- قوات الاحتلال تقتحم بلدة السموع جنوب الخليل
ما يحدث في وسط الضفة الفلسطينية، هو الحد الأدنى من الرد الطبيعي على إرهاب الإحتلال وتعديات المستوطنين العنصريين القتلة. فالشعب الفلسطيني ليس ولن يكون جثة هامدة، ولن ينتظر المبشرين بالمقاومة الشعبية الذين ابتعدوا عن الشعب. ففي مدرسة الحياة والحقيقة، يشب الصغار عن الطوق، وقد جربوا ورأوا بأمهات عيونهم، ما يحدث لوطنهم ولأهلهم ولقضيتهم، واعتزموا الأخذ بزمام المبادرة، طالما بقي الإحتلال!
في كل هبّة شعبية، يتجدد التأكيد على أن الصراع مستمر، وأن كل جيل، يسلم الراية للجيل الذي بعده، وأن قضية الحق والحرية لن تموت!
لم تكن الهجمات الشبابية التي حدثت خلال الساعات الأخيرة، إلا انكاساً لفيض الغضب الفلسطيني على العنجهية الصهيونية والاستتهار بمصير شعبنا والاعتداء على حقوقه على مدار الساعة. كان الطبيعي أن تكون مواجهة العدوان عبر العناوين التنظيمية ذات المسميات التحريرية. لكن هذه، أصبحت عناوين هاجعة يعيّرها عباس بأنه يحميها ، بمعنى أنه يتيح لها أن تعيش آمنة، لها مكاتبها وتواجدها المرئي، بفضل التنسيق الأمني ومنهجية حكم سلطة الحكم الذاتي المحودة للغاية. وبالطبع يختلف الأمر بالنسبة للناس في الضفة، فلا المنهجية ولا أمنها يحميان الشعب الفلسطيني، وقد بات الأهل والشباب، مكشوفين للآلة العسكرية المدججة بالسلاح، وظلت البنادق الرشاشة تُصوب في وجه الأطفال. أما المقاومة السلمية أو الشعبية التي تتحدث عنها "القاطعة" فلم تتجسد على الأرض، لأن من أطلقوا مصطلح المقاومة الشعبية، لا يعرفون شروطها وعناصرها، ولم يدخلوت مربعاً من مربعاتها، وهي في بعض الجوانب، أصعب من المقاومة المسلحة. فقد كان الهدف من تكرار الحديث عن مقاومة شعبية، هو تأثيم المقاومة المسلحة وتأثيم غضب الشباب الى حد الدهس والطعن!
إن هذا الإحتلال المدجج بالسلاح، هو جلاب العنف وصانع الكراهية المنتجة للحرب تلو الأخرى. والاحتلال مؤسس الشر ليس باستمراره في الضفة لأكثر من نصف القرن، ونحو ثلاثة أرباع القرن في كل فلسطين، وإنما بممارسات انتهاب الأرض وضمها، وضم القدس، والتوسع الاستيطاني المسلح، الذي أجهز على فرص التسوية. فكيف لا تكون هناك مقاومة لمواجة هذا الأخطبوت الكريه السافل؟
إن ما يجري في وطننا، يؤكد مرة أخرى، على أن أساليب التحايل والتدابير المشتركة بين الإحتلال وفئة ممن يتسلمون الحكم الذاتي المحدود للغاية؛ لن تقنع الشعب الفلسطيني باحتمال الإهانات والتعديات اليومية وبالصبر عليها.
بخلاف ذلك، كانت الهبة الشبابية في الضفة، قادرة على تذكير الإحتلال بأن لا مستقبل لمشروع السيطرة على شعب آخر ومصادرة أراضيه واستلاب حقوقه والتضييق عليه وإستسهال إطلاق النار على الأطفال، وهدم البيوت وحماية العنصريين الظلاميين من حركة الاستيطان المسلح، وهم يعتدون على أصحاب الأرض ويقتلعون أشجارهم ويحرقون بيوتهم.
ليس أجدر بنا ولا أشرف، من أن نعلن جهاراً عن التبني السياسي الكامل لمقاومة المقاومين، وشرح دوافعهم وإنصاف الشهداء، وتصنيفهم أبطالاً للحرية والسلام والعدالة، لأن هذا هو ، شئنا أم أبينا، ما يستقر في وجدان الناس من قناعات، وما دونه هو الرياء والتدليس والتراجع عن أهداف التحرر!
كل الإعتزاز بشعبنا وشبابنا في الضفة. كل الفخر بشهداء الحرية والسلام والعدالة.. كل التحية لأهلنا في القرى والمخيمات والمدن المستهدفة. كل الخزي للاحتلال وجحفل المستوطنين المسلحين، ولنمض في الغضب الساطع المقدس جيلاً بعد جيل!
نقلًا عن "أحوال البلاد".