ميلانو: صدرت، اليوم الأربعاء، مجموعة شعرية جديدة للشاعر خالد جمعة عن دار المتوسط في إيطاليا، ووقعت المجموعة في 170 صفحة من القطع المتوسط، وصمم غلافها خالد الناصري.
وجاء في إعلان الدار عن المجموعة: "هذا نوع من الشعر يجعل القارئ يعرف مباشرة أن صاحبه فلسطيني من غزة. في شهيقه وزفيره وكلماته ومجازاته وخلفياته وانحيازاته.
وأضافت، فلا تغيب فلسطين وغزة ورفح ونابلس وجنين وغيرها عن قصائده، حتى لو لم يسمِّ أياً منها باسمها، فالقارئ يعرف أن المقصود هو تلك المدن من آثار الدمار والموت والدماء وحزن الأمهات، ويعرفها أيضاً من نضالها ضد مستعمِر لا يفعل سوى أن يقتل ويدمّر...
وتابعت، نوع من الابتهال والتضرع إلى الله يكاد يضفي خاصته على مدار ديوانه "خالتي العنقاء" في إشارة، ربما، إلى فقدان كل أمل بشري في تخليص الفلسطيني من محنته المستمرة، فالعديد من المقاطع والقصائد تبدأ أو تتخللها كلمة "يا الله"، أو "أيها الرب"، واشتقاقاتها، مثل هذا المقطع الحادّ والمؤلم الذي أنهى به ديوانه:
"يا ربُّ، ها قد أرسلْنا لكَ "أحبابَك
اعذرْنا،
لم يكنْ لدينا الوقتُ ولا المعرفة
لنضعَ كلّ "شلو" للجسدِ الذي يتبعُ له
حين تصلُكَ أشلاؤُهُم
لَمْلِمْها بمعرفتِك"
وأردفت، كون الشاعر فلسطينياً من غزة، لا يعني أن قصيدته "نضالية" مباشرة، كما كانت، غالباً، قصيدة الرواد، بل تتقدم بلغة هي مزيج من البساطة والتركيب والمجاز والتدفق التي تنطوي على طبقات تتراوح بين النبرة الصوفية ونبرة اليومي، لتتحول الأفكار إلى أن تصير إنسانية بالمعنى العريض للكلمة، بقدر ما هي منتمية بقوة إلى الراهن الفلسطيني بدمائه وكفاحه كله.
وأشارت إلى أنه لا عناوين للقصائد في هذا الديوان، بل مقاطع مرقّمة، بحيث يمكن اعتبارها قصيدة طويلة واحدة بمقاطع عدة، ويمكن اعتبارها، كذلك، قصائد عدة مرتبطة بوحدة الموضوع ووحدة الخيار اللغوي ووحدة التطلّع.
وقالت، إنه في هذا المستوى الدقيق من انحياز الشاعر لناسه وبلده وانحيازه لذلك الخيار اللغوي اليومي والصوفي والفلسفي، يعثر القارئ على ديوان ينكبّ على قراءته بمتعة وحزن ودموع.
خالد جمعة، كاتب وُلد في رفح عام 1965، ويعمل محررا للشأن الثقافي في وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، وأصدر قبل هذه المجموعة 10 مجموعات شعرية، و21 قصة للأطفال، وروايتين للفتيان، وكتابا عن عدوان 2014 بأربع لغات، ومجموعة قصصية، وكتاب مقالات، إضافة إلى كتاب عن الأغاني الشعبية وأغاني الصيادين في قطاع غزة، وصدرت مختارات من أشعاره بالبلغارية، كما كتب أكثر من مئة أغنية وعددا من المسرحيات، وحصلت مجموعته الشعرية "قمر غريب فوق صانع النايات" على جائزة الدولة للآداب لعام 2022، وتُرجمت مجموعة من أعماله إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية والبلغارية والدنماركية، وبعض اللغات الأخرى.