القدس المحتلة: كشفت بلدية الاحتلال عن إعدادها لمخطط جديد يفصل حي المصرارة عن باب العامود وباقي أحياء القدس الشرقية ضمن مخطط لبناء مجمع وفندق وموقف للسيارات والحافلات تحت الأرض وواجهات تجارية على طول مسار خط سكة القطار الخفيف يغير شكل المنطقة ويعيد توسيع النفق وشبكة الطرق من الشيخ جراح شمالاً حتى باب الخليل غربًا مرورًا بالمصرارة والباب الجديد.
وأكد مخطط المدن د. رامي نصرالله من مركز IPCC القدس، أن إغلاق شارع السلطان سليمان وتحويله إلى شارع مشاه تمهيدًا لفصله عن منطقة المصرارة والباب الجديد مجرد مقدمة لمشروع ضخم مدمر للحركة التجارية داخل البلدة القديمة ولمئات التجار في شارعي السلطان سليمان وشارع صلاح الدين وانعكاساته ستكون على باقي أسواق المدينة والحركة التجارية فيها.
وأضاف نصرالله، أنه " بحسب مخطط المدينة الذي تم إيداعه تنتهي حدود نفوذ مخطط مركز مدينة القدس الشرقية على الرصيف الشرقي المحاذي للمحلات التجارية الفلسطينية في المصرارة".
وأوضح أن بلدية الاحتلال أبقت المثلث الخاص بحي المصرارة لغاية باتت معروفة لفصله وعزله.
وقال، إن "مخطط تجميل شارع السلطان سليمان وإضافة مناطق جلوس بمحاذاة الحديقة لمغارة الكتان أو سليمان هو مجرد إعادة تدوير لما كان قائم".
وأشار إلى أن السلطات الإسرائيلية قامت بتسوية الأرض وقطع كل الأشجار في هذه الحديقة لأسباب أمنية كونها محاذية للأكشاك المعدنية "الأبراج العسكرية والشرطية" المطلة على باب العامود والتي تشكل أكبر تلوث بصري لجمالية باب العامود وأسوار البلدة القديمة.
وأكد أن الاستهتار بالفلسطينين وصل إلى حد دعوة التجار الفلسطينيين في شارع السلطان سليمان لمقر البلدية قبل أكثر من شهرين وعرض المشروع عليهم وإيهام الحضور أن الشارع سيشهد حركة تجارية نشطة وعرضت عليهم صور لتصميم الشارع.
ووفق المعروض من المخطط التهويدي لا وجود فلسطيني فيه والشخصيات التي تم إبرازها في التصميم ثلاثي الأبعاد رجال بلباس تقليدي عربي من دول الخليج ونساء أوروبيات بلباس غربي فاضح.
وقال نصرالله، إن "ما لم يعرض على التجار الفلسطينين أن المخطط يخفي مخطط قبيح يخفض المساحات المخصصة للتجارة بثلثين وأن واجهات تجارية سيتم المصادقة عليها بمحاذة القطار الخفيف في منطقة مثلث المصرارة ضمن مشروع استيطاني لبناء 50 ألف متر مربع مواقف عامة، و25 ألف متر مربع فنادق ضمن ما يروج له "ميدان شخيم"، وعزل هذا الشارع عن باب العامود ومحيطه من الشمال والجنوب".
وبحسب المخطط سيتم توسعة النفق، فوق شريط واسع من الأراضي المقدسية، بمساحة جديدة تصل إلى كيلومتر، انطلاقًا من محطة الحافلات والسيارات الوحيدة المقابلة لباب العامود، وصولاً إلى حيّي واد الجوز والشيخ جراح في البلدة القديمة.
يذكر أن الأراضي المخصصة للمشروع الاستيطاني وأالنفق اراضي وقفية، 70% منها أوقاف إسلامية، و20% أوقاف تابعة للكنائس والأديرة المسيحية، فيما تعود ملكية 4 إلى 5% من إجمالي مساحة المناطق لمواطنين وتجار مقدسيين، والبقية أراضٍ أميرية كانت تتبع للإدارة الأردنية.
وكانت دائرة الأوقاف الإسلامية والبطريركية اللاتينية قد اعترضتا على قرار اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء ببلدية الاحتلال بعد إيداع مخطط تهويدي يستهدف توسيع نفق المصرارة وابتلاع اراضيها، حيث يعد تعديًا صارخًا على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس .
وختم نصرالله بالقول، إن |"الواجهات التجارية المنوي اقامتها على جانبي سكة الحديد للقطار الخفيف الهدف منها تجميلي، ومصادرة مساحة واسعة من أراضي المقدسيين، على طول الشارع رقم 1، وتغيير في أقرب نقطة من البلدة القديمة ومدخلها الرئيسي حيث أن حي المصرارة لا يبعد عن أسوار البلدة القديمة غير بضع أمتار وخاصة عن بؤرة الأحداث باب العامود وجه البلدة والقدس الشرقية، لربطها بالشطر الغربي وحركة المستوطنين، حيث يخطط للقيام بمشروعات بنى تحتية لتوسيع النفوذ والاستيطان في ضوء الاستناجات السياسية والأمنية والاستيطانية لمنظومة الضبط والسيطرة والتهويد".
يذكر أن خطة فصل حي وسوق المصرارة مستوحاة من الأسوار التي كانت تفصل القدس الغربية عن القدس الشرقية بعد النكبة عام 1948.