اليوم الخميس 21 نوفمبر 2024م
عاجل
  • غانتس: قرار محكمة لاهاي عمى أخلاقي وعار تاريخي لن ينسى أبدا
غانتس: قرار محكمة لاهاي عمى أخلاقي وعار تاريخي لن ينسى أبداالكوفية تطورات اليوم الـ 412 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية المحكمة الجنائية الدولية: الجرائم المنسوبة لنتنياهو وغالانت تشمل استخدام الجوع سلاحاالكوفية المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانتالكوفية دعوة إسرائيلية للعصيان لإجبار الحكومة على تنفيذ صفقة تبادلالكوفية مقتل مستوطن بهجوم لحزب الله على نهارياالكوفية مراسلنا: 4 شهداء باستهداف مجموعة مواطنين في منطقة قاع القرين جنوب شرق مدينة خان يونسالكوفية الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق بنيامين نتنياهو وغالانتالكوفية مستوطنون يحطمون مركبة في بلدة ياسوف شرقي سلفيتالكوفية القناة 12 الإسرائيلية: مقتل شخص إثر سقوط شظايا صاروخية في نهاريا شمالي إسرائيلالكوفية الجبهة الداخلية الإسرائيلية: إطلاق صفارات الإنذار في نهارياالكوفية قمة الوداد والرجاء المغربية «بدون جماهير» لأسباب تنظيميةالكوفية «إن بي إيه»: كافاليرز وووريرز يستعيدان التوازنالكوفية اعتقال رجل في فلوريدا بتهمة محاولة تفجير بورصة نيويوركالكوفية زيلينسكي: لا يمكن استعادة القرم إلا بالدبلوماسيةالكوفية عبد الله بن زايد وأنتوني بلينكن يبحثان القضايا الإقليميةالكوفية قائد الجيش اللبناني: وحداتنا منتشرة في الجنوب ولن تتركهالكوفية مراسلنا: شهيد في قصف مدفعي إسرائيلي على حي الشعف شرق مدينة غزةالكوفية حركة "أصبع" أمريكية تهين "الرسميات العربية"الكوفية تفاؤل في غير محلّهالكوفية

شهداء وليسوا أرقاما.. محمد شحادة أصغر عامل إغاثة إنسانية في غزة

02:02 - 04 أكتوبر - 2024
الكوفية:

خاص – كتب مروان جودة

بخطوات يشوبها الحذر والخوف خرج من منزله في ساعة متأخرة من الليل والظلام الدامس يسود المنطقة، وفي يده الصغيرتين أكياسا من الطحين والمعلبات والدواء، لم يبالي لأصوات الطائرات الحربية التي تحلق في علو منخفض فوقه ولا لانفجارات ناجمة عن نسف مباني وقصف مدفعي عنيف، لم يضع في ذهنه غير هدف واحد وهو إيصال المساعدات الإنسانية لمستحقيها من النازحين والمحتاجين في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ليصبح أصغر عامل إغاثة إنسانية في غزة.

هو الشهيد محمد إبراهيم شحادة، الطفل الذي لم يتجاوز الـ 16 عاما والملقب بين أفراد عائلته بـ "ولي العهد" كونه رزق به والديه بعد أربع بنات سبقهم أخيه الأكبر الذي سافر منذ سنوات، ليصبح محمد السند والذراع الأيمن لوالده.

استقبل النازحين والأسر المحتاجة الطفل محمد شحادة بالدعاء له أثناء توزيعه المساعدات الإنسانية التي وفرها له والديه من جهد ذاتي، ليعود محمد بعد الانتهاء من عمله وقد علت ملامح وجهه السعادة وشعورا بالانتصار على آلة الحرب التي لم يتوقف ضجيجها لحظة منذ خروجه من المنزل.

محمد كان يقوم بشحن جوالات المواطنين بسبب وجود طاقة شمسية في منزل عائلته، وعندما استشهد رفض نازح كان يرتاد المنزل يوميًا ليشحن جواله وبطاريته، أن يعود إليه مجددا وظل يذكر سيرة الشهيد العطرة لكل من يصادفه.

فالشهيد الخلوق والمحبوب من الجميع، كان خجول جدًا وطيب القلب، بريء أمام حرب الإبادة المسعورة، يدخل القلوب بسرعة كبيرة، طويل القامة، جميل الوجه والمبسم، كل من يراه يقول إنه زينة الشباب وحارته، يتحدث بأدب ولباقة وخجل مع الجميع، لا يكره أحد ولا يصنع عداوة مع أحد، كل أحلامه كانت تتمحور حول اللعب وإنهاء الدراسة والعمل وبناء غرفته الخاصة ليلعب بها هو وأصدقائه.

صباح يوم الاثنين، الخامس عشر من أبريل 2024، مسيرة إسرائيلية من نوع كواد كابتر قامت بإلقاء قنبلة أمام منزل محمد في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، كان محمد يجلس داخل المنزل في دكان صغير يشحن به الجوالات، تحول المكان إلى غبار ودم، دخلت شظايا القنبلة إلى دماغ محمد وجسده الضعيف، وجدوه غارقًا في دمائه ينزف بقوة حتى تصفى واحتاج لوحدات دم.

حمله والده دون أن تقوى يديه على الحمل أو فهم ما يحدث، ابنه السند أصبح يحمله بين يديه غارقًا في الدماء دون أي إحساس بالحياة، رقد في العناية المركزة ثلاث ليالٍ ثم ارتقى شهيدًا متأثرًا بإصابته الخطيرة.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق