- الطواقم الطبية تتمكن من انتشال 4 شهداء من منطقة مصبح شمال رفح جنوب القطاع
أكد ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أن دولة الاحتلال، وعلى مدار عقود، قامت بصياغة أجهزتها المؤسسية بهدف محو الهوية الفلسطينية وتجريد شعبنا الفلسطيني من إنسانيته، مما أتاح المجال لارتكاب جرائم الإبادة الجماعية في غزة وسياسات التطهير العرقي في باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأوضح دلياني أن التعليم في دولة الاحتلال يمثل أحد أبرز الأدوات الاستعمارية التي تسهم في هذه الجرائم، حيث صُممت المؤسسات التعليمية الإسرائيلية لتكون مصانع تُنتج أجيالاً من المجندين المتعطشين للدماء، والمهيئين لارتكاب حروب إبادة بحق شعبنا.
وأضاف دلياني أن نظام التعليم الإسرائيلي لا يسعى إلى التثقيف أو التنوير كما يروج له، بل يعمل على تحضير جنود منعدمي الضمير والإنسانية، مشيراً إلى أن هذا النظام يبدأ من رياض الأطفال ويمتد حتى نهاية المرحلة الثانوية والجامعية، حيث يُزرع الحقد والكراهية في نفوس الطلاب تجاه شعبنا، ويتم تصويرنا كأعداء يجب القضاء عليهم، ما يؤدي إلى خلق أجيال مُبرمجة على تنفيذ سياسات التطهير العرقي والفصل العنصري والاحتلال العسكري.
وأشار دلياني إلى أن النتائج الكارثية لهذه التعبئة الفكرية اللاإنسانية تظهر في التكتيكات الإبادية التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين من ابناء شعبنا، وهي جرائم حرب تغذيها مناهج دراسية مصممة لترسيخ العنصرية والصهيونية المتطرفة.
وأكد دلياني أن الكتب المدرسية الإسرائيلية تعمل على محو التاريخ الفلسطيني وتُنكر وجودما كشعب صاحب ثقافة وحضارة وتاريخ، وتصورنا ككائنات غير بشرية ضمن إطار المشروع الصهيوني الإبادي. وفي هذا السياق، وثّقت الباحثة الإسرائيلية في مجال التعليم، د. نوريت بيليد إلحانان، كيف أن المناهج الدراسية الإسرائيلية تتجاهل تماماً الثقافة الفلسطينية، وتصورنا كخطر دائم يُهدد وجود الإسرائيليين.
وأشار دلياني إلى أن الحالات النادرة التي يُذكر فيها شعبنا في المناهج الإسرائيلية تأتي من منظور الإقصاء، حيث يتم إطلاق مصطلح "غير اليهود" علينا، مما يعزز الإقصاء المتعمد لأصحاب الأرض من وطننا الذي يدعي الصهاينة زوراً ملكيته.
واختتم دلياني بتوجيه رسالة إلى المجتمع الدولي لمحاسبة دولة الاحتلال على سياستها التعليمية المبنية على الكراهية والإبادة، مطالباً بتسليط الضوء على ازدواجية المعايير الغربية التي تركز على محتوى المناهج الفلسطينية، في حين تتجاهل العنصرية الصارخة والإرهاب المنهجي المتجسد في المناهج الإسرائيلية.