الكوفية:هل تجاوز حزب الله اللبناني قواعد الاشتباك المعمول بها بين طرفي الصدام بدون اتفاق بين المستعمرة والحزب، دفعت قادة المستعمرة وأجهزتها خاصة الموساد لينفذ فعلته في تفجير أجهزة الاتصال المستعملة لدى حزب الله، و بذلك تخسر المستعمرة أهم مورد من المعلومات، كانت توفره لها هذه الأجهزة، عبر التنصت الإسرائيلي عليها، ومراقبة تحركات قادة المقاومة اللبنانية، ومعرفة خططهم، ومتابعة اجتماعاتهم، حتى مع السفير الإيراني الذي أُصيب مع اللبنانيين، كونه يملك جهاز الاتصال المماثل المقدم له من حزب الله.
فقدت الموساد أهم مورد من المعلومات الاستخبارية كانت توفره لها أجهزة الاتصال المراقبة من قبلهم وقاموا بتفجيرها، ويُقال قاموا بالعمل قبل اكتشافه من قبل جهاز أمن حزب الله، الذي شك بالأجهزة فأجهزت الموساد عليها بتفجيرها قبل أن ينكشف أحدها، أو أنهم فجروها لتحقق مكسبا تكتيكيا قبل أن تستفحل المواجهات، بعبور لبناني إلى شمال فلسطين كما كان يخطط لها الشهيد إبراهيم عقيل، أو بعبور إسرائيلي إلى لبنان كما يهدد جيش المستعمرة وقادتها.
سجلت المستعمرة مكسباً سياسياً وعملاتياً وميدانياً على حزب الله، الذي يحتاج إلى وقت حتى يستعيد وعيه ويقظته من الضربة القوية القاسية، مع أنها غير مميتة، ويحتاج الحزب لتعويض خسائره البشرية واللوجستية ومواصلة طريقه، خاصة بعد أن أعطى الرد أمين عام الحزب حسن نصر الله، أنه لن يتراجع عن مواصلة تعهده وانحيازه ودعمه للفلسطينيين حتى تتوقف حملة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والهجوم الهمجي على قطاع غزة.
المستعمرة بعمليتها الاستخبارية «الفظيعة» سجلت انتصاراً لها، وهذا ما هو متوقع منها «كمتفوقة» مدعومة أميركياً وأوروبياً، بينما لا تجد فصائل المقاومة العربية بما فيها الفلسطينية من يشد أزرها ويدعمها باستثناء إيران التي تخوض صراعاً باتجاهين : أولاً لتحمي نفسها بالإجراءات الهجومية من خلال الفصائل العربية، التي حققت نفوذاً ونجاحاً وتقدماً في العراق واليمن ولبنان، وثانيهما حتى تكون طرفا إقليميا يُحسب لها الحساب فتجني ثمار قوتها وتفوقها بعد أن تحصل على القنبلة النووية.
هل تجاوز حزب الله قواعد الاشتباك؟؟ لا أعتقد ذلك باستثناء خياره في استمرار دعم المقاومة الفلسطينية عبر فتح معركة شمال فلسطين بهدف إشغال جيش المستعمرة واستنزافه طوال الأشهر الماضية، وخلاصته أن المستعمرة لم تتحمل استمرارية الصدام مهما كان بطيئاً ومحدوداً وفتح معركة متعددة الألوان والأجناس والجغرافيا في فلسطين و لبنان واليمن والعراق و سوريا، فبادرت لهجومها المفاجئ على حزب الله، بعد أن تيقن لها عدم قدرتها على حسم المعركة في فلسطين، في قطاع غزة ضد المقاومة الفلسطينية، وبذلك تمتد المواجهة ليكون لبنان شريكا مع فلسطين، وهذا تطور مفتوح على كل الاحتمالات.