اليوم السبت 23 نوفمبر 2024م
عاجل
  • إطلاق نار من طائرات الاحتلال "الأباتشي" شمال شرق البريج وسط قطاع
إطلاق نار من طائرات الاحتلال "الأباتشي" شمال شرق البريج وسط قطاعالكوفية حالة الطقس اليوم السبتالكوفية جيش الاحتلال يطلق قنابل إنارة بالأجواء الجنوبية لمدينة غزة بالتزامن مع إطلاق نار من آلياته العسكريةالكوفية تطورات اليوم الـ 414 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية الصحة اللبنانية: 4 شهداء و23 مصابا بغارة إسرائيلية عنيفة على منطقة البسطا في بيروتالكوفية دلياني: جرائم إبادة أطفالنا في غزة وصمة عار تُلطخ جبين الإنسانيةالكوفية مصابون جراء غارة إسرائيلية على منطقة البسطة بوسط العاصمة اللبنانية بيروتالكوفية أنباء عن استهداف مركبة بالعاصمة اللبنانية بيروت من قبل مسيرة "إسرائيلية"الكوفية طائرات الاحتلال تشن غارة على مخيم البريج وسط القطاعالكوفية دمار واسع في المباني جراء الغارة الإسرائيلية على منطقة البسطا في العاصمة بيروتالكوفية دوي 10 انفجارات في أجواء مدينة حيفا بعد رشقة صاروخية من لبنانالكوفية صافرات الإنذار تدوي في مدينة "حيفا" ومحيطها شمال فلسطين المحتلةالكوفية 4 صواريخ على الأقل أطلقت في هجوم جوي إسرائيلي على وسط بيروتالكوفية شهيد ومصابون جراء قصف الاحتلال منزلا لعائلة أبو عاصي بمنطقة الشيخ ناصر شرق مدينة خان يونسالكوفية فيديو | 6 شهداء و24 مصابا جراء قصف الاحتلال منزلا في خان يونسالكوفية مصابون جراء قصف الاحتلال منزلا لعائلة أبو عاصي بمنطقة الشيخ ناصر شرق مدينة خان يونسالكوفية قوات الاحتلال تقتحم مدينة قلقيلية من الحاجز الجنوبيالكوفية قوات الاحتلال تدفع بتعزيزات عسكرية نحو بلدة كفر عبوش جنوب طولكرمالكوفية جيش الاحتلال ينسف مباني سكنية شمال مخيم النصيرات بالقرب من محور نتساريم وسط القطاعالكوفية قوات الاحتلال تنفذ عمليات نسف جديدة في مدينة بيت لاهيا شمالي قطاع غزةالكوفية

هل بدأت تضعف أجنحة النسر الأمريكي

11:11 - 04 مارس - 2022
أكرم عطا الله
الكوفية:

دوي الصواريخ في أوكرانيا كان لا بد وأن يستدعي ذاكرة التاريخ، مؤتمر يالطا الذي عقد على البحر الأسود منتصف أربعينيات القرن الماضي بحضور الثلاثة المنتصرين الكبار فرانكلين روزفلت الرئيس الأمريكي وونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا وجوزيف ستالين الزعيم السوفييتي.

بعد المؤتمر الذي أعاد تقسيم العالم وضمان الأمن بأوروبا لم يعد الزعيم الأميركي روزفلت مباشرة لواشنطن بل استغلها للقيام بجولة على الدول العربية يلتقي فيها بعض الملوك والزعماء منهم.

