رام الله: أوصى المنتدى الإعلامي الدولي الافتراضي "الإعلام والحق الفلسطيني: خطوات عملية للبناء على مبادرات الاعتراف بفلسطين" الذي عقد اليوم الأحد، افتراضيا عبر تطبيق "زوم"، بإنشاء منصة إعلامية لرصد وتوثيق الحراك الدولي والشعبي فيما يتعلق بالالتزام بالقرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، ونشر تقارير دولية موثقة حول ذلك.
كما أوصى بتكثيف النشر الإعلامي حول المبادرات والاعلانات التي تصدر عن مختلف الدول حول العالم بشأن الاعتراف بفلسطين، وإطلاق مدونة الكترونية للمصطلحات الإعلامية المتداولة حول كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، تحدد المصطلحات المضللة الشائع استخدامها في السرديات الإعلامية نحو القضية الفلسطينية، وما يقابلها من مصطلحات دقيقة تستند على مرجعيات دولية وسيتولى الفريق المسؤول عنها مخاطبة الجهات التي تنتهك حقوق الشعب الفلسطيني.
وأعلن المنتدى عن مبادرة "اعلاميون من أجل السلام" تضم متخصصين ونشطاء من حول العالم لبناء استراتيجية إعلامية شاملة تتضمن فعاليات وانشطة تعزز مسار السلام والحل العادل والشامل.
ودعا إلى عقد منتدى اعلامي دولي في أحد العواصم العالمية لمناقشة الخطوات العملية لدعم القضية الفلسطينية إعلاميا وتنسيق التحرك المشترك في هذا الشأن.
وقرر المنتدى الإعلامي الافتراضي، إطلاق فرع خاص بجائزة اتحاد وكالات انباء دول منظمة التعاون الإسلامي التي تم الإعلان عنها في نوفمبر الماضي لتكريم أفضل الأعمال الصحفية التي تدعم القضية الفلسطينية، وتسهم في نشر الوعي الصحيح بشأنها واسناد الجهود الدولية الرامية إلى حلها.
ودعا إلى تعزيز التعاون والتنسيق بين الأذرع الإعلامية للمنظمات الدولية المعنية بالقضية مثل منظمة الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي ورابطة العمل الإسلامي وتنظيم البرامج والأنشطة المصممة لهذا الغرض.
كما دعا إلى تكثيف التبادل الإخباري مع وسائل الإعلام الفلسطيني والاعتماد عليها في نقل الاخبار لدعم حضور السردية الفلسطينية في الإعلام الدولي، وإيجاد نوع من التوازن مع السرديات المتحيزة التي تحاول تغييب الصوت الفلسطيني.
وأوصى المنتدى بتكثيف الرصد الإعلامي للتصريحات المسيئة للشعب الفلسطيني وانسانيته والتي تصدر من بعض المسؤولين الإسرائيليين وأحزاب اليمين المتطرف في إسرائيل، وإظهار ما تمثله هذه التصريحات من انتهاك لمواثيق حقوق الانسان ولعرقلة المساعي الرامية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي حلا عادلا ودائما.
ودعا إلى إعداد برامج تدريبية وورش عمل لتأهيل الصحفيين الدوليين وتثقيفهم في تاريخ القضية الفلسطينية ومراحلها وأحكام قرارات القانون الدولي المتعلقة بها.
وفي ختام توصياته، دعا المنتدى الإعلامي إلى تكثيف النشر الإعلامي حول الجهود الدولية لإنهاء الحرب في غزة والدفع نحو إقامة الدولة الفلسطينية واطلاع الرأي العام العالمي على حقيقة الأوضاع في فلسطين، ولا سيما التحركات المكثفة المكلفة من قبل القمة العربية والإسلامية المشتركة برئاسة المملكة العربية السعودية وعضوية عدد من الدول العربية والإسلامية.
قال المشرف العام على الإعلام الرسمي الوزير أحمد عساف، إن الرواية الفلسطينية انتصرت على رواية الاحتلال الإسرائيلي، وإن ما يحصل من تظاهرات على مستوى العالم، والاعترافات الدولية المتتالية بدولة فلسطين، وتصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرارات لصالح فلسطين، دليل واضح على تبني العالم لروايتنا.
وأضاف الوزير عساف في كلمته أمام المنتدى الإعلامي "الإعلام والحق الفلسطيني"، الذي نظمه اتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي "يونا"، بالتعاون مع الأمانة المساعدة للاتصال المؤسسي في رابطة العالم الإسلامي، بعنوان: "خطوات عملية للبناء على مبادرات الاعتراف بدولة فلسطين"، أن هذا الانتصار كان له ثمن باهظ، حيث استشهد نحو 150 صحفيا فلسطينيا أثناء قيامهم بواجبهم في فضح انتهاكات وجرائم الاحتلال الإسرائيلي.
وشدد على أن تضحيات شعبنا الذي قدم أكثر من 37 ألف شهيد، والحراك السياسي الذي يقوده الرئيس محمود عباس، والدعم العربي والإسلامي والدولي، والجهود الجبارة التي يبذلها الإعلام الفلسطيني، أدت إلى وصول روايتنا ورسالتنا إلى العالم كله.
وأكد الوزير عساف خلال مشاركته في فعاليات المنتدى عبر تطبيق "زووم"، ان الإعلام بكل ادواته ووسائله له دور حاسم في عالم اليوم، وانه يستطيع ان يصنع الفارق فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فجوهر الصراع هو على الرواية، وهو صراع صعب ومعقد.
وأشار إلى أن المجتمع الدولي بدأ يتفهم أكثر فأكثر، الرواية الفلسطينية والعربية والإسلامية، وأن ما حصل ويحصل في محكمتي العدل والجنائية الدوليتين، وفي تصويت الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة، ما هو إلا دليل على أن الروية الصهيونية القائمة على تزوير التاريخ والواقع يمكن هزيمتها.
وقال: لقد أصبحت مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ومبدأ حل الدولتين مرتبطين في وعي الغالبية العظمى في المجتمع الدولي بأنها المؤشر لأي كفة تنحاز البشرية، كفة العقل والحكمة او كفة البربرية والتوحش، وان موجة الاعترافات الاخيرة بالدولة الفلسطينية، (إسبانيا وايرلندا والنرويج وسلوفينيا)، تدخل في هذا السياق وتمثل صحوة لرفض العالم للوحشية الإسرائيلية التي تمارس بشكل منفلت في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، فقد انتهى الزمن الذي يمكن ان تفلت إسرائيل من المحاسبة والعقاب، ولم يعد مقبولا ان تستمر سياسة الكيل بمكيالين.
وأشار الوزير عساف إلى أن ما يجري في فلسطين الان هو نكبة جديدة، فماذا يمكن أن نطلق على التدمير الشامل لقطاع غزة، وحرب الابادة الجماعية، التي اسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 37 ألف مواطن وإصابة نحو 85 ألفاً آخرين، وعلى إرهاب قوات الاحتلال والمستعمرين في الضفة، والحصار المالي والاقتصادي المتزامن مع ضغوط سياسية، سوى أن شعبنا الفلسطيني يعيش في نكبة متواصلة.
وشدد على أن وقف حرب الابادة الجماعية هو الامر الملح الان، وشرط ضروري لإبقاء الأمل بحل الدولتين، مشيرا إلى أن خطر التهجير القسري لا يزال ماثلا، وخطر تقويض ان تكون للشعب الفلسطيني دولته المستقلة لا يزال قائما، ما دامت سياسة الاستيطان والتهويد مستمرة بوتيرة متسارعة، وما دام تدمير مقدرات الشعب الفلسطيني يتواصل.
وقال عساف: لقد اثبت التاريخ الدموي للصراع، والانفجار الخطير الراهن في المنطقة والعالم، ان الدولة الفلسطينية المستقلة هي ضرورة، إذا ما أردنا أن يستتب الامن والاستقرار، وان يعم السلام وان تنتصر لغة الحوار والتعايش، مؤكدا أن الوصول إلى هذا الهدف لن يتم الا عبر احترام القانون الدولي وقرارات الشرعية، وأن المبادرة العربية هي خارطة الطريق الاكثر واقعية لإحلال السلام العادل والشامل.
وشدد على أن شعبنا الفلسطيني أسقط كل المقولات والافكار العنصرية المستمدة من زمن الاستعمار القديم، والتي تتنكر لوجوده وتحاول ان تلغيه وتدعي انه شعب زائد، وذلك بفعل صموده الاسطوري في مختلف مراحل كفاحه الوطني، مؤكدا أنه يستحق ان يكون حرا مستقلا على ارض وطنه، وان تكون له دولته الوطنية المستقلة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس.
وأعرب الوزير عساف عن شكره للعمل الدؤوب، الذي قامت به وكالات الانباء لدول منظمة التعاون الإسلامي، وكان لها أكبر الاثر في دعم ونصرة شعبنا الفلسطيني وفي مواجهة حرب الإبادة الإسرائيلية.
وثمن جهود كافة وسائل الإعلام العربية والإسلامية، التي لم تتوقف لحظة عن كشف جرائم جيش الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، مشيرا إلى أن ثمرة هذه الجهود بدأت تظهر للعيان من خلال التضامن الدولي الواسع مع شعبنا وقضيته العادلة، وبالاعتراف المتزايد بالدولة الفلسطينية.
وأعرب الوزير عساف عن شكره العميق لاتحاد وكالات انباء دولة منظمة التعاون الإسلامي "يونا"، على تنظيم هذه الندوة، التي تأتي في وقت عصيب تتأرجح فيه الفرص بين أن تنتصر البشرية لمنطق العدل والانصاف، ومنطق القيم الإنسانية والسلام، او تبقى أسيرة لمنطق القوة الغاشمة المتوحشة، وقانون الغاب الذي ترغب حكومة إسرائيل اليمينية الفاشية ان يسود.
بدوره، قال الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ محمد بن عبد الكريم العيسى، في كلمته: تشرفنا بمشاركة متميزة من قبل رؤساء مختلف وكالات الانباء العالمية وذلك لبحث الخطوات العملية التعاون الاسلامي والعربي والدولي من أجل دعم مبادرات الاعتراف بدولة فلسطين وتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة واقامة دولته الفلسطينية المستقلة.
وأضاف: ان الظروف التي يمر بها عالمنا اليوم هي ظروف استثنائية في عدد التحديات وحجمها والتعاون في تجاوز ذلك في تجاوز ذلك وبسلام يعتبر ضرورة ملحة تمليها كافة السياقات وكافة المتغيرات، ولا شك أنكم تتابعون بألم بالغ وعن كثب واهتمام كبير الاحداث المؤلمة التي تشهده فلسطين وتحديدا ما يحدث في غزة، ما نشاهده من تلك الاحداث وما يعنيه الشعب الفلسطيني وخصوصا في القطاع من أزمات مروعة وكوارث مفجعة واعتداءات صارخة لهي كما قلنا مرارا ونقول إنها وصمة عار في جبين الإنسانية أجمع، وستبقى هذه الكارثة محفورة في وجدان كل ضمير حي وستظل شاهدة على تلكؤ المجتمع الدولي في نصرة المظلوم وردع الظالم وإرساء معايير العدالة الدولية.
وتابع: إننا نشاهد العالم من هذا الاجتماع وهو يتابع هذه القضية غير متخذ قرارا دوليا حازما في هذا، وفي هذا السياق نناشد العالم إلى الوقوف معا لتنديد الفعال والمؤثر للتجاوزات المريعة، وكذلك ممارسة الضغط على إسرائيل لوقف الابادة الجماعية للشعب الفلسطيني ووقف حربها الهمجية، والاستجابة لقرارات محكمة الجنايات الدولية والالتزام بالقرارات والمواثيق الدولية.
وقال: إن الإعلام بوسائله المختلفة وبتقنياته المتنوعة له دور وازن للإسهام بفاعلية للأخذ بعالمنا نحو سفينة نجاته والبعد عن الغرق في مجازفاته، والعمل على حل الازمات الدولية من خلال تعزيز ثقافة إرساء معايير العدالة دون ازدواجية، وإرساء ثقافة السلام والتعايش بين الشعبو والحضارات واقصاء خطاب الكراهية وكل ما يدعو أي قوة في أن تمارس قوتها في الظلم والاعتداء.
وأضاف، منذ احداث غزة فان وسائل الإعلام لعبت دورا مهما وبارزا وذلك في تعرية جرائم العدوان الإسرائيلي وتقديم صورة مهنية للانتهاكات الظالمة بحق الشعب الفلسطيني، ونخص بذلك الإعلام المهني الصادق والنزيه بكلمة الحق التي يطلقها، وقد أصبحت هذه التغطية والتقارير والتحاليل الموضوعية والتي شارك فيها عدد من وسائل الإعلام الدولية وبمهنية عالية احد الأسس والمرتكزات التي أحييت النقاش الدولي حول ضرورة المسارعة بالحل العاجل والعادل والشامل للقضية الفلسطينية، وكشف الممارسات الإسرائيلية الإجرامية في غزة، وهنا أشير إلى بعض تلك المنجزات الإعلامية الفاعلة والمؤثرة والتي عكست بنزاهة عملها وصدقيتها حراكا دوليا متزايدا باتجاه دعم الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه، ومن ذلك القرار الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة وصوتت لمصلحته 143 دولة والذي يقضي بدعم طلب دولة فلسطين بالحصول على عضوية كاملة بالأمم المتحدة، تلا ذلك القرار المشترك الصادر عن الدول الأربع النرويج واسبانيا وايرلندا وسلوفينيا، حيث اعلنوا عن عزمهم الاعتراف بدولة فلسطين ليكون هذا القرار تعبيرا واضحا عن الوعي الدولي بشأن الحق الأصيل للشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة.
بدوره، قال المدير العام لاتحاد وكالات أنباء دول التعاون الإسلامي محمد اليامي: نناقش تعزيز التعاون الإعلامي على الصعيد الدولي لدعم الجهود الرامية لحل القضية الفلسطينية وتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة وعلى رأسها اقامة دولة مستقلة، وكما تعلمون فقد شهدت الفترة الاخيرة تطورات ومبادرات ايجابية في هذا الاتجاه، ولعل من أبرزها مسارعة بعض الدول للإعلان عن اعترافها بدولة فلسطين وهو ما يحتم علينا بوسائل الإعلام استثمار هذه المبادرات ومواكبتها بخطاب اعلامي يعززها ويبرز اهميتها في انهاء الصراع واحلال السلام.
وأضاف: يأتي هذا المنتدى امتدادا للمنتدى الدولي للإعلام ودوره في تأجيج العنف والكراهية ومخاطر التحيز الذي عقد في جدة بتاريخ ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٣ بتنظيم مشترك من الاتحاد ورابطة العالم الإسلامي، والذي تضمن محورا خاصا عن التحيز والتضليل في الإعلام الدولي - القضية الفلسطينية نموذجا، جرى خلاله مناقشة ما تتعرض له القضية الفلسطينية من تحيز في بعض وسائل الإعلام، ومحاولة الدول الكشف عن انتهاكات الاحتلال الاسرائيلي وتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة.
وتابع: أن القرارات والسياسات تبنى وفق المعلومة، والإعلام هو أحد مصادر استسقاء المعلومات في زمننا هذا، ومن هنا تبرز أهميته ودوره في عملية صنع القرار وتشكيل السياسات تجاه مختلف القضايا الدولية، بما في ذلك القضية الفلسطينية.
وتضمن برنامج المنتدى الإعلامي، ثلاثة محاور رئيسية إلى جانب الجلسة الافتتاحية، وجميعها تمحورت حول ضرورة تعزيز التعاون الإعلامي.
وتناول المحور الأول: خطوات عملية في التعاون الإعلامي لدعم مبادرات الاعتراف بدولة فلسطين، وتحدث فيه كل من: رئيس مجلس إدارة وكالة أنباء كرواتيا ماجدة تافرا فالهوفيتس، والأستاذ المحاضر في جامعة جنيف ومعهد العلوم السياسية في باريس حسني عبيدي، والرئيس، المدير العام لوكالة تونس افريقيا للأنباء ناجح الميساوي.
وفي المحور الثاني، الذي ركز على المصطلحات الإعلامية ودعم الحق الشرعي للشعب الفلسطيني، تحدث كل من: رئيس مجلس إدارة وكالة أنباء عموم افريقيا "بانابريس" إبراهيم هدية المجبري، ورئيس منظمة وكالات أنباء آسيا والمحيط الهندي "أوانا" علي نادري.
أما المحور الثالث والأخير، فتناول "صحافة السلام وتعزيز دور الإعلام في حل الازمات الدولية "فلسطين أنموذجا"، لكل من المتحدثين: رئيس اتحاد وكالات أنباء أمريكا اللاتينية خوان مانويل، ومستشار إعلامي متعاون برابطة العالم الإسلامي، باحث في الاتصال والحوار الحضاري المحجوب بنسعيد، والكاتب في صحيفة أفتنبوستن النرويجية حول قضايا الإسلام والتطرف والعلمانية محمد عثمان رانا.