في وقت تشهد فيه غزة تصعيدًا إسرائيلياً مستمرًا، كشفت مصادر مطلعة على مفاوضات وقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى في الدوحة أن المحادثات وصلت إلى مرحلة متقدمة، وأن ما تبقى هو الموافقة السياسية من الجانب الإسرائيلي.
وقال المصدر في تصريحات له إن "المفاوضات حققت تقدماً ملحوظاً في الاتفاق على المبادئ العامة لشروط الفصائل الفلسطينية في غزة، ويجري حالياً التفاوض حول التفاصيل الدقيقة، خاصة فيما يتعلق بملف الأسرى".
وأوضح أن "القضايا التفصيلية التي يتم التركيز عليها حالياً تشمل مرحلة تبادل الأسرى والمحتجزين، عودة النازحين، الانسحاب الإسرائيلي، إدخال المساعدات، والجدول الزمني لتنفيذ هذه البنود".
أضاف المصدر أن "المرحلة الأولى من الاتفاق المقترح تمتد 42 يومًا، وتركز على إتمام صفقة تبادل المحتجزين، تشمل الأحياء والجثامين مقابل عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين".
ومن بين 33 أسيرًا إسرائيليًّا سيتم الإفراج عنهم في هذه المرحلة، سيتم إطلاق سراح 11 جنديًّا عسكريًّا كانت حركة حماس ترفض إدراج أسمائهم ضمن الصفقة سابقًا.
ومع تقدم المفاوضات، لا تزال بعض القضايا العالقة تشكل عقبة أمام التوصل إلى اتفاق نهائي. أبرزها "عدم حسم جزئية المنطقة العازلة، وتوقيت الانسحاب الإسرائيلي من بعض المناطق، والتوقيت الخاص بالانسحاب من محور فيلادلفيا".
من ناحية أخرى، أكد مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، في تصريحات له أن "الولايات المتحدة قريبة جدًا من التوصل إلى اتفاق في غزة"، مشيرًا إلى أن مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط يتواجد في الدوحة لمتابعة المفاوضات. وأضاف أن "من المحتمل أن نتوصل إلى اتفاق قبل تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترمب في 20 يناير/ كانون الثاني".
وفي سياق متصل، أفاد موقع أكسيوس بأن "اتصالاً قريباً يجمع الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمناقشة صفقة المحتجزين ووقف إطلاق النار".
وتترقب غزة نتائج هذه المحادثات التي قد تساهم في إنهاء احرب الشعواء. ورغم أن هناك تقدماً ملحوظاً، فإن التفاصيل الدقيقة لا تزال محل نقاش بين الأطراف المعنية، مما يجعل فرص التوصل إلى اتفاق نهائي مرهون بالتنازلات السياسية من جميع الأطراف.