حسب المؤرخين كانت جولته الغريبة تلك تهدف لاستطلاع مناطق سيطرة الامبراطوريات التي تتراجع «فرنسا وبريطانيا» تمهيداً لوراثتها، فقد أعادت الحرب توزيع موازين القوى وكان واضحاً للولايات المتحدة أن ما حققته من الحرب يؤهلها لتسلم ممتلكات تلك الامبراطوريات، كان تشرشل يراقب تلك التحولات بغضب ماكر ولكنه كان يدرك كسياسي موهوب أن التاريخ لا يتوقف وأن القوى العظمى تمر بمرحلة صعود ثم تستقر وتبلغ ذروتها ثم تبدأ بالهبوط. والهبوط عادة ما يكون مصحوباً بقدر من العنف والشراسة لمقاومتها إخلاء مواقعها بسهولة ولرفضها واقعا جديدا تسلم فيه لقوى جديدة فرضتها عوامل متعددة.

كانت الولايات المتحدة فتية آنذاك أمام قوى آخذة بالأفول، كانت واشنطن تنتصر وتشق طريقها راغبة بالسيطرة على العالم ولكن بأسلوب جديد معتبرة أن السياسة القديمة للاحتلال المباشر شديدة التكلفة وتستدعي العداء. فعندما بدأ العدوان الثلاثي على مصر العام 1956م اتصل الرئيس الأميركي آنذاك الجنرال دوايت أيزنهاور الذي قاد القوات في أوروبا بونستون تشرشل الذي كان قد خرج من الوزارة وحل محله أنتوني أيدن قائلاً: «ماذا يفعل هذا الغبي؟ ألا يعرف أن بإمكاني احتلال دول دون معركة واحدة أو جندي واحد؟ إنه يتصرف بأساليب قديمة» بل وقدمت الولايات المتحدة نفسها باعتبارها صديقة للنظم وللشعوب، ولكن في السر كانت تتقدم بلا توقف.

بعد سقوط الاتحاد السوفييتي خلعت الولايات المتحدة رداءها وعادت لتفعل ما فعله أنتوني أيدن وهو يسلم إمبراطوريته، فالحروب التي شنتها الجيوش الأميركية والاحتلال المباشر والمعارك العسكرية كانت عنيفة إلى الحد الذي يمكن معه تذكر مقولة أن الامبراطوريات في طريق عودتها أكثر شراسة منها أثناء الصعود. هل يمكن القياس على ذلك بالنظر لقسوة الحروب الأميركية في العقود الثلاثة الأخيرة بما يخالف نظرية أيزنهاور بالسيطرة الناعمة ومبادئ ويلسون حين كانت في مرحلة الصعود؟

في العالم تحولات ليست نتاج العام الأخير، ولن تكون نتاج الحرب الأخيرة في أوكرانيا الذي يقف فيها رجل روسيا معلناً أنه لن ينهزم ويهدد العالم بأن هزيمته تعني نهاية الجميع وهزيمة كل الخصوم، بل إن هناك سياقا طبيعيا للأشياء يعيد تكرار نفسه على حركة السياسة من ميلاد وصعود وأفول.

ضمن تلك التحولات الصين التي تفاجئ العالم بتقدمها في كل المجالات وعودة روسيا القوية بعدما تلقت ضربة في كبريائها إثر سقوط الاتحاد السوفييتي عائدة بهذا المزاج النفسي المدجج بالسلاح وسط شعورها بالمزاحمة على حدودها، وكان لهذه التحولات أن تحدث قدرا من التغيير في خارطة العالم ولم يكن الأمر بحاجة إلى حرب عالمية ثالثة لأن تلك باتت مستحيلة في عصر السلاح الذري.

كشفت الحرب في أوكرانيا عن دور وهيئة وهيبة واشنطن في المنطقتين اللتين اعتبرتا جزءا من الغلاف الأميركي ومسؤولية حمايتها، أوروبا والمنطقة العربية، وحين تنتهي هذه الحرب في أوكرانيا ستكون الولايات المتحدة قد تم المساس بقوتها فقد بدت عاجزة عن حماية دولة مثل أوكرانيا التي اجتاحها الجيش الروسي رغم كل نداءات المساعدة من رئيسها، وبدا أن القوة العسكرية الأميركية وقوة الناتو لم تتحرك ولم تعد مناخات الصراعات الجديدة تسمح لها بالتدخل. وبدا أن الحرب الروسية الأوكرانية لا تشبه الحروب السابقة وأدواتها ولا تسمح بجنرال أميركي يهبط بقواته في النورماندي أو أن تتقدم الجيوش من صقلية إلى أوروبا لينتصر؟، ويعكس التحول الألماني بإعادة التسليح عجز الولايات المتحدة عن حماية أوروبا ودولها.

في المنطقة العربية وتحت صخب السلاح كانت تطل دولة صغيرة كالإمارات العربية المتحدة بموقف مفاجئ يشي بالكثير حين رفضت التصويت على المشروع الأميركي بمجلس الأمن، وكانت السعودية الدولة الخليجية الكبرى ترفض بنفس الجرأة طلبا لواشنطن بزيادة إنتاج النفط لتغطية الأزمة الناتجة عن النقص الذي سببته الحرب، لا يتعلق الأمر بالموقف من مستجدات معينة أو صفقة سلاح مع تلك الدولة بل يعكس ثقة عالية بالنفس لدى الدولتين وقدرتهما على التحدي والتعارض مع مطالب ومصالح الولايات المتحدة التي كانت  تكتفي سابقا بقصاصة من سفيرها لأي من العواصم العربية لتحديد موقفها كما تريد واشنطن ومرغمة تحت سيف التهديد، فأن تمتنع دولتان ومن الخليج عن دعم الموقف الأميركي يعني أن الصورة الأميركية في المنطقة لم تعد بنفس الهيبة السابقة وأن هناك مزاجاً يتغير، نحن ليس فقط أمام دول ربما تعيد اكتشاف مكامن قوتها بل وأيضا تعيد اكتشاف مكامن الضعف الأميركية فلديها مراكز دراساتها التي تمكنها من رؤية بعض المستقبل.

الدولار الأميركي يضعف على مستوى العالم سواء من حيث القيمة، يضعف أمام اليورو وحتى أمام الشيكل الإسرائيلي وغيره من العملات أو من حيث صعود عملات بديلة في التعاملات ومنها الإلكترونية، وفي أزمة الجائحة تفوقت دول عدة بينها الصين التي قدمت ما يدهش في استعمال التكنولوجيا والروبوتات في الطب ومنظومة G5 التي دار حولها الصراع منذ عهد ترامب والاستعراضات العسكرية الصينية التي تشير إلى تنامي القوة.

الآن تنكشف القوة العسكرية الأميركية التي لم تحرك قواتها كما فعلت تجاه دول سابقاً، ويتذكر العالم كيف سمع هدير سفنها وحاملات طائراتها عندما غزا العراق الكويت ولم يسمح فائض القوة المندفعة آنذاك بلا حدود حتى بأي فرصة للوساطة.

فالسلاح كان يسبق كل شيء لكنه يقف اليوم متستراً خلف عقوبات اقتصادية ومراهنات لن تحسم حرباً ولن توقف جيوشاً تتقدم ولكنها تأكل يومياً من الرصيد الأميركي بلا شك.

كان الجنرال الإسرائيلي المتقاعد جرشون هكوهين والباحث بمركز بيغن للسادات الأبلغ تعبيرا عن واقع التحولات التاريخية التي لا تريد الولايات المتحدة فهمها حين قال: «يجب على الأميركيين أن يتفهموا أن الترتيب الذي تمتعوا به منذ انهيار الاتحاد السوفييتي وصل إلى مراحله النهائية، يجب نسخ نظام جديد وإن لم يفعلوا سيكونون مسؤولين عن التدهور «وهنا تتبدى الخشية من الصدام أنه يحدث عادة عندما يصر القديم على تثبيت الواقع وتأبيده، هل تفهم أمريكا أن العالم يتغير وأن أجنحة النسر تضعف بعوامل التعرية الطبيعية وعوامل الزمن ؟

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق