- إطلاق نار من طائرات الاحتلال "الأباتشي" شمال شرق البريج وسط قطاع
ما أن أنهت الجمعية العامة للأمم المتحدة تصويتها على قرار يدين العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، حتى سارعت سفيرة واشنطن ليندا توماس جرينفيلد إلى تقديم بيان "ناري" بصوت مرتعش خوفا على أهل أوكرانيا ومستقبلهم، وما أن عادت إلى مقعدها، حتى خرج وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن بشخصه ليعقد مؤتمرا صحفيا عاجلا، ويشرح مضامين القرار الأممي الذي نال أغلبية ساحقة.
اليهودي بلينكن وزير خارجية أمريكا، قدم مرافعة "إنسانية – قانونية" حول الأهمية التاريخية للقرار ودلالات التصويت الواسع، الذي يؤكد رفض العالم للتدخل الروسي في أوكرانيا، والحقيقة أنه كان "محاميا" لبقا وهو يدافع عن نظام كان أمل الولايات المتحدة ألن يكون رأس حربة في خاصرة روسيا، تمنعها من الخروج دون "تصريح أمريكي".
ودون الخوض، مجددا فيما هو نص القرار ودوافع المصوتين والبعض الذي أوضح ذلك، انطلاقا من مبدأ عدم استخدام القوة كخيار حل، دون أن تسقط مشروعية المخاوف الأمنية – السياسة الروسية، ورفض العقوبات التي ظهرت وكأنها تعبير عن "رعب مسبق" وليس عقاب لفعل حدث، ولن يتم التراجع عنه، كونه لم يكن "نزوة لشخص" بل فعلا من أجل أمن قومي وعالمي.
ولأن الأمر متعلق بالقانون الدولي والشرعية الأممية، وقرارات ذات المنصة التي تفاخرت بها أمريكا ومحورها الغربي، الذي لن يستمر طويلا، بعدما تهدأ أصوات الرصاص، فمن المفيد العودة إلى سحب ملف قرار واحد لا أكثر من قرارات الأمم المتحدة، كي يصبح وثيقة اثبات راهنة يمكن الاستفادة منه، بعد "مرافعة" اليهودي بلينكن.
قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة حول حرب أوكرانيا يوم 2 مارس 2022 نال 141 صوتا لصالحه وعارضه 5 أصوات وامتنع 35، وغابت بعض الدول عن المشاركة في الأشكال الثلاثة للتصويت، قرار اعتبرته الدول الغربية ومحورها، نصر للإنسانية ورفضا للقوة والعدوان.
ما قبل التصويت، كشف موقع أمريكي، مقرب جدا، من دوائر صناعة القرار في واشنطن، أن حملة إرهاب دبلوماسية شنتها إدارة بايدن على كل من ليس معهما ومحور شرها ضد روسيا، بعد نشره برقية تعتبر من ليس معها فهو مع روسيا، في إعادة للمبدأ الذي كان سائدا خلال الحرب الباردة الأولى.
ورغم كل الإرهاب فالرقم قريب جدًا من رقم قبول فلسطين دولة عضو مراقب في الأمم المتحدة عام 2012، رقم 67/19، الذي نال 138 صوتا لصالح فلسطين، و9 ضد و41 ممتنع و5 غياب... أرقام تكاد تكون متطابقة، مع فارق بسيط جدا، أن من صوت لفلسطين ربما دفع ثمن موقفه، فيما من صوت لصالح مشروع أمريكا – البانيا قبض ثمنه.
وأيضًا، من حق أي كان التصويت لما يراه، ولكن، المندوبة الأمريكية في حينه (روزماري) رأت في القرار خطوة لا تخدم السلام ولا "حل الدولتين" – المكذبة السياسية الأمريكية، فيما كان مندوب دولة الفصل العنصري، هائجا واصفا الأمم المتحدة بأنها منصة ضد دولته ومنحازة بشكل آلي إلى الفلسطينيين.
"قبيل التصويت على قرار فلسطين، أعلنت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند أنه سيكون من الصعب إقناع الكونغرس بالإفراج عن 200 مليون دولار من المساعدات للسلطة الفلسطينية..وبعده قالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون إن هذا القرار يضع المزيد من العراقيل أمام عملية السلام".
فيما ردت دولة الكيان (أعلن وزير المالية الإسرائيلي يوفال شتاينتس تجميد تحويل أموال الضرائب والجمارك للسلطة الفلسطينية، وهي تقدر 121 مليون دولار، وقال أنها ستستخدم في سد ديون على السلطة لصالح شركة الكهرباء الإسرائيلية. وأعلنت إسرائيل أيضاً عن بناء 3 آلاف وحدة استيطانية جديدة وفق الخطة المسماة إي-1).
قرارين، من ذات المنصة، الأول يتحدث عن قبول فلسطين دولة عضو مراقب، بحثا عن تسوية وانتهاء احتلال أدانته كل قرارات الأمم المتحدة، مجلس أمن وجمعية عامة ومؤسسات متفرعة عنها، فيما قرار حرب أوكرانيا فقط بالجمعية العامة وليس مجلس الأمن.
فلسطين، لا تملك حلفا عسكريا ولا قوة مالية ولا أجهزة ارهاب دولة تهدد وتتوعد من ليس معها، لكنها امتلكت بعدا إنسانيا – أخلاقيا ضد الاحتلال ودولة الاحتلال، الذي يعتبر أبرز أشكال العنصرية المعاصرة.
ولأن أمريكا ومحورها الأحول ودولة الأبرتهايد، كثيرا ما يتحدثون عن "عدم ازدواجية المواقف"، فلا تحتاج الدولة العضو المراقب رقم 194 في الأمم المتحدة سوى تطبيق القرار لا أكثر ولا أقل.
وكي لا ترهق الرسمية الفلسطينية "بقايا العقل" لديها، عليها أن تقوم بإعادة نشر تصريحات وزير خارجية أمريكا اليهودي بلينكن دون أي تغيير وفقط استبدال أوكرانيا بفلسطين، التدخل الروسي بالاحتلال الإسرائيلي.. لا أكثر ولا أقل، وتقوم بإعادة الإرسال إلى كل دول العالم.
رسالة بسيطة لا تكلف مالًا ولا جهدًا، فقط قيام موظف باستبدال كلمات بكلمات.. لكنها تغييرات كافية أن تحدث هزة سياسية تفوق كثيرا أحرفها.. فهل تفعلها الرسمية الفلسطينية أم تصر أنها لا تزال خارج التغطية.. فحاولوا مرة أخرى!
ملاحظة: صرخة الممثل المسرحي زيلينسكي " يا يهود العالم أنقذوني".. نداء استبدل الانتماء القومي بالانتماء الديني... هيك كلام أكد أنه ليس رئيسا لبلد بل موظف عند عصابة!
تنويه خاص: مستشار ألمانيا شولتز لم يجد وقتا لزيارة مقر الرئيس عباس، مع ان المسافة بينهم كانت أقل من 15 دقيقة سيرًا بالسيارات بحجة أنه مزنوق...والحقيقة أن مزنوق آه بس مش بالوقت بل بالأخلاق السياسية...كي لا يغضب العنصري بينيت وشلته...دول كبيرة لكنها تتعثر بحصوة!