصيرات وسط القطاع
القدس المحتلة - أكد ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أن المجتمع الدولي يواجه اختبارًا أخلاقيًا وإنسانيًا غير مسبوق إزاء الكارثة الإنسانية التي تعصف بقطاع غزة، حيث تستهدف دولة الاحتلال الاسرائيلي أطفالنا في غزة بشكل مُنظّم. وأضاف أن معاناة أطفالنا في القطاع جراء حرب الإبادة الإسرائيلية، تكشف عن سقوط أخلاقي عميق يمتد عبر الحدود والمؤسسات الدولية، مشددًا على أن تدمير حياة أطفالنا ومستقبلهم وصمت المجتمع الدولي يرقى إلى مستوى التواطؤ مع هذه الجريمة.
وقال دلياني: "وفق تقارير الأمم المتحدة، استشهد أكثر من 46,000 فلسطيني وفلسطينية على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة خلال الخمسة عشر شهرًا الماضية، حيث شكل النساء والأطفال نحو 70% من الضحايا، في دليل واضح على استهداف نسيج المجتمع الفلسطيني ومستقبله". وأشار إلى أن "تقارير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أكدت أن أكثر من 1.1 مليون طفل وطفلة في غزة بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية، في وقت تمنع فيه دولة الاحتلال وصول هذه المساعدات ضمن سياسات تنبع من نيّة واضحة للإبادة الجماعية". وتابع: "هذه الأرقام هي دليل دامغ على محاولة متعمدة لطمس حياة ومستقبل شعب بأكمله، ضمن وحشية إسرائيلية تهدف إلى تدمير الهوية الوطنية والإرث الفلسطيني".
وأشار دلياني إلى أن حجم الدمار في غزة شامل، موضحًا أن "مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أكد أن معظم المرافق الطبية في القطاع باتت غير قادرة على العمل بسبب القصف والحصار الإسرائيلي، في حين حذرت منظمة الصحة العالمية من كارثة إنسانية تتمثل في انعدام المياه النظيفة والأدوية الضرورية والرعاية الطبية الطارئة".
وفيما يخص التعليم، أكد دلياني أن تدمير البنية التحتية التعليمية في غزة لا يقل كارثية، إذ أفادت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بأن مئات المدارس تم تدميرها، مما يحرم أطفالنا من حقهم الأساسي في التعليم. ولفت إلى أن الدراسات المستقلة تظهر أن 90% من أطفالنا في غزة يعانون من صدمات نفسية حادة واضطرابات القلق واضطرابات ما بعد الصدمة. وقال: "ما يحدث ليس مجرد تدمير لمبانٍ، بل هو محاولة لاغتيال اجيال بأكملها".
وأضاف دلياني: "أطفالنا في غزة هم أقوى دليل على الفشل الأخلاقي للبشرية في مواجهة جرائم الإبادة الجماعية الإسرائيلية. معاناتهم تعكس تقاعس العالم، وكل لحظة صمت تُعمّق الفراغ الأخلاقي. القضية ليست ما إذا كان العالم على علم بما يجري، بل ما إذا كان سيتحرك لمواجهة دولة الاحتلال أو يستمر في التواطؤ مع جرائمها".
وختم دلياني بالدعوة قائلاً: "أطفالنا في غزة هم تجسيد للروح الوطنية الفلسطينية التي لا تُقهَر، وهي روح تطالب بالعدالة لا بالصَّدَقة، وبالتضامن لا بالشَفَقة. إذا كان للعالم أي ادعاء بالإنسانية، فعليه أن يتحرك بشكل حاسم لحماية مبادئ العدالة والكرامة وقدسية الحياة في فلسطين".