خانيونس: داخل ورشة عمل متواضعة، تجلس مجموعة من من السيدات لإعادة تدوير قطع القماش الزائدة من مصانع الملابس المختلفة، لإنتاج مختلف الأدوات بأشكال مبهجة، وتسويقها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في خانيونس جنوبي قطاع غزة.
تقول سها الغول، مُؤسِسة المشروع "بدأنا بإعادة تدوير مخلفات الأقمشة لتطبيق الأفكار الإبداعية بأقل الإمكانيات، وتوفير فرصة عمل لعدد من السيدات المهمشات".
وأضافت الغول، أنها أطلقت على المشروع اسم "إبرة وسنارة"، وبدأت الفكرة بتدوير مخلفات القماش لتتطور إلى إعادة تدوير الحديد والخشب وإنتاج المقاعد بأحجام وأشكال مختلفة.
بعد جمع مخلفات القماش، تبدأ الغول بفرز القطع المتشابهة مع رسم التخيلات الأولية لاستخدامهم بطريقة صحيحة ومبتكرة.
وعددت أهم منتجات "إبرة وسنارة"، وتتمثل في الملابس للأطفال والكبار، والوسائد، وبيوت القطط، والمحافظ الحقائب بمختلف أشكالها وأحجامها، إلى جانب صناعة السجاد وكل ما يتعلق بالأثاث المنزلي.
وتطرقت إلى خطوات العمل "بعد زيارة مصانع الملابس لشراء المخلفات، نبدأ بتصميم القطع المراد إنتاجها، ومن ثم تطبيق الأفكار على أرض الواقع بمساعدة السيدات".
ولفتت الغول إلى حرصها على تشغيل السيدات من ذوات الاحتياجات الخاصة، لتأمين فرصة عمل لهن ودمجهن في المجتمع.
وذكرت أن التصميم والابتكار لا يقتصران على شخص بعينه في المكان، بل يتم التشاور والتخطيط بشكل جماعي، لذلك دائماً تكون النتائج مبهرة.
واستوحت الغول فكرة مشروع "إبرة وسنارة" بعد مشاهدتها لكميات كبيرة من مخلفات القماش يتم التخلص منها بطرق سلبية قد تضر البيئة، فقررت تحويل هذه المخلفات لمنتجات توفر مصدر دخل لها ولعدد من السيدات.
وشاركت في عدد من المعارض المحلية لتعريف الجمهور المستهدف بمنتجاتها، ولاقت إقبالاً كبيراً وتشجيع على الاستمرار في العمل.
ونوهت الغول إلى أن أسعار المنتجات في متناول الجميع، بالرغم من الجهد المبذول بصناعة كل قطعة لاعتمادها على العمل اليدوي بشكل أساسي، لتشجيع الزبائن على الشراء.
وذكرت أن منتجات "إبرة وسنارة" تنافس المنتجات المحلية، على الرغم من استخدام المخلفات في الصناعة، مشيرة إلى طلب الزبائن بإعادة تدوير ذات المنتج بألوان وتصاميم مختلفة.
وتطمح الغول أن توسع مشروع إبرة وسنارة، لتشغيل أعداد كبيرة من السيدات المهمشات، وتوفير فرصة عمل لهن في ظل الأوضاع الاقتصادية القاسية.
وفي سياق متصل، تقول نهلة عودة، إحدى السيدات العاملات في إبرة وسنارة "هذا المكان وفر لي فرصة عمل، والاندماج في المجتمع من خلال التعرف على صديقات وزميلات عمل".
وأضافت عودة، أنها تشارك في اختيار تصاميم المنتجات المعاد تدويرها، إلى جانب عملها في التطريز والخياطة.
وتابعت أنها ابتكرت إضافة التطريز على مختلف القطع المعاد تدويرها، لأهمية وضع البصمة الوطنية في المنتجات، لكونها تزيد التصميم جمالاً.
وأشارت إلى أنها أضافت التطريز الفلسطيني على مختلف المفارش والمساند والسجاد، بمختلف التصاميم والألوان المبهجة.
وذكرت عودة، أنها تعول أسرتها المكونة من خمسة أشخاص، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، وتأمل أن يتوسع المشروع ليتحسن دخلها المادي.