غزة - حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، من أن الفلسطينيين في غزة باتوا يعتمدون حصرا على المساعدات الإنسانية "في ظل التقويض المستمر لقدرة الأمم المتحدة على الوفاء بتفويضها".
ونقلت الوكالة في منشور على "إكس"، شكوى نازحة مسنّة فلسطينية من تعذّر حصولها على الأدوية بعد نفادها لدى الوكالة بسبب تضييق الاحتلال الإسرائيلي على إنجازها لمهامها في القطاع.
ونقلت الأونروا عن جميلة، 80 عاما، قولها: "قطعت مسافات طويلة، ومررت بحشود كبيرة من الناس فقط للوصول إلى العيادة هنا في خان يونس للحصول على أدويتي. أعاني من أمراض مزمنة، ومع ذلك لا أجد أي دواء متوفر".
وأضافت جميلة: "كنت أعتمد بالكامل على الأونروا لتوفير الرعاية الصحية والتعليم لي ولأبنائي ولأحفادي. واليوم أواجه واقعًا مخيفًا، من سيقف بجانبنا إذا لم تكن الأونروا موجودة؟".
وعلّقت الوكالة في المنشور ذاته: "في غزة التي مزقتها الحرب، تُرك المدنيون مثل جميلة ليعتمدوا حصريًا على المساعدات الإنسانية. يتم تقويض قدرة الأمم المتحدة على الوفاء بتفويضها بشكل مستمر”. وشددت على أنه “يجب وقف إطلاق النار الآن".
وكان المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" فيليب لازاريني، حذر من أن تنفيذ تشريعات الكنيست الإسرائيلي القاضية بحظر الوكالة الأممية ستكون له عواقب كارثية.
وقال إن تفكيك الأونروا سيؤدي إلى انهيار الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة في غزة، والتي تعتمد بشكل كبير على البنية الأساسية للوكالة.
وفي 4 نوفمبر/تشرين الثاني، أبلغت "إسرائيل" الأمم المتحدة بإلغاء اتفاقية عام 1967 الخاصة بعمل الأونروا، مما يعني حظر أنشطتها في حال بدء سريان القرار في أواخر يناير/كانون الثاني المقبل.
وجاء القرار الإسرائيلي على خلفية ادعاءات كاذبة وجهتها حكومة الاحتلال إلى الوكالة الأممية تتهم فيها العشرات من موظفي الأونروا في قطاع غزة بضلوعهم في عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في أكتوبر 2023.
ولم تتمكن سلسلة من التحقيقات من العثور على أي دليل يؤكد المزاعم الإسرائيلية بحق الأونروا، والتي تكبدت خسائر فادحة واستشهد ما لا يقل عن 223 شخصاً من موظفيها في غزة وتضرر أو دُمر ثلثا مرافقها في القطاع منذ اندلاع الحرب.
وبدعم أميركي يشن الاحتلال منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة على غزة، خلفت أكثر من 149 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.