متابعات: قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم الخميس، إن "المدنيين في قطاع غزة عالقون في حلقة مغلقة من النزوح والقتل المستمرين"، مشيرة إلى أنه مع "صدور أوامر الإخلاء في محافظة شمال غزة وتحديدا في جباليا ازدادت المعاناة الإنسانية للمدنيين".
وأوضح المتحدث باسم "الصليب الأحمر" هشام مهنا أن ذلك يأتي مع انعدام المقومات الأساسية للعيش، وأن الوضع الإنساني ما يفتأ في التدهور باستمرار.
وأرجع مهنا ذلك في تصريحات صحفية، إلى عوامل عدة أولها "غياب التدابير الأمنية اللازمة للفرق الإنسانية والطبية العاملة من أجل الوصول لمن هم في أمس الحاجة إليها".
وأضاف أن من العوامل "محدودية الدعم الإنساني الذي يدخل إلى قطاع غزة أيضا مع غياب التدابير الأمنية اللازمة من أجل إيصال هذا الدعم الإنساني لكل من يستحقه ومن هم في أمس الحاجة إليه أينما كانوا سواء في شمال القطاع أم في جنوبه".
ونبه إلى "استمرار صدور أوامر الإخلاء التي تفاقم المعاناة والأزمة الإنسانية للمدنيين خاصة النازحين منهم".
وقال مهنا: "كما نشهد منذ أكثر من 10 أيام بعد صدور أوامر الإخلاء في محافظة شمال غزة وتحديدا في جباليا ازدادت المعاناة الإنسانية للمدنيين حيث لا ملاذ آمنا لهم ولا مكان آمنا في مختلف أنحاء قطاع غزة".
وتابع بأن هؤلاء المدنيين لا يزالون يعيشون حالة من الخوف والارتباك والرهبة وفقدوا كثيرا من أعزائهم.
وأشار إلى أن اللجنة الدولية تلقت العديد من المكالمات الهاتفية ونداءات الاستغاثة من المدنيين في شمال القطاع عبر خطوطها المباشرة.
وبين أن بعثة اللجنة لم تشهد مثل هذه "الحرب الضروس" وهذا الكم من الاحتياجات الإنسانية والوضع الإنساني المتدهور منذ العام 1967.
وطالب المتحدث باسم "الصليب الأحمر" بالتزام واحترام مبادىء القانون الدولي الإنساني التي تنادي بتوفير الحماية المطلقة والفورية للمدنيين بمن فيهم الفرق الطبية والعاملة في المجال الإنساني.
وأكد ضرورة إتاحة المجال للوصول الكامل والآمن للدعم الإنساني بكل أشكاله بما فيها المستلزمات الطبية والأدوية والغذاء والوقود اللازم لتشغيل المستشفيات وغيرها بشكل فوري وآمن يضمن للفاعلين الإنسانيين إيصال هذا الدعم الإنساني لمختلف أنحاء القطاع لتحقيق الاستجابة الإنسانية الملموسة على أرض الواقع.
وشدد مهنا على ضرورة توفير الحماية للعاملين في مجال الرعاية الصحية، مشيرا إلى أن المستشفيات والمرافق الصحية تتمتع بحماية خاصة في مظلة القانون الدولي الإنساني ولابد من احترامها ومراعتها وإتاحة المجال للفرق الطبية بممارسة عملها المنقذ للحياة بحرية وأمان.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 استشهد 42,409 غزيا وأصيب 99,153 آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء، وفق معطيات وزارة الصحة، مع استمرار الحرب التي تؤكد التقارير الأممية والقانونية أنها تتخذ طابع الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في القطاع.
وعمد جيش الاحتلال إلى تدمير أحياء بمخيم جباليا للاجئين شمال القطاع منذ 12 يوما في حين يتوغل ليلا فيه ويزرع براميل متفجرة بين المنازل، فيما يقول مراقبون إنه يأتي ضمن ما تسمى "خطة الجنرالات" الرامية إلى تهجير الغزيين المتشبثين بأرضهم